اجتاح الكرة الأرضية دون سابق انذار ودخلأاجسام الكثير فهذا شفي والآخر توفي وآخر يترقب هجومه عليه وعلى عائلته، وحالات من الذعر اللا متناهي ينتاب الكل، وآثار هذا الفيروس بدت واضحة وجليّة، شلل تام في كل مجالات ونواحي الحياة.
البعض يفسره عقاب إلهي والبعض الآخر ابتلاء، والبعض يذهب على أنه تنبيه، فلو اعتبرناه عقابا إلهيا، هل ياترى بعد أن يزول هذا الوباء نكون قد استلهمنا العبر واستوعبنا الدرس جيدا أم بزوال السبب نعود إلى نفس النتيجة، بُعد عن الله، فسوق، بل مجاهرة ومفاخرة بالفسوق، إهمال للفرائض، مبارزة وتحدي الله في المعصية ووووو؟!.
أم هو ابتلاء للمؤمنين واختبار لصبرهم وتحملهم للبلاء ليزيدهم الله إيماناً فوق إيمانهم ليصبروا على بلائه فيوفيهم أجور الصابرين؟
أم هو تنبيه لمن هم على قدر من الإيمان ولكن هم نوعا ما في غفلة، يغلبهم تقصير في بعض عباداتهم، وهذا النوع باعتقادي هو الأعم الأغلب فأراد الله أن يثبت ويقوي إيمانهم قبل فوات الأوان.
فلعله سبحانه أراد منا أن نعيد حساباتنا معه ونبتعد عن الكثير من الأمور التي نراها صغيرة ولكنها عظيمة (وتحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم) النور /أية 15. فلنحذر حقائر الذنوب، فالذي يحدث لنا الآن ليس له إلا الله وإن كان مرد الأمور كلها إلى الله فالمحزن والمؤلم بالموضوع أن أيامه تشبه نوعا ما فزع وهلع يوم القيامة لأنه أوقد في نفس البشر نزعة الأنانية في تعامله مع هذا الوباء والتي هي فطرة فطرنا الله عليها، وصلنا إلى مرحلة من يسقط أمامنا في الشارع لا نغيثه ونبتعد عنه أمتار، وهذا حق وواجب بحكم خطورة هذا الوباء، لكنه مؤلم جدا له ولنا وكان قوله تعالى: (يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه) النساء /78.
قد تجسد ولمسناه هذه الأيام فالله وحده المستعان على هكذا بلاء. ومما لاشك فيه أن هذا الوباء أصبح له فضل علينا فهناك وفي كل محنة جانب إيجابي بل وربما يكون في حد ذاته نعمة لدى الكثير، فمن نتائجه التي جعلت كل واحد منا وكأنه يبكي ويبتسم في نفس الوقت ومن أهمها إيقاف الحروب في عدد من البلدان التي نْكبت في حروب ليس لها مبرر مقنع غير التسلط وسيطرة القوي على الضعيف وكأنهم نسوا قدرة الله عليهم.
وأثار في أخرى كثيرة نشر روح التعاون والتكافل بين فئات المجتمع كافة، الحرص الشديد والتأكيد على النظافة إن كانت على مستوى الفرد أو أي مكان معين لعله هذا يُعتمد مستقبلا كأسلوب حياة.
والشلل التام في الحركة ساهم وبشكل فاعل بإعادة تنقية البيئة من التلوث وصخب الحياة. فكل شيء من الله خير وإن كان قاسياً لحكمة هو اقتضاها فما علينا هو التقرب والتضرع إلى الله فليس يكشف الضر إلا الله ونصبر على هذا البلاء ونأخذ ونستلهم العبر دوماً من الأزمات وخاصة نحن بلد وشعب تعود على الأزمات فليس هو بالأمر الجديد على شعبنا الصابر المجاهد.
ونستمد القوة والصبر من حجتنا في هذه الدنيا ووسيلتنا إلى الله أهل البيت عليهم السلام وندرك بأن الحياة هكذا وهذه طبيعتها عبارة عن تراكم آلام وغصّات، فلله الحمد الذي أحب لأن يرانا هكذا وأحب أن يسمع صوت دعاءنا واستغفارنا لعلنا نحظى بقربه يوم الوعيد.
اضافةتعليق
التعليقات