إذا سولت لك نفسك في إحدى المرات أن تتناول قطع البيتزا المتبقية من عشاء الأمس قبل أن تمارس تمارينك الرياضية، متخيلاً أن سعراتها ستحترق أثناء التمرين، فلا بد إنك تتذكر تأثير ذلك على جودة تمرينك. تؤثر الأطعمة على جسمك بعدة طرق، وهذا يتحقق عندما تكون في حالة حركة على وجه الخصوص.
تقول جوليا لونج، أخصائية تغذية معتمدة، لموقع SELF: "بعض الأطعمة تدعم أدائك الرياضي، وبعضها لا يساعد على الإطلاق". بالتأكيد، سيتحمل جسمك التمرين حتى لو تناولت حفنة من الذرة المحمصة، لكن السؤال الحقيقي هو: ماهي الضريبة التي ستدفعها؟ تقول لونج إن بعض الأطعمة يمكن أن تزعج معدتك أو تجعلك تشعر بالنعاس، في حين أن البعض الآخر يجعلك تشعر بالقوة والنشاط.
هذا لا يعني أن أيًا من هذه الأطعمة "سيئ" فهناك وقت مناسب لكل منها في نظامك الغذائي إذا كنت تستمتع بها! لكن تناولها قبل التمرين مباشرة قد لا ينفعك بأي شكل من الأشكال.
لذا، إذا كنت تميل إلى تناول أي شيء في خزانة الوجبات الخفيفة الخاصة بك فقط لتشعر بالغثيان بعد 15 دقيقة من بدء التمرينات، فهذا المقال مناسب لك. سألنا اثنين من أخصائي التغذية الرياضية الذين يدربون الرياضيين المحترفين عن الأطعمة التي يوصون بتجنبها قبل ممارسة الرياضة بحوالي ساعة. إليك ما قالوه.
1- مشروبات البروتين:
يتناول الكثير من الناس مشروبات البروتين قبل التمرين فهي تساعد العضلات على النمو والتعافي بشكل أسرع، هذه معلومة شائعة! لكن مشروبات البروتين في الواقع لا تقدم لك أي خدمة في هذه الحالة. تقول نيري دارداريان، دكتوراه في التربية، أخصائية تغذية وأستاذة سريرية مساعدة ومديرة مركز التغذية والأداء في جامعة دريكسل، لمجلة SELF. ما يحتاجه جسدك حقًا قبل التمرين هو الكربوهيدرات، ويفضل في غضون ساعات قليلة من التمرين، لأنها تمنحك الطاقة التي تحتاجها للقيام بتمارينك.
من ناحية أخرى، تقول: "يبطئ البروتين عملية الهضم ويتداخل مع هضم الكربوهيدرات". نتيجة لذلك، فإن تناول الكثير منه قبل التمرين قد يجعلك تشعر بالغثيان. إن مشروبات البروتين هي بالتأكيد وجبة خفيفة صحية، لأنها تساعد في التعافي وبناء العضلات وتساعدك على الشعور بالشبع ولكن من الأفضل استخدامها بعد التمرين.
2- الأطعمة المقلية:
الكعك والبطاطس المقلية والمقرمشات، على الرغم من أنها لذيذة إلا إنها قد لا تكون الخيار الأفضل قبل حصة اليوغا أو التمارين الرياضية المعتادة. عندما تتمرن، تريد أن يتدفق الدم بحرية في جميع أنحاء جسمك إضافةً لعضلاتك وقلبك ودماغك ورئتيك. يمد الدم عضلاتك بالطاقة حتى تتمكن من تحقيق رقم قياسي في التمرين أو القيام بتمارين وحركات رياضية صعبة.
ومع ذلك، يصعب هضم الأطعمة المقلية، لذلك عندما تتناول أصابع الدجاج المقلية، يندفع الدم إلى معدتك للمساعدة في الهضم. وهذا يقلل من كمية الدم التي تصل إلى ذراعيك وساقيك. يقول لونج: "لا تريد أن يركز جسمك على الهضم ويمنع تدفق الدم من بقية جسمك أثناء التمرين". فتكون النتيجة أن تشعر بأنك تبذل قصارى جهدك، ولكنك قد لا تتمكن من تكرار التمارين أو الركض بسرعة. يقول لونج: "هذا يشبه وضع وقود رديء في سيارتك وتوقع أن يستمر بتوليد الطاقة لسيارتك بشكل مثالي". والأكثر من ذلك، لأن جسمك يعمل بجد لهضم هذه الأنواع من الأطعمة، فقد يجعلك تشعر بالخمول.
3- المكسرات والأفوكادو:
تعتبر المكسرات والأفوكادو غنية بالدهون الأحادية غير المشبعة، ورغم أن ذلك قد يكون مفيدًا لصحة قلبك، إلا أنه قد لا يكون مفيدًا جدًا لتمرينك. تستغرق الوجبات الخفيفة الدهنية بعض الوقت حتى يتم هضمها، ومثلها كمثل الأطعمة المقلية، يمكن أن تؤثر على تدفق الدم في جميع أنحاء الجسم. يقول لونج إن تناول وجبة خفيفة من اللوز يمكن أن يحول مسار تدفق الدم بعيدًا عن دماغك وقلبك وأطرافك. وكما ذكرنا، إذا كان لا يزال موجودًا في معدتك أثناء ممارسة الرياضة، فقد يسبب لك الغثيان أو حرقة المعدة، أو حتى يجعلك تشعر بالانتفاخ. هل حفنة من الجوز ستدمر تمرينك تمامًا؟ لا! لكنها يمكن أن تجعلك تشعر بالثقل والبطء.
4- ألواح الألياف العالية أو الجرانولا أو الحبوب:
إن تناول المزيد من الألياف بشكل عام يمكن أن يفعل العجائب لصحة أمعائك ومستويات الكوليسترول والسكر في الدم. ولإن جسمك لا يستطيع امتصاص أو هضم الألياف؛ لذا تمر عبر أمعائك مباشرة مما يؤدي إلى حاجتك للذهاب الى الحمام بعد تناولها وبما أن "لا أحد يريد ذلك في منتصف التمرين"، كما تقول دارداريان.
في أفضل الأحوال، فإن تناول وعاء من الحبوب الغنية بالألياف سيمنحك حركة أمعاء طبيعية قبل التمرين. لكن العديد من الأشخاص الذين يتناولون رقائق النخالة قبل التمرين ينتهي بهم الأمر بالبحث عن اقرب حمام، إذا لم يشربوا ما يكفي من السوائل، فإنهم يصابون باحتباس السوائل. ولهذا السبب، تقول دارداريان إن الرياضيين المحترفين مدربون على تجنب الألياف تمامًا في اليوم السابق وفي صباح المباراة أو السباق الكبير. تقول: "في ذلك الوقت يتناول الجميع المعكرونة البيضاء والخبز الأبيض، لأنها تحتوي على ألياف أقل".
إذن، ماذا يجب أن تأكل قبل التمرين؟
بشكل عام، أفضل شيء يمكنك تناوله قبل التمرين مباشرةً سواء كان ذلك اصطحاب كلبك في نزهة خفيفة، أو ممارسة اليوغا، أو الركض هو الكربوهيدرات البسيطة. إنها أسهل شيء يمكن لمعدتك هضمه، وعلى عكس البروتين الذي يستغرق وقتًا طويلاً لتحويله إلى طاقة، فإنها تمنحك وقودًا فوريًا. تقول لونج: "تساعد الكربوهيدرات جسمك على العمل بكفاءة أكبر حتى تتمكن من بذل المزيد من القوة بمجهود أقل".
ولكن هناك شيء واحد يجب وضعه في الاعتبار وهو أن كل شيء هنا يأتي مع تحذير رئيسي واحد: يمكن أن يكون للأطعمة تأثيرات مختلفة تمامًا على أشخاص مختلفين. إذا لا يناسب نفس نوع الطعام جميع الأشخاص. اعتبر هذه التوصيات إرشادات عامة، لكن تذكر أن طريقة تناولك للطعام قبل التمرين تختلف من شخص لآخر. جرّب أطعمة مختلفة، حتى تجد أفضل طريقة لتزويد جسمك بالوقود أثناء التمرين.
اضافةتعليق
التعليقات