كلهم يقرّون بأن الحياة سارقة لكن لايتجرأ أحد بقطع يدها..
اللوحات المعلقة ماهي إلا صورا للشُجيرات المزروعة أمام تلك النافذة، الولع بالطبيعة هو مرضي الذي لا أريد الشفاء منه، أشجاري التي زرعتها أمام نافذتي انتظر ثمارها يوما بعد يوم، أقيس طولها، وأسقيها، وأراقب نموها من تلك النافذة، تعودت أن أقرأ روايتي على سريري، أنظر الى حديقتي بين الفيئة والاخرى وأحيانا أطيل النظر فيها، عين القمر تغازل شجيراتي، أنفاس الرياح تراقص أغصانها، وحتى الاتربة هي كحل يزين أوراقها.
بعد أن أطمئن قلبي عليهن، صعدت الى غرفتي لأتمّ دراستي، جلست في سريري أعانق النافذة، أصوات ضوضاء صاخبة أخترقت مسامعي، فتحتُ النافذة علت الاصوات(أصوات أحتفال.... إنه عرس) أغلقتها محاولة أن أقرأ لكن لافائدة فالصوت عالٍ جدا، أغلقت الكتاب واحتضنته وأنا أفكر في العروس، (من المؤكد أن العروس جميلة) أغمضت عيني وأنا أرسم في مخيلتي صورة لها، أعتلت أصوات نشاز (هاقد بدأوا بالرمي)..
اتكأت على وسادتي وأغمضت عيني أتخيل نفسي عروسا ومحط انظار الجميع، ثم غبتُ في ظلام لم أشعر بالنور بعده، أستيقضتْ، اصوات ضجيج، إستشعرت الفراش أنا لست في غرفتي ناديت (أمي.... أين أنت) أتاني النداء من أمي بصوت باكي (انا هنا حبيبتي لاتخافي) (أمي مالذي حدث..... أين أنا......... لماذا لا أرى) (لاتخافي بُنيتي ستكونين بخير بإذن الله).
(أمي ما الذي حدث أرجوك لماذا أنا بهذه الحالة؟)
(عزيرتي لاتخافي..... بعد الرمي الذي حصل، أخترقت النافذة رصاصة وأصابتكِ)
تذكرت إنه العرس..... العروس...... أنا...... الرصاصات..
بعد شهر من رقودي في تلك المشفى، أخرجوني منها بلا نور، بوجه مليء بأثار الزجاج
عمليات التجميل أعادت شي من صفاء وجهي لكني لازلت ألتمس الندوب..
عند عودتي طلبت منهم أن يأخذوني الى غرفتي، بعد الرجاء أخذتني أمي الى هناك تقربت من فراشي وأنا اتلمسه ثم علتْ يدي الى النافذة لازال الأثر عليها خاطبتها بهمس (لقد غيرت الرصاصة ملامحك بتِّ أكثر خشونة، وكذلك أنا لم أعد افخر بنقاء بشرتي ولا نور عيني)..
سمعتُ امي تبكي من خلفي بخفية (أمي..... تعالي).
وضعت امي يدها على كتفي (أمي... انظري هناك هل ازداد طول شجرة الرمان؟، شجرة البرتقال من المؤكد اينع قداحها؟، أمي لاتنسي أن تسقي زهرتي الحمراء).
خرجت أمي مسرعة وهي تصارع دمعاتها..
أما أنا..
فأطلقتُ العنان لتخيلي هل لازالت أشجاري نفسها؟
ثم أستدركت...... أن تخيلي الاول سرق مني عيني رفعت رأسي في ظلامي..
وأقسمت أن لن أتخيل.
اضافةتعليق
التعليقات