لم يكن التغيير من خصالي ولا من عاداتي المحببة، ولكني عزمت هذه المرة ليكون لي نصيبا من أصباغ الشعر الملونة، فاتجهت إلى مركز تجميل قريب من محل سكني واخترت اللون الذي وجدته مناسبا لي.
وفي صالة الإنتظار التقيت بصديقة لم أرها منذ زمن طويل، فأخذتنا أطراف الحديث وأصبحت أشرح لها عن مجازفتي في تغيير لون شعري وكم أني روتينية وأحب كل الأشياء على طبيعتها.
فأصبحت تطمئنني بأن هذا المركز من المراكز الجيدة وأنهم سيعتنون بشعري وسألاقي نتائج مرضية. وأنها من رواد هذا المركز ومتابعة جيدة لعروضهم إذ إنهم بين فترة وأخرى يقدمون عروضاً جيدة في قسم الشعر والأظافر وأنها اصطادت فرصة العرض اليوم وجاءت لعمل أظافرها.
ولأني متابعة جيدة لصيحات الموضة فقد عرفت قصدها، أنها تريد اأن تحصل على اضافر الأكريلك.
ولكن ما صدمني بأن صديقتي تعرف الدين جيدا، وتعرف بأن هذه الأظافر ستمنع وصول ماء الوضوء إلى الأظافر الحقيقية وبالتالي الوضوء سيكون باطلا وعندما يكون الوضوء باطلا الصلاة أيضا ستكون باطلة.
ناهيك عن الوضوء والصلاة هنالك أغسال واجبة تترتب على النساء وتستوجب وصول الماء إلى كافة البدن وعدم وصول الماء إلى مكان ما يعني عدم تطهر الجسد من الحدث!
وهذا يعني بأن المرأة ستبقى طول الفترة التي تضع فيها أظافر الاكرليك على غير طهارة! فهل تستوعب النساء فكرة أن تكون على غير طهارة وكم لذلك تأثير على الحالة المعنوية والروحية للمرأة؟
مع بالغ الأسف أصبح الحرام ينتشر بطريقة غير اعتيادية تحت عنوان الستايل والموضة!، وما يثير الأًسف هو أن هذه الأمور باتت تأخذ منحا كبيرا في مجتمعاتنا الملتزمة وتجتاح صفوف نسائنا، فبات المجتمع يتوهم بأن الأمر غير حرام ولا يسبب ضررا على الوضوء والغسل!
فأصبحت صالونات ومراكز التجميل يتسابقون فيما بينهم بالعروض وخفض الأسعار لكسب أكبر عدد ممكن من الزبونات اللاتي يهونّ الموضة والجمال.
فتجد بعض الصفحات تتحدث عن الضرر الذي تسببه مادة الاكرليك لأنه يكون سببا في "حرمان الأظافر من التغذية اللازمة لها وحرمانها من الضوء وتعرضها لدرجة مرتفعة من الرطوبة، تتكون بها بيئة خصبة للبكتيريا والفطريات خاصة "الكانديدا"، ما يسبب تورم الظفر والحساسية والرغبة المستمرة في الحكة الشديدة.
الأمر لا يتوقف على ذلك فقط، فإغلاق الحواف المحيطة بالظفر يتسبب في زيادة تراكم البكتيريا والفطريات، مكونة تروما "الإصبع المدحوس"، والذي يظهر على هيئة كدمة مؤلمة ويحمل بداخله صديد وتقيحات".
هذا من الضرر الجسدي وذاك من الضرر المعنوي الذي تتركه عدم الطهارة في روحية الانسان.
والدين في كل الأحوال ليس ضد الجمال ولا ضد الموضة والضرر لن يمس أحدا سوى المرأة نفسها، فمادام هنالك بدائل كالأظافر المؤقتة التي يمكن ازالتها قبل الوضوء والغسل فلماذا تلتجأ المرأة إلى الأمور التي تسبب لها ضررا على المدى البعيد ولها تأثير كبير على جسدها وروحها الترفة؟!.
اضافةتعليق
التعليقات