في سلم الحياة تتفاوت الفرص وتنتقي الأفضل وأحيانا تأتي الفرص لمن لا يستحقها لا لشيء بل لمعرفة مدى تمادي الافراد على أنفسهم ومدى استثمارهم لما لديهم.
منذ بدء الخليقة لم يخلق الله نوع معين او جنس واحد بل تدرج الخلق من الاعلى الى الادنى وتنوع في ابناء الجنس الواحد، هذا التنوع هو سبب ديمومية الحياة واستمرارها. هذا التنوع هو دعوة رسمية لعدم خلق نسخ متكررة وتصريح هام لخطر ذلك.
عندما تطلب ان تكون مشابها للاخر الذي قد يتمنى أن يكون مثل غيره وهكذا فأنك تدعو الى وجود تشابه مخل في المجتمع، كثيرا ما تحدث تلك المقارنات المثبطة لعزيمة الفرد وإعتزازه بنفسه وتسبب عطلا في أجهزته المتعددة منها:
جهاز الابداع: حيث يتوقف عندما يقارن نفسه بنتاج غيره ويتوقف حتى عن التفكير بفكرة جيدة فيظل حبيس فكرة المقارنة والتطلع فقط لقمة ذلك الفرد من دون أن يرسم قمة لحياته والتي قد تكون أعلى من سقف ذلك الاخر.
القناعة: من الاجهزة التي تتعطل وهي أهم جهاز يتملكه الفرد والذي يتعرض الى ضربة شرسة من المقارنة حيث تضمحل وتصل الى مرحلة الانعدام بسبب النظر الى مافي يد الاخر الذي قد يتمنى جزء مما تملكه، النظر بالعين الواحدة الى ماعند المقابل وعقد المقارنة على اساسه مؤداه حسد وهو باب لا تحصر مضاعفاته ولا تجمع مساوؤه، أما الوجه الاخر لذلك هو الاعتراض على الباري عز وجل وجعل التشكيك بالعدالة محلا للتذمر وطريق ذلك خطر جدا لان نهايته تصل الى الكفر من دون علم.
الشكر: من النتائج السلبية للمقارنة هي قلة الشكر لأن الفرد ينظر بعين القلة والتقليل لما عنده وينظر بعين الكثرة والتكثير لما يمتلكه غيره وهذا تلقائيا يؤدي الى قلة النعم لان القاعدة القرانية تضمن لك ان الزيادة تتحقق عند الشكر (ولئن شكرتم لأزيدنكم).
التواضع: تتحول نظرة الانسان الى النظرة المادية فعندما يصادف من أقل منه مادةً فستنخفض درجة التواضع ويعلو التكبر كون جهاز القياس يعاني من خلل في فكره حيث يقيس كل من يصادفه بمقاييسه المادية.
بعد ذكر هذه النقاط السلبية التي تغشي البصر والبصيرة وتقود الانسان نحو المادية المطلقة سأذكر جانب ايجابي في قضية المقارنة ألا وهو السعي في خطى صاحب العلم والدين والمعرفة وإتخاذ الانموذج المتكامل بالعبادة والاخلاق والدين وكيفية قيادة الحياة وعقد مقارنة بينك وبينه، أين أنت من علمه من تقواه من خلقه النبيل من صبره على المصائب وغيرها من القضايا المعنوية، وخير نموذج يحتذى فيه هو الرسول الاكرم واهل بيته الاطهار حيث تجد التكامل المطلق فيهم وفي سيرتهم وكلامهم.
اضافةتعليق
التعليقات