تفوح رائحة العزة والدلال في زقاق مدينة
سيدة نساء العالمين سلام الله عليها، تبتسم من جديد ستأتي الملاذ الآمن وجمال الأنوثة وفخر المخدرات..
ستولد، بنت الدلال عقيلة الهاشميين..
ستأتي أنيسة الوالدة وزينة أبيها..
سيشرق نور زينب في سماء الآل كي تُزين بيت الوحي مرة أخرى بالنور، نور تلك الرسالية التي تبين للعالم كيف أن المرأة باستطاعتها أن تجمع بين الرقة والقوة، كيف تدافع وكيف تقف في وجه الطغاة وكيف تكون الملاذ الآمن في وسط الظلام.
إنها كانت الملاذ الآمن منذ الصغر..
إنها المرأة الأمان..
يا ترى كيف تكون المرأة الأمان؟
قابلة للاطمئنان وتبث الطمأنينة، عندما نتصفح صفحات التاريخ نرى موقفها الراسخ كيف كانت تُعامل أخوتها رغم صغر سنها وكيف أصبحت الملاذ الآمن في ذلك البيت الذي فقد الدلال وحنان الأم وكيف كانت تبث الطمأنينة في الأرجاء كي تغير تلك الأجواء وتعوضهم عن الحنان المفقود وكذلك وردت في واقعة الطف مواقف كثيرة.
تبين كيف أنها كانت الملاذ الآمن للجميع حيث كان سيد الشهداء يرجع في كل مرة إليها ويبادلها المشاعر ونُقل عنها: أنّها كانت أثناء سفر الأسر إلى الشام، تتنازل في غالب الأيّام عن حصّتها من الطعام لصالح الأطفال الجائعين، والجائعات من الأسارى، وتطوي يومها جائعة، حتى أنّ الجوع كان يقعد بها عن التمكّن من أداء صلاة الليل قياماً.
كانت رائدة
قال الشيخ الصدّوق: "كان لزينب (عليها السلام) نيابة خاصة عن الحسين عليه السلام وكان الناس يرجعون إليها في الحلال والحرام".
واثقة بنفسها وخطواتها وكان لها في الكوفة مجلس تعلّم فيه النساء وتهتم فيه بتفسير القرآن الكريم.
فقد ورد عن مولانا الامام زين العابدين (عليه السلام): (لمّا أدخلوا السبايا الكوفة وأخذ الناس يبكون وينوحون لأجلهم، التفتت إليهم سيدتنا زينب (عليها السلام) وأومأت إليهم بالسكوت، فارتدت الأنفاس، وسكنت الأجراس، ثم خطبت عليهم خطبتها الشهيرة والتي قال عنها الراوي: فلم أرَ والله خَفِرة أنطق منها كأنما تنطق وتفرغ عن لسان أمير المؤمنين (عليه السلام) وبعد أن انتهت من خطبتها على الناس، توجه إليها الإمام زين العابدين (عليه السلام) قائلاً لها: (يا عمَّة؛ أنت بحمد الله عالمة غير معلَّمة، فهمة غير مفهَّمة). (بحار الأنوار ج 45 ص162).
مخدّرة
عن يحيى المازني: "كنت في جوار أمير المؤمنين في المدينة مدة مديدة، وبالقرب من البيت الذي تسكنه زينب ابنته، فلا والله ما رأيت لها شخصاً ولا سمعت لها صوتاً، وكانت إذا أرادت الخروج لزيارة جدّها رسول الله (صلى الله عليه وآله) تخرج ليلاً والحسن عن يمينها والحسين عن شمالها وأمير المؤمنين (عليه السلام) أمامها، فإذا قربت من القبر الشريف سبقها أمير المؤمنين (عليه السلام)، فأخمد ضوء القناديل، فسأله الحسن (عليه السلام) مرة عن ذلك، فقال (عليه السلام): أخشى أن ينظر أحد إلى شخص أختك زينب".
شامخة وشجاعة
هي التي وقفت في وجه الطاغية يزيد في الشام وبصرختها المحمدية بينت أنها من بيت النبوة ومعدن الرسالة وزلزلت عاصمة الكفر والنفاق بكلامها البليغ وقالت له:
(لئن جرت علي الدواهي مخاطبتك إني لأستصغر قدرك وأستعظم تقريعك وأستكثر توبيخك لكن العيون عبرى والصدور حرى.. ألا فالعجب كل العجب لقتل حزب الله النجباء بحزب الشيطان الطلقاء.. كد كيدك واسع سعيك وناصب جهدك، فوالله لا تمحو ذكرنا ولا تُميت وحينا".
أحد المستشرقين الأوروبيين إدوارد مونتاغيوا له مقال يقول فيه: "اقتلوا كل زينب"
لأنها المرأة الملاذ..
لأنها المرأة الحنان والشموخ وما أحوجنا في مجتمعنا الحاضر إلى الرجوع إلى هذا النموذج البارع كي نغير الموازين الخاطئة والآداب الجاهلية ونحرر المجتمع من هذه القيود المنبوذة!.
لا أحد يعرف عظمتها سوى الله ورسوله صلى الله عليه وآله، لا أحد باستطاعته أن يفعل ما فعلت ويفدي بنفسها ومن لديها فداء لأجل غايتها و خدمة للإسلام والمسلمين إنها زينب التي أذهلت عقول البشرية وبينت كيف أن المواقف تغير كل شيء.
إنها كانت كوالدتها جاءت لتغير موازين المجتمع الخاطئة ونجحت في ذلك..
سلام عليها يوم ولدت ونورت بيت الوحي والرسالة ويوم استشهدت ويوم تبعث حية..
اضافةتعليق
التعليقات