• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

اختلاجات روح

مروة خالد / السبت 02 آيار 2020 / منوعات / 2627
شارك الموضوع :

هي لا تملك سوى أن تهديهم أحلامها البعيدة، فتسافر معهم حيث وطن صغير يضمهم بين جدرانه

خواء الجيوب وأنين الروح الواهنة ونظراتها التائهة بفضاء الوحدة لأجفان محملة بأنواع الألم وأشكال كثيرة من الحسرة..

ترسم لحلمها خريطة تبني على خطوطها سنوات عمر، يوما بعد يوم وليلة تلو أخرى، على أمل أن ينجلي ليل الهموم وينبلج نهاره وتصبح في وطن صغير تفترش أرضه وتلتحف سقفه يسعها وأولادها.

تراه عالما، بل حلما وأعدت به صغارها الليلة الماضية، وكل ليلة في قصص ما قبل النوم، بيت، ألعاب كثيرة، وحديقة مليئة بالزهور..

هي لا تملك سوى أن تهديهم أحلامها البعيدة، فتسافر معهم حيث وطن صغير يضمهم بين جدرانه..

 كثيراً ما أوهمت نفسها وظنت أن حلما قد تحقق إلا أنها كانت أوطان مستعارة! أراقت الكثير من ماء الوجه وراح ادراجها لعزٍ داخلي..

لا أصعب من أن تكون مهاجرا طوال حياتك! نازحا جل سنوات عمرك! تسعى للاستقرار دون تغيير يذكر.

ترى العالم من حولك في حركة دائمة وأنت لا تزال تقبع تحت ثقل الفقر وقلة الحيلة،

فتمني النفس تفاؤلا بغد جديد قد يأتي عوض لما قاست من محن ومأساة سحقت روحها بأقدام القسوة ومزيد من الظلم..

ومع ساعات الصباح الأولى يتلاشى الحلم بحقيقة لها مذاق المرارة، ويتلاشى شعور التفاؤل الجميل، مطرودا بحقيقة العيش في دهاليز مظلمة من العدم واستحالة التغيير.

بعيون الأمل ترى في طريق الصبر الطويل ثمة باب مشرعة على مصراعيها لكنها ومنذ سنوات تواصل الطريق صوبها بسرعة قصوى بالطريقة ذاتها فلا تصل بسنوات ضوئية عديدة لأنها ليست إلا سراب.

فلا حقيقة لنهاية سعيدة في المسلسلات الطويلة ذات الحلقات المتتالية على نسق واحد من البؤس، ثم يتغير بليلة أو ضحاها حال البطل من الفقر والحرمان إلى السعادة. 

ولما لم تكن بوادر أو علامات على تغير وإن كان طفيفا لحالٍ شل حالها، تتخلى عن أحلامها بحالة من اليأس، ويتسلل الألم لأعماق الروح وينهش القلق أحاسيسها، قد مات علي ولا أحد يفكر بقتل الفقر من بعده!.

هي لا تزال صامدة وسط أعاصير العازة في زمن الغلاء إلا أن تعابير وجهها تشي بشيخوخة مبكرة تقف على أعتاب ملامح روحها القابعة خلف الجسد النحيل ويداها المتشققة من مشقة الحياة..

هي ليست في عداد الشباب أمام مرآتها، إلا أن عدت الأرقام القليلة تضمها إلى لائحت الثلاثينيات من العمر.

سلسلة أيامها متعاقبة لا جديد قد يخترق ايامها ويصم صوت الخواء لجيوب خلت من أقل قطعة نقدية قد تقنع أولادها أو يقتنعوا دونها، حرارة الدمع لخلجات الروح باتت تؤرقها، وحظها العاثر يعدها بمزيد من البؤس..

فتخشى أن لا تحصل على قطعة أرض وإن كانت في منأى عن المدينة تواري فيها بقايا جسدا أنهكته أيام الفقر وأكلت منه الهموم ما تشتهي.. 

فالبائسين لا تمنحهم الحياة حتى قبور، فتتصور روحها المعذبة حرة طليقة بعد أن تحررت اخيرا من قيود الحياة البائسة، ومن البعيد حيث أولادها وريثي التعاسة والبؤس يشقون في حياة لا تعرف الرحمة ولا تؤمن بالطهارة والتعفف وتميتهم قهرا.

فتنظر هي بنفس التعاسة لقطع روحها في تقلبات الحياة.. لكن حسبها ربا له رفعت أكف الدعاء متوسلة، ومع كل تضرع جديد يغتها في البلاء غتا، ليطهرها فيرفعها مخفة من الذنوب..

ولها بذاك الغريب المشرد أسوة فتناجيه وهو بحالها أعلم ،يا صاحب الزمان يامن الأرض لك هبة، سيدي لا وطن يأوي روحي التائهة في ظلام وحدتي..

كن قريبا مولاي.. اربط على قلبي..

الظلم
الحزن
الانسانية
الفقر
الانسان
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    أسباب الارتباك

    السخرية من الآخرين في ضوء القرآن الكريم وسبل الوقاية النفسية والاجتماعية منها

    قبل استنزاف طاقتك.. 9 طرق للتعامل مع الإرهاق الرقمي

    هكذا يحكم رجالات الله .. نبيّ الله أُسوة

    روبوت يحمل وينجب بدلًا من الأم.. كارثة أم معالجة طبية؟

    آخر القراءات

    نافذتي سرقت جمالي

    النشر : الأثنين 17 نيسان 2017
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    وشاورهم في الأمر

    النشر : الخميس 07 تشرين الاول 2021
    اخر قراءة : منذ 23 ثانية

    انتهز الفرص ومت فارغاً

    النشر : الأربعاء 25 تشرين الثاني 2020
    اخر قراءة : منذ 24 ثانية

    هل شربت الزنجبيل يوما؟

    النشر : السبت 29 شباط 2020
    اخر قراءة : منذ 29 ثانية

    كُن من أهل المغامرات

    النشر : الأثنين 03 تموز 2023
    اخر قراءة : منذ 35 ثانية

    قبل استنزاف طاقتك.. 9 طرق للتعامل مع الإرهاق الرقمي

    النشر : منذ 13 ساعة
    اخر قراءة : منذ 43 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 446 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 416 مشاهدات

    من النبوة إلى الإمامة: أحفاد النبي محمد ومسار استمرار الرسالة

    • 412 مشاهدات

    من الوحي إلى الدرس: كيف صنع الرسول صلى الله عليه واله وسلم أمة بالعلم؟

    • 391 مشاهدات

    عندما يُقيمُ القلب موسمهُ

    • 381 مشاهدات

    عن فضيلة السكون في عالمٍ لا يصمت

    • 360 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1434 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1371 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1247 مشاهدات

    سوء الظن.. قيدٌ خفيّ يقيّد العلاقات ويشوّه النوايا

    • 1096 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 1089 مشاهدات

    بين طموحات الأهل وقدرات الأبناء.. هل الطب هو الخيار الوحيد؟

    • 1059 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء
    • منذ 13 ساعة
    أسباب الارتباك
    • منذ 13 ساعة
    السخرية من الآخرين في ضوء القرآن الكريم وسبل الوقاية النفسية والاجتماعية منها
    • منذ 13 ساعة
    قبل استنزاف طاقتك.. 9 طرق للتعامل مع الإرهاق الرقمي
    • منذ 13 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة