مع انتشار مسلسل «لعبة الحبار» بطريقة واسعة على مستوى العالم، أطلق أطباء نصيحة صارمة للآباء: لا تدعوا أطفالكم يشاهدون هذا المسلسل، وحقق المسلسل الكوري الجنوبي الذي تبثه شبكة «نتفليكس» انتشاراً واسعاً في أنحاء العالم وعبر الإنترنت من خلال تحويل ألعاب أطفال شهيرة قبل العصر الرقمي مثل «الضوء الأحمر... الضوء الأخضر» إلى تحديات دامية من أجل البقاء، يتنافس فيها المتسابقون الأربعمائة والستة والخمسون الذين يعانون من ضائقة مالية للحصول على جائزة قدرها 45.6 مليار وون (38.66 مليون دولار، وبعد بثه في سبتمبر (أيلول) الماضي، حصل المسلسل على عدد كبير من المتابعين على «نتفليكس» بلغ 111 مليون مشاهدة في أقل من شهر منذ بدء عرضه على المنصة الشهيرة، وهو رقم قياسي).
وأوصى الأطباء في معهد «تشايلد مايند»؛ وهو منظمة غير ربحية مكرسة للصحة العقلية للأطفال، بألا يشاهد الأطفال مسلسل «لعبة الحبار» حتى سن المراهقة المتأخرة على الأقل، بغض النظر عما إذا كان الآباء يراقبونهم أم لا؟.
وقال ديفيد آندرسون، رئيس البرامج المدرسية والمجتمعية في المعهد، في بيان نقلته شبكة «سي إن إن» الأميركية: "مستوى العنف مرعب... أكثر من معظم المسلسلات.. إنه مهرجان قتل مع وجود أكثر من 400 مشارك لا يمكن أن يكون بينهم سوى ناجٍ واحد".
ووصفت شركة «كومون سينس ميديا»، التي تصنف المسلسلات والأفلام على أساس العمر المناسب، العنف في المسلسل بأنه «شديد للغاية» وأشارت إلى أن "الشخصيات يجري تعذيبها وقتلها بشكل منهجي من أجل المتعة السادية التي يتمتع بها سيد اللعبة.. وهناك مشاهد تحتوي على عنف جسدي، حيث يجري جذب النساء من شعرهن وضربهن".
وأدى ذلك إلى اتخاذ بعض المدارس على المستوى الدولي إجراءات ضد المسلسل وألعابه، بداية من النصيحة بعدم مشاهدته للأطفال، مروراً بحظر أي نقاش حول المسلسل وألعابه، وانتهاءً بحظر تقليد هذه المسابقات والألعاب.
قبل نحو عامين دخل الفيلم الكوري الجنوبي (Parasite) التاريخ بحصوله على أغلب الجوائز السينمائية المهمة، بينها السعفة الذهبية بمهرجان كان السينمائي وأيضاً جائزة أفضل فيلم وأفضل إخراج لمخرجه بونج جون هو في "أوسكار 2020".
وعلى الرغم من أن قصته تبدو للوهلة الأولى إنسانية للغاية عن أسرة فقيرة تحاول تحقيق متطلباتها، حتى لو مارس أفرادها بعض الخداع، فإن الشريط السينمائي يمتلئ بمشاهد العنف النوعية التي قلما تُعرض بهذه التفاصيل في أعمال عالمية تصنف على أنها تحمل مشاهد عنف صريح، وهذه الأيام يكسر الكوريون القواعد مجدداً أيضاً بمسلسل "لعبة الحبار"، حيث حقق العمل نجاحاً كبيراً متوالياً وهجوماً حاداً على السواء.
ويتكون العمل من تسع حلقات، وتدور قصته في بيئة قاسية حول مجموعة من الأشخاص المهمشين والمحبطين الذين يدخلون في لعبة من أجل الفوز بما يزيد على 45 مليار وون كوري، (38 مليون دولار أميركي).
المخرج هوانغ دونغ هيوك قدم فكرة المخاطرة من أجل تجاوز الفقر بصورة قاتمة تماماً، وعلى الرغم من أن "الثيمة" نفسها شبيهة "بثيمات" قدمت سابقاً في أعمال فنية عالمية عدة، بينها "Hunger Games" وKill Bill"" وBattle Royale"" فإن الانتقادات وجهت إلى المسلسل الجديد نظراً إلى مستوى العنف الذي وصفه كثيرون بأنه "مبالغ فيه".
قال كاتب سيناريو ومخرج مسلسل “لعبة الحبار” الكوري الجنوبي، الذي لاقى رواجا كبيرا عالميا، إنه لا يتفاوض فقط على إنتاج جزء ثان بل وثالث أيضا.
وأضاف هوانج دونج هيوك، في مقابلة مع تلفزيون “كي بي اس” الكوري الجنوبي، أنه يتفاوض مع “نتفليكس” على “موسم ثان وموسم ثالث” من المسلسل، وأعرب عن ثقته في إتمام المحادثات“ في القريب العاجل.
وهذه هي المرة الأولى التي يشير فيها مؤلف المسلسل إلى جزء ثالث، يذكر أن مسلسل “لعبة الحبار”، الذي عرض في سبتمبر، أصبح أكثر مسلسلات شبكة “نيتفليكس” مشاهدة، ليترشح إلى جوائز “جوثام” و”جولدن جلوب” في الولايات المتحدة.
اضافةتعليق
التعليقات