من علّمني حرفًا صُنتُ له عهدًا...
المعلّم هو حجر الأساس في نهضة الأمم، وأيّ تطوّر في مجالات الحياة العلمية يبقى ناقصًا من دونه؛ فلا يمكن أن نتعرّف على مزايا التكنولوجيا وتقدّمها دون أن نتعلّم أولى خطواتنا في المسيرة التربوية التي يبدأ بها المعلّم.
لهذا، يُعدّ اليوم العالمي للمعلّم ليس مجرد مناسبة رمزية، بل إنّ الاحتفال به هو تذكير متجدد بضرورة دعم المعلّم وتقدير رسالته، لأن من بين يديه تنبثق الأجيال القادرة على صناعة المستقبل.
(بشرى حياة) تأخذنا بجولة استطلاعية لمشاركات اجتماعية بهذه المناسبة المائزة..
في يومهم العالمي، ابتسمت التربوية هناء محسن عبد علي ونحن نُلقي تحيتنا عليها ونتمنى لها عامًا مليئًا بالسعادة والصحة، فأجابتنا قائلة:
شعور جميل أن يُخصّص لنا يوم عالمي، لكن الأجمل أن نشعر بالتقدير طوال العام من خلال توفير بيئة عمل محترمة ودعم حقيقي لدورنا، لذلك نرجو أن يتعاون معنا الأهالي في إتمام رسالتنا؛ فلا يمكن للمعلّم أن يقدّم كل شيء، لأن بيئة العائلة لها دور في متابعة الأولاد في تلقيهم التربية والتعليم، فهما مكملان لبعضهما: التربية والتعليم، والبيت والمدرسة.
وكل عام وكل التربويين بألف خير.
أستاذتي قدوتي
قالت الطالبة ليان نهاد (في المرحلة الثانوية):
أحبّ هذه المناسبة جدًّا، ويسعدني أن يحتفي كل صف بأستاذه تعبيرًا عن دوره الريادي ومكانته في قلوب طلابه، خصوصًا إن كان محبوبًا.
بالنسبة لي، أستاذتي مثل القدوة، حتى نصائحها خارج المنهج تبقى راسخة أكثر من الدروس نفسها، فهي لا تبحث معي عن مصلحة شخصية، بل هي حريصة على مستقبلي وتوجيهي إلى طريق الصواب.
لحظة إدراك
ويعترف لنا المفوّض علاء أبو الهيل، والد أحد التلاميذ، قائلًا:
يستحق أن يكون للمعلّم يوم عالمي وعيد يُشرّفنا جميعًا، فقد أدركت دوره أكثر خلال فترة التعليم الإلكتروني؛ إذ إنّ دوره لا يمكن أن تعوّضه أيّ تطبيقات أو شاشات، فحضوره في الصف له هيبته ومكانته التي يخشاها التلاميذ، كما أن لحضور الأولاد في الصف أثر في زيادة التركيز.
ذكرياتي المدرسية
وتستذكر معنا السيدة أم مؤمل، في عقدها الرابع، احتفاءها بعيد المعلّم حينما كانت تبلغ العاشرة من عمرها، قائلة:
كان يُعدّ يومًا مميزًا بالنسبة إليّ. كنا جميعًا نتنافس على ارتداء ملابس جميلة، وكل طالبات الصف يُحضِرن لمرشدة صفهنّ هدايا، مع تحضير قالب حلوى بسيط وعصير، ونبدأ بتزيين أروقة المدرسة والصف بالبالونات الملوّنة والنشرات، ونرسم على لوح السبورة ورودًا جميلة ونخطّ عليها تهنئة باسمها، حيث كانت تفرح معلمتي كثيرًا بتلك التحضيرات.
وأضافت:
كما لا يخلو الأمر من تحضيرات الإدارة بهذه المناسبة، إذ يتضمّن الطابور الصباحي (الاصطفاف المدرسي) فعاليات مختلفة مثل رفع العلم العراقي، والنشيد الوطني، وندوات تربوية، وتكريم المتميزين من المعلمين. كما هناك فعاليات طلابية كالعروض الفنية، وإهداء الورود أو الرسائل.
المعلم بين التحديات والرسالة
وكانت لنا وقفة مع المشرفة التربوية بشرى العبادي، حدثتنا قائلة:
لم يُختر يوم عيد المعلّم عشوائيًا، بل جاء ليكون وقفة سنوية عالمية للاعتراف بدور المعلّمين في بناء العقول، وترسيخ القيم، والمساهمة في تنمية المجتمعات.
وتابعت:
إنّ رسالة المعلّم اليوم لم تعد مقتصرة على تلقين المعرفة، بل أصبحت تشمل بناء شخصية الطالب وصقل مهاراته، في ظل تحديات التكنولوجيا والإنترنت، حيث نعيش تحديًا كبيرًا بهذا الجانب يساهم في تشتّت الأذهان الفكرية للتلاميذ والطلبة بكل المراحل الدراسية، وعلى الرغم من ذلك نسعى لتقديم دورنا على أكمل وجه، ومن الله التوفيق.
وختمت حديثها:
مبارك لكل التربويين بهذه المناسبة العالمية، وسيبقى المعلّم الشمس التي لا تغيب عن ذاكرة الأوطان، لأن بيديه تُصنع الأجيال، وبكلماته تُبنى الحضارات.
5 تشرين الأول – يوم المعلم
في عام 1994، أقرّت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، بالتعاون مع منظمة العمل الدولية، اليوم العالمي للمعلّم في الخامس من تشرين الأول/أكتوبر من كل عام، والسبب أن هذا التاريخ يصادف ذكرى توقيع توصية اليونسكو/منظمة العمل الدولية عام 1966، التي وضعت المعايير الدولية الأولى بشأن أوضاع المعلّمين وحقوقهم وواجباتهم.
اضافةتعليق
التعليقات