تحل علينا ذكرى ولادة سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء البتول، ابنة نبي الرحمة محمد (صلى الله عليه وآله) وزوجة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهما السلام) وأم سِبطي الرحمة الحسن والحسين (عليهما السلام).
إن هذه الذكرى ليست مجرد تاريخ يُحتفى به بل هي محطة للتأمل في سيرة أعظم قدوة للمرأة المسلمة في كل العصور.
وُلدت الزهراء (عليها السلام) في أقدس بيت ونشأت في كنف الوحي لتكون نموذجاً متكاملاً للابنة البارة والزوجة الصالحة والأم الحنون والمجاهدة الواعية والعابدة الزاهدة.
لقد كانت حياتها القصيرة لكن العظيمة مدرسةً في الفضائل الإنسانية والأخلاق الإسلامية الرفيعة.
الزهراء: تجسيد الكمال الإنساني
الزهد في الدنيا: بالرغم من أنها كانت ابنة قائد الأمة إلا أن بيتها كان رمزاً للبساطة والزهد لقد علمتنا أن قيمة الإنسان لا تكمن في متاع الدنيا الزائل بل في قُربه من الله ونقاء سيرته.
العبادة والإخلاص: كانت تُعرف بـ الزهراء لنور وجهها المشع من كثرة قيامها وتهجدها كانت صلواتها ودعواتها تجسيداً للإخلاص العميق والمناجاة الصادقة مع الخالق.
الدور الاجتماعي والسياسي: لم تكن منعزلة بل كانت حاضرة بقوة في الدفاع عن الحق ونصرة الرسالة كما تجلى ذلك في خطبتها الشهيرة. كانت صوت الحق في وجه الباطل ومثالاً للمرأة التي تحمل هم أمتها.
نصائح مستوحاة من سيرة الزهراء لكل امرأة مسلمة
إن سيرة الزهراء (عليها السلام) ثرية بالدروس التي يمكن أن تسترشد بها المرأة المسلمة في حياتها اليومية:
1. في دورك كابنة وزوجة وأم:
البر بالوالدين: كانت السيدة فاطمة خير مثال للبر بوالدها الرسول (صلى الله عليه وآله) حتى لُقبت بـ أم أبيها، كوني سنداَ وقوةً لوالديك.
التعاون الزوجي: علمتنا الزهراء وعلي (عليهما السلام) أن الحياة الزوجية شراكة كانت تشارك الإمام علي في أعباء البيت بينما كان هو يُعينها في الخارج، قوّي روح التعاون والتفاهم في بيتك فالحياة الزوجية بناء مشترك.
تربية الأجيال: كانت خير مربية لسيدي شباب أهل الجنة، اجعلي من بيتك مدرسة لغرس القيم الإسلامية والحب والرحمة والشجاعة في نفوس أبنائك خصصي وقتاً للحديث معهم والاستماع إليهم.
2. في علاقتك بنفسك وربك:
اطلبي العلم والتفقه في الدين: كانت الزهراء (عليها السلام) منبعاً للعلم والحكمة، لا تتوقفي عن طلب العلم والتفقه في دينك فالمرأة المتعلمة تنير بيتها ومجتمعها.
حافظي على جوهر العبادة: ليست العبادة مجرد حركات بل هي روحانية وإخلاص اجعلي صلاتك ودعاءك مساحة لتغذية روحك وطمأنة قلبك وتذكري كيف كانت تُحسن وقوفها بين يدي ربها.
التوازن والاعتدال: وازني بين واجباتك المنزلية وعملك الخارجي (إن وُجد) وعبادتك ورعاية نفسك، الكمال في التوازن والزهراء قدوتنا في توزيع الجهد والوقت بين مسؤولياتها.
3. في علاقتك بالمجتمع:
الكلمة الطيبة والصدق: كان لسان الزهراء (عليها السلام) لا ينطق إلا بالحق. اختاري كلماتك بحكمة وكوني صادقةً في تعاملك، فالمرأة الصادقة والمحبة تنشر الإيجابية حولها.
الاحتشام والقناعة: كوني فخورة بحشمتك وحجابك فهو ليس قيداً بل هو صون وكرامة ارضي بما قسمه الله لك وتجنبي التكلف والمغالاة في المظاهر كما فعلت سيدة النساء.
إن ولادة السيدة الزهراء (عليها السلام) هي تذكير لنا بأن المرأة هي ركن أساسي في بناء الأمة، وأن القوة الحقيقية تكمن في الإيمان والأخلاق والعلم والقدرة على الجمع بين مسؤوليات الحياة المختلفة بنجاح.








اضافةتعليق
التعليقات