• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

وشاورهم في الأمر

خديجة الصحاف / الخميس 07 تشرين الاول 2021 / حقوق / 2692
شارك الموضوع :

استطاع عبقري الإنسانية وخاتم الرسل أن يحي ذلك المجتمع الميّت ويبثّ فيه روحا جديدة خلّاقة

لو أردنا معرفة مقدار التغيير الذي يحدثه أي مصلح بشريّ في مجتمعه؛ فعلينا أن نأخذ ثلاثة أمور بنظر الاعتبار: حال ذلك المجتمع قبل عملية التغيير، وحاله بعدها، والمدة التي تستغرقها عملية التغيير.

وإذا طبّقنا هذه الرؤية على التغيير الذي أحدثه الإسلام متمثّلا بالدور العظيم الذي قام به الرسول صلى الله عليه وآله، لعرفنا - وبكل وضوح - عبقرية الرسول، ومقدار ما تمتّعت به شخصيته الفذّة من طاقات ومواهب، وصفات رفيعة!.

فلقد كان مجتمع العرب قبل الإسلام مجتمعا جاهليا بكل ما تحمله هذه الكلمة من دلالات ومعان؛ حيث كان العرب أميّين لا يحسن القراءة والكتابة منهم إلا عدد قليل جداً، وقد وصفهم القرآن بقوله {هُوَ ٱلَّذِی بَعَثَ فِي ٱلأميين رَسُولا مِّنۡهُم}.

بالإضافة إلى الجهل العلمي السائد فقد كان العرب يتّصفون بالجهل الإجتماعي، والأمية الحضارية في السلوك وأسلوب العيش؛ حيث كانت العصبية، والغضب، والتفاخر الزائف الحالة السائدة في ذلك المجتمع، وكانو مفكّكين سياسيا، منقسمين عشائريا، تقودهم حميّة الجاهلية والصراع الذي لا يتوقف ولا يهدأ!.

فإذا بنور الرسول صلى الله عليه وآله يشرق على تلك البقاع السادرة في الظلام لينير جوانبها، ويقود عملية تغيير جذرية حوّلت ذلك المجتمع الأميّ الجاهل المشتّت إلى أمة موحّدة رائدة وصفها القرآن بقوله: {كُنتُمۡ خَیۡرَ أُمَّةٍ أُخۡرِجَتۡ لِلنَّاسِ}؛ أمة حملت راية الإسلام، ومشعل الرسالة الخالدة إلى بقاع العالم كافّة، كل ذلك في فترة قياسية لم يحصل مثيلها في تأريخ الرسل والرسالات على امتداد البشرية!.

ومن أهم ما تميّزت به شخصية الرسول صلى الله عليه وآله هو اللين والرقّة، والرحمة بالناس والرفق بهم، وخلوها من الفظاظة في القول والخشونة في التصرف في الوقت الذي كان يتعامل مع أغلظ الشعوب، وأكثرها شدة وقسوة؛ فاستطاع بذلك اللين والرفق أن يطوّع تلك النفوس، ويروّضها ويحوّلها إلى نفوس تنطوي على الرحمة والتضحية والإيثار الذي تجلّى في أنبل الصور، وأكثرها إشراقا وقداسة!.

ومن ميزات شخصية الرسول صلى الله عليه وآله المهمة أيضا اتباعه أسلوب المشورة، وسماحه للآخرين بإبداء آرائهم، والاستماع إليها والأخذ بها في كثير من المواقف؛ ومن الطبيعي أن المشورة لا تشمل الأحكام الإلهية والتقنين بل تتعلق بالموضوعات الخارجية وبطريقة التطبيق العملي للقوانين فقط.

فبالرغم من كون الرسول صلى الله عليه وآله لا ينطق عن الهوى، ومسدّد بالوحيّ قد أغناه الله به عن رأي الآخربن، وبالرغم من امتلاكه قدرة فكرية عظيمة تؤهله لتسيير الأمور دون الحاجة إلى مشورة أحد، إلا إنه صلى الله عليه وآله كان يتّبع ذلك الأسلوب الحضاري، قولا وفعلا؛ منها قوله:

(ما شقي قط عبد بمشورة وما سعد باستغناء رأي).

وكان يسعى صلى الله عليه وآله لبثّ ثقافة الاستماع للآخر، وعدم تجاهله أو إلغائه، ثقافة احترام وجهات النظر الأخرى وإن كانت معارضة لوجهة نظره، بما يحقق صياغة للمجتمع، ونمو لشخصيته، بعكس السلوك المستبّد الذي لا ينفّر الآخرين فحسب، بل ويلغي شخصياتهم، ويعوّدهم على الاتّكال الكلي على شخصية القائد في صغير الأمور وكبيرها، وسيؤدي بالتالي إلى القضاء على شخصية المجتمع، وإيقاف حركته الفكرية، وموت المواهب والاستعدادت، وهدر الطاقات.

ولم يكن الرسول صلى الله عليه وآله يستمع لوجهات نظر الآخرين فقط  بل كان يأخذ  بها وإن كانت تخالف رأيه كما حدث في معركة أحد، فقد كان رأيه صلى الله عليه وآله التحصن في المدينة وعدم الخروج منها ومقاتلة قريش الغازية من الداخل، بينما كان رأي الأكثرية الخروج من المدينة ومقاتلة العدو خارجها؛ فاحترم الرأي المخالف وأخذ به، رغم ما انتهى إليه ذلك الرأي من نتائج مأساوية.

إنَّ مشاورة الرسول للمسلمين وأخذ آرائهم بنظر الاعتبار لا يمنع أن يكون القرار الحاسم والأخير بيده {وَشَاوِرۡهُمۡ فِی ٱلۡأَمۡرِ فَإِذَا عَزَمۡتَ فَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِ}.

لقد أراد النبي صلى الله عليه وآله أن يربينا، ويكون قدوتنا في هذا الجانب السلوكي المهم سواء كنا أشخاصا عاديين، أو آباء أو مسؤولين؛ فلا نستبدّ بآرائنا، ولا يأخذنا الزهو بأفكارنا، والاعتداد بأنفسنا؛ فنشعر باستغنائنا عن رأي الآخرين وربما تسفيهنا أو إزدرائنا لتلك الآراء!.

نعم بهذه الشخصية الفريدة، بهذه الروح الكريمة وما تنطوي عليه من حب ورحمة ووداعة، بحرصه على الآخرين، برحابة صدره، وسعة أفقه؛ استطاع عبقري الإنسانية وخاتم الرسل أن يحي ذلك المجتمع الميّت ويبثّ فيه روحا جديدة خلّاقة، وأن يخرجه من الظلمات إلى النور..

النبي محمد
المجتمع المدني
المجتمع
القيم
الفكر
مفاهيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    عن فضيلة السكون في عالمٍ لا يصمت

    تقدير الطفل لذاته وانعكاسه على الثقة والنجاح

    لماذا نشعر بالوحدة في عصر التواصل؟

    "لا أحد يأتي إلينا"، كيف ينتهي المطاف بنساء أفغانيات بالعيش والموت في مراكز علاج نفسي؟

    بلا هدف.. لكنه يحمل المعنى

    كيف تعالج وتسيطر على الوزن الزائد

    آخر القراءات

    حلول لمشاكل تطرأ على بشرتك في شهر رمضان

    النشر : الأربعاء 28 نيسان 2021
    اخر قراءة : منذ ثانية

    إذاعة المطلقات في مصر.. كيف تعمل وما أهدافها؟

    النشر : الأحد 21 تشرين الاول 2018
    اخر قراءة : منذ ثانية

    تأملات تربوية في طفولة عاشوراء: ورشة أقامتها جمعية المودة والازدهار

    النشر : الأثنين 11 آب 2025
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    العطش أم انخفاض السكر.. ما أسباب صداع الصيام وطرق علاجه؟

    النشر : الثلاثاء 27 نيسان 2021
    اخر قراءة : منذ 8 ثواني

    ماهي أهم الفيتامينات للمرأة؟

    النشر : السبت 23 آيار 2020
    اخر قراءة : منذ 10 ثواني

    كيف تتجنب هبوط السكر في نهار رمضان؟

    النشر : الأثنين 26 نيسان 2021
    اخر قراءة : منذ 17 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    المواكب الحسينية.. محطات خدمة وإيثار في درب العشق الحسيني

    • 890 مشاهدات

    أربعينية الحسين: ملحمة الوفاء وتجسيدها الحي في عطاء المتطوعين

    • 771 مشاهدات

    حين ينهض القلب قبل الجسد

    • 454 مشاهدات

    العنف المسلح لا ينبع بالضرورة من اضطرابات نفسية.. بحسب خبراء

    • 375 مشاهدات

    من الغرب إلى كربلاء: صحوة الروح أمام ملحمة الفداء

    • 350 مشاهدات

    الحجاب وتحديات الانفتاح الرقمي

    • 335 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1364 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1346 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1224 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1144 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 1068 مشاهدات

    سوء الظن.. قيدٌ خفيّ يقيّد العلاقات ويشوّه النوايا

    • 1067 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    عن فضيلة السكون في عالمٍ لا يصمت
    • منذ 9 ساعة
    تقدير الطفل لذاته وانعكاسه على الثقة والنجاح
    • منذ 9 ساعة
    لماذا نشعر بالوحدة في عصر التواصل؟
    • منذ 9 ساعة
    "لا أحد يأتي إلينا"، كيف ينتهي المطاف بنساء أفغانيات بالعيش والموت في مراكز علاج نفسي؟
    • منذ 9 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة