• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

ولادة وطن

مروة حسن الجبوري / الأحد 02 تموز 2017 / حقوق / 3405
شارك الموضوع :

رغم جراح الامس واهات الثكالى التي ترن في مسامعي، وغياب تلك الحشود النيرة في سماء هذه المدينة، التي طليت جدرانها البالية بدماء هؤلاء الفتية

رغم جراح الامس واهات الثكالى التي ترن في مسامعي، وغياب تلك الحشود النيرة  في سماء هذه  المدينة، التي طليت جدرانها البالية بدماء هؤلاء الفتية، وازهرت اوراقها بشسع نعلهم، فباتَ عطرها الياسمين، كَان هنا شيء من التراب المُبتل من ذاك الشاب النجفي حينما عرق جبينه ولم يعرق ضميره، هناك قطرة دم تحمل اثر تحركات الكربلائي في ساحات الوغى وكيف حمل رجولته على البندقية فكانت الضربة قاضية، في الامام خطى لعريس من بابل ما زال يطوف في يداه خاتم الخطوبة، كان هنا صوت لأخ ذبح، كان قد انحنى ظهره، لصدى امرأة اغتصبت وسحبت في الاسواق فقط لأنها لم تبايع الخليفة، مدينة مليئة بالصخب.

في هذه البقعة انقتلت البهجة، وتفجرت الامنيات، واغتيلت الطفولة، وضيعت الاثار، ونزحت منها الحرائر غصباً، وسيقت كالعبيد، بهتت الوان ازقتها واطفأت مصابيحها الهيجاء، سئمت القتل والدمار وتمسكت بمنائر الحشد، كما نحن متمسكون .

 حتى جاء ذاك الصباح الذي بعثر دولتهم، وقتل الخليفة الذي كان يعلو المنابر ويصدح: قادمون، وجعل عاليها سافلها،  ليهب لهم شيء من السلام!.

حكايات يتلوها جندي على مسامِع العائدين لهذه المدينة، يرتل عليهم آيات الحرب، ويهنئهم بعودة مدينتهم، وبشيء من الوجع يطلب منهم ان يعتنوا بهذه الارض، لطفا ايها العائدون ان لي احبة  رحلوا هنا، رفاق الشهادة نزفت ارواحهم، لطفا عندما عدتم هل وجدتم اخي كان يقاتل في الجانب الايمن، هل سمعت صوت ابن عمي وهو يقرأ في الجانب الايسر، جميعهم رحلوا من اجلكم، اشتروا الشهادة بدماء شبابهم، وقتلوا على يد من باعوا المدينة بثمن بخس.

 لم ندخل بيوتكم خوفا من رؤية صوركم المعلقة، وعانقنا الجرداء وعلقت صورنا في سمائها، سترونها في كل مساء، اوصيكم ايها العائدون ايضا اخفتوا من مناغاة اطفالكم فهناك من كان ينتظر مولده واخر لم ير اطفاله حتى اخر لحظة قاتل هنا، وعند اعراسكم تذكروا ان لنا عرسان زفوا الى الفردوس، حافظوا عليها واجعلوها في اعينكم، فلن يأتي الزمان برجال كرجال الحشد مرة اخرى، ولم تعد الامهات تقوى على الفقد فقد قدمت كل ما لديها لمدينتكم ولم تسأل يوما ولدها، في أي منطقة تقاتل انت؟ سنية او شيعية، او يزيدية، كردية، او غيرها  كانت تقطع صمتها بتلك العبارة: الشهادة او النصر يا ولدي.

 في مدينتي انا لم تعد ترى جدار خال من قطع السواد المعلقة عليه، وبقايا جروح مازالت تنزف في انتظار من يضمدها وحروق اكلت اجساد الشباب من تلك النار التي كانت تضرم فينا، تذكروا ان دخان هذه المدينة كان رسائل حرب، وفي حال انكم عثرتم على اشلاء صغيرة اجعلوها في قارورة وعطروا فيها دياركم، لأنها من رائحة  الجنة، حدثوا اولادكم عن ولادة وطن، عن رجال لو كان الوحي موجود في عصرهم، لأنزل فيهم اية تمجدهم، انا راحلٌ الان ومعي كل الذكريات التي قضيتها في مدينتكم، كتب لي ان اعيش هذه اللحظة التي احتضن فيها نصركم، واعود بكل ما لدي من وجع وصمت حاملا معي التهاني والبشرى لأمهات الشهداء في عيدهم..

 أرجو أن تقبلوا العذر مني إن قصرت حروفي، افرحوا ايها الشهداء رجعت الحدباء، كنتم على عهدكم عندما لبيتم نداء المرجعية، واكتفيتم بفتوى الجهاد الكفائي فكيف ان كان الجهاد العيني!!  وهذا ما نأمل ان نراه في ظهور ولي امرنا صاحب الزمان، حملت قطعة من القماش الابيض ورفعت يدي وقلت لهم: ادخلوها بسلام آمنين ..

الحشد الشعبي
النصر
الوطن
العراق
الشهيد
الفرح
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    محليات صناعية شائعة قد تزيد من خطر الجلطات والسكتات الدماغية

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة

    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟

    مودّة "ذوي القربى" جنّاتٌ خالدة

    رجاء صادق

    آخر القراءات

    الامام الجواد.. امتداد النبوة

    النشر : الثلاثاء 23 شباط 2021
    اخر قراءة : منذ ثانية

    شجرة برموز حقيقية

    النشر : الأحد 07 كانون الثاني 2018
    اخر قراءة : منذ ثانية

    تراتيل عاشورائية

    النشر : السبت 28 تشرين الاول 2017
    اخر قراءة : منذ ثانية

    هل الظلم يبرر النتائج السيئة؟

    النشر : الخميس 02 آب 2018
    اخر قراءة : منذ ثانية

    لكلِ عاشقٍ سبيل

    النشر : الأحد 10 تشرين الاول 2021
    اخر قراءة : منذ ثانية

    ماهو أفضل وقت لوضع الكريم المرطب؟

    النشر : السبت 11 كانون الأول 2021
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3320 مشاهدات

    كيف أصبح "شات جي بي تي" مرجعاً لحياتنا؟

    • 426 مشاهدات

    السم الأبيض؟ أسباب تجعل السكر خطرا على صحتك

    • 343 مشاهدات

    أهمية متسلسلة "فوريير" في التكنولوجيا

    • 342 مشاهدات

    صخب المبالغة: مأساةٌ وجودية!

    • 306 مشاهدات

    7 نساء يشاركن نصائحهن للتعامل مع أعراض انقطاع الطمث

    • 295 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3320 مشاهدات

    يوم الكتاب العالمي: إشعال شموس المعرفة بين الأجيال وبناء جسور الحضارات

    • 1341 مشاهدات

    من كربلاء إلى النجوم... طفل السبع سنوات يخطف المركز الأول مناصفة في الحساب الذهني ببراءة عبقرية

    • 1320 مشاهدات

    جعفر الصادق: استشهاد نور العلم في وجه الظلام

    • 1191 مشاهدات

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 854 مشاهدات

    إنتاج الرقائق.. بترول الحرب العالمية الثالثة

    • 849 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    محليات صناعية شائعة قد تزيد من خطر الجلطات والسكتات الدماغية
    • منذ 3 دقيقة
    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي
    • الأحد 18 آيار 2025
    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة
    • الأحد 18 آيار 2025
    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟
    • الأحد 18 آيار 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة