شمسٌ أشرقت في سماء قم في زمنٍ كان يلفّه الظلام، فجاءت تحمل عطر النبوة، ونفحة الإمامة، وقداسة الوحي. إنها السيدة فاطمة المعصومة (عليها السلام)، التي جمعت كل الخصائل والشمائل المحمدية والعلوية، وتحيط بها هالات القداسة وشموخ الفضائل.
وبفضلها تحولت مدينة قم إلى مركزٍ علميٍّ وروحيٍّ، فأصبحت في مراحل تاريخية مرجعاً عاماً للمذهب الشيعي، مقراً لكبار علمائه مثل:
الشيخ عبد الكريم الحائري اليزدي (ت 1355 هـ).
السيد حسين الطباطبائي البروجردي (ت 1380 هـ).
السيدة فاطمة المعصومة (عليها السلام) بين أغصان الإمامة
هي فاطمة بنت الإمام موسى الكاظم (عليه السلام)، أخت الإمام الرضا (عليه السلام)، وُلدت في المدينة المنورة سنة 173 هـ.
نشأت في بيت الإمامة، وتربّت على يد أبيها وأخيها، فنهلت من علومهما وأصبحت محدّثة تنقل الأحاديث.
اشتهرت بالعلم والعبادة والطهارة، وكانت مثالاً للمرأة العفيفة الصابرة.
الرحيل نحو الرضا
عندما استُدعي الإمام الرضا (عليه السلام) إلى خراسان، خرجت السيدة المعصومة (عليها السلام) لزيارته. لكنها لم تكمل رحلتها بسبب ما واجهته من أحداث، حتى وصلت إلى قم، حيث استقبلها أهلها بمحبة وتعظيم.
وبعد إقامة قصيرة، فارقت الحياة في العاشر من ربيع الثاني سنة 201 هـ، لتبقى منارا شامخاً إلى يومنا هذا .
مكانتها العلمية والروحية
لُقبت بـ "المعصومة" من قِبل أخيها الإمام الرضا (عليه السلام)، إشارةً إلى طهارتها وعلوّ مقامها.
ورد عن الإمام الرضا قوله: «من زار المعصومة بقم كمن زارني».
شبّهها أهل البيت (عليهم السلام) بجدتها فاطمة الزهراء (عليها السلام) في العبادة والطهارة.
قم.. الكوفة الصغيرة كما ينقل عنها العلماء
جاء في حديث عن الإمام الصادق (عليه السلام):
"إِنَّ لِلَّهِ حَرَماً وَهُوَ مَكَّةُ، وَلِرَسُولِ اللَّهِ حَرَماً وَهُوَ الْمَدِينَةُ، وَلِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ حَرَماً وَهُوَ الْكُوفَةُ، أَلَا وَإِنَّ قُمَّ الْكُوفَةُ الصَّغِيرَةُ. أَلَا وَإِنَّ لِلْجَنَّةِ ثَمَانِيَةَ أَبْوَابٍ ثَلَاثَةٌ مِنْهَا إِلَى قُمَّ، تُقْبَضُ فِيهَا امْرَأَةٌ مِنْ وُلْدِي، اسْمُهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ مُوسَى، وَتُدْخِلُ بِشَفَاعَتِهَا شِيعَتِي الْجَنَّةَ بِأَجْمَعِهِمْ".
إذن ذكرت على لسان أكثر من أمام معصوم لعظمة منزلتها وانها تمنح الشفاعة لمن يطلبها. ورد في زيارة الشريفة( يا فاطمة اشفعي لي في الجنة فإن لك عند الله شأنا من الشأن).
نتوجه لسيدتي ومولاتي فاطمة المعصومة إنا توجهنا واستشفعنا وتوسلنا بك إلى الله وقدمناك بين يدي حاجاتنا .....
اضافةتعليق
التعليقات