خلف لسانها الصامت هذا انسانة تتألم... تحزن... لم تفقد المشاعر والإحساس تخفي خلف ابتسامتها دموع لم يشهدها سوى الخالق في سواد الليل، هي كباقي من فشل في حياته الزوجية لا بل أكثر فإن من ظنت انها ستعيش معه حياة السعادة والرفاهية وتنجب اولاد يكبرون بينهما وفي احضانهما هو ذاته حطم مستقبل رسموه بألوان ذهبية على صفحة بيضاء تقاسموا الادوار لتلوينها بألوان من عالم اخر لايشبه عالمهم الآني تماما!!
ذات جلسة نسائية بينما كانت بعض النسوة يثرثرن ويتذمرن من حياتهن الخاصة كانت تجلس هي بهدوء وتعلو وجهها ابتسامة الرضا، التفتت احداهن اليها تحدثها قائلة؛ كم انت باردة المشاعر!!
أليس لديك مشاكل في حياتك؟
لماذا لا تتحدثين عنها؟
ألهذه الدرجة تنعمين بالراحة والسعادة؟
ثم إن هناك من سيحسدك ان لم تتحدثي عما يزعجك ويقلقك!!
فمن يرى ابتسامتك يحسب انك سعيدة ولا تعانين المشاكل!! فكما تعلمين عزيزتي الناس تحكم على الشخص بحسب ما يظهر من سلوك وأفعال... وبحسب ما يتحدث عن ذاته تكون صورته في أذهانهم...
أطرقت برأسها مليا تفكر في كلامها، تذكرت يوم اخذت على نفسها عهدا ان تجعل لسانها في منأى عن مشاكلها خوفا من أن يهدم مابقي قائما في حياتها، ثم راحت تتجول بين مشاكلها واحدة تلو الأخرى تحدث نفسها هل اتحدث عن خيانة زوجي واقرب صديقة؟! سببها صورة وصفتها بلساني عن زوج مثالي استكثرته علي أعز صديقاتي وراحت تنصب الشباك وتحوك قصة حب محبكة لتوقعه في حبها، حتما سيلقين باللوم علي واكون في نظرهن مقصرة او أشكو من نقص جعل زوجي يهجرني ويتعلق بأخرى..
أم أتكلم عن طلاقي بعد أن أصبح من المستحيل أن أعيش تحت سقف واحد مع زوج خائن لا يعرف العدل...
أم أتحدث عن مرض ولدي الذي لا علاج له، سيحسبني البعض أحسد أولادهن وسيشفق علي بعضهن الآخر، واخريات سيجعلن مني حديث الساعة في جلساتهن..
وإن تحدثت عن معاناتي في هذه الحياة هل ستتلاشى؟
أم أن احدا ما سيحمل عني همومي واحزاني؟
حتما لا والف لا، ما سيحصل لا تحمد عقباه، رفعت رأسها وأجابت؛ قررت أن أعيش مشكلة واحدة على أن لا تكون مشاكل عدة، فإن لم أتكلم هذا يعني أنني لا أشكو وجعا في انظارهن، وان حياتي تقطر سعادة، أو أني لا أبالي او عديمة الاحساس، وان ظن البعض ذلك سيكون اهون علي من أن يعرف الجميع بمشاكلي ومعاناتي ونقاط ضعفي وقوتي..
فحينها ستتقاذفني الألسنة وتتبعني النظرات وسألتهم بما لم أفعل كما هو الحال مع من تشكو مشاكلها لمن هب ودب، سأكتفي بأن اقول لدي مبدأ في حياتي وانا اؤمن به؛ ان شكوت لمحب سيحزن من أجلي... وان شكوت لعدو فسيفرح... لذلك احتفظ بأسراري لنفسي ولا اطلع عليها سوى خالقي.
اليوم ياعزيزتي يشكو مجتمعنا كثرة المشاكل بسبب الكلام وتفشي الأسرار في التجمعات النسوية وغيرها فلو أننا راقبنا السنتنا ولم نتحدث بكل ما يختلج في نفوسنا لكانت حياتنا افضل بكثير مما عليه الآن فالكلام عن الذات وما يخصها ما هو إلا قيد نقيد به انفسنا والدليل كلام سيدي ومولاي الإمام علي (عليه السلام) اذ يقول؛ الكلام في وثاقك مالم تتكلم به, فإذا تكلمت به صرت في وثاقه, فأخزن لسانك كما تخزن مالك و ورقك, فرب كلمة سلبت نعمة وجلبت نقمة
لذلك ياعزيزتي لا أود ان أوثق نفسي بكلام يصعب فكاك قيودي بعده يكفي ماحصل جراء شكوى او استشارة ممن كنت احسب أنها أمينة اسراري.
اضافةتعليق
التعليقات