في خضم المشاكل التي تواجه الامهات في تعاملهن مع اطفالهن وافتقارهن لكيفية التعامل المجدي معهم في ظل انتشار التكنولوجيا واختلاف الاجيال ودخول العولمة.
قامت جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية بفتح دورة مهارات والدية للمرة الثالثة مع المدربة المحترفة في مجال التنمية والدعم النفسي خلود البياتي لتوجيه الامهات لطرق التربية السليمة والتعامل الفعال مع أطفالهن بتاريخ 9 رجب 1439ه الموافق 27/3/2018 م ولمدة 5 أيام ومعدل ساعتين في اليوم الواحد.
تتاولت المدربة في اليوم اﻷول التصرفات الخاطئة والمنبوذة من قبل الاولاد وأسبابها بتوضيحها بمشاركة المشتركات من خلال العصف الذهني الذي اتبعته معهن المدربة.
فقامت المدربة بتدريب الأمهات بطريقة عملية وفعالة حول كيفية التعامل مع الطفل والتقليل من سلبياته عن طريق تمثيل مشاهد يؤديهن الأمهات ليتبين لهن التعامل الخاطىء مع الطفل من الصحيح..
وأوضحت لهن البياتي بأن التركيز على السلبيات يقضي على الايجابيات ويثبت السلبيات ولربما يزيدها لدى الطفل؛ وبينت المدربة كذلك بأن مشاركة الأفكار بين الأم وطفلها، وابداء الطفل لرأيه يُقوي من شخصيته ويعطيه ثقة بنفسه.
ومن مسؤوليات الأم التي بينتها الست خلود البياتي للمشتركات هي:
- أن تتحاور مع ولدها وتستمع له وتعطيه الاهتمام.
- أن تكون للطفل قدوة في تفاؤلها وصبرها وسلوكها وفي تماسك أعصابها.
- أن تؤمن لطفلها الفرص لنمو ثقته بنفسه وشعوره بالكفاءة والقيمة، وتتجنب كل ما يهز ثقته بنفسه كالقسوة والعنف.
- أن تؤمن لطفلها الفرص لتنمية قدراته الحركية والذهنية.
وغيرها من النقاط المهمة التي لابُدّ لها أن توفرها لطفلها..
وكذلك أوضحت للمشاركات بتمرين عملي أهمية الفصل بين الشخص وسلوكه وأهمية المشاركة بالنسبة للأولاد، والفرق بين المشاركة الفعالة والمشاركة غير الفعالة فمثلاً تقبيل الطفل لعمل قام به كالرسم مشاركة فعالة، بينما الانصراف عنه والتحدث بالهاتف مشاركة غير فعالة.
وأيضاً أعطتهن البياتي طرق للعب الموجه وفائدة اللعب بالنسبة للطفل وفائدة الأم من اللعب مع طفلها بمشاركة من الأمهات فتوصلوا لعدّة نقاط هي:
يستفيد الطفل من اللعب بحصوله على: احساس المرح والفرح، تفريغ الطاقة، تنمية المواهب، تنمو عنده معرفة التعامل مع الأطفال، الألفة بين الأطفال.
وتستفيد الأم من اللعب مع طفلها بـ: اكتشاف شخصية الطفل، اكتشاف المواهب،ايصال افكارها للطفل، اكتشاف مشاكله، اكتشاف نفسية الطفل.
وتطرقت المدربة لكيفية تعزيز سلوك الطفل عند قيامه بعمل ما بشيئين هما: التواصل الجسدي والتواصل اللفظي. فالتواصل الجسدي كالقرب من الطفل والجلوس الى جانبه والابتسامة له ووضع اليد على كتفه، والتواصل اللفظي بالمدح والتعبير عن المشاعر بذكرها بالفرح والابتهاج والتعبير عن السعادة، حيث اشارت للمشاركات بأن وراء كل سلوك للطفل قصد ايجابي فاصطياد السلوك الايجابي والثناء عليه أمر مهم وكذلك الانتباه للطفل.
وأضافت للمشتركات بأن المدح قبل قيامه بسلوك معين يكون تحفيز له، أما أثناء قيامه بالسلوك فيكون تعزيز لذلك السلوك، وبعد انتهاء السلوك يكون تثبيت للسلوك...
ودربت الأمهات على طرق للتخلص من السلوك السيئ للطفل وهي جدول المكافئة المنتظمة، وكذلك كيفية التحكم بغضبهن وكيف يتعاملن مع الطفل عند طلب شيء منه ولم ينفذه، وبينت بأن ردة الفعل يُحددها طريقة تفكيرهم واعتقادهم فمثلاً اذا قام الطفل بعمل ما خطأ فاذا فكرت بأنه متعمد كانت ردة فعلها عصبية، واذا فكرت بأنه لم يكن يقصد ما قام به كانت ردة فعلها هادئة.
كما أوضحت للمتدربات معنى الحزم وأهميته بالتعامل مع الأولاد، وكيف تكون العقوبات عند تصرف الطفل بتصرف غير صحيح وتريد معاقبته، فقالت لهم بأنه لابد أن تكون العقوبات من جنس العمل الذي قام به، فمثلا اذا ضرب الطفل أخاه عند اللعب يُعزل عن بقية أفراد الأسرة فترة من الزمن، واذا تباطأ الطفل في ذهابه إلى السرير أن تكون هناك قصة قبل النوم، واذا ترك الطفل ألعابه مبعثرة ليشاهد التلفاز فيُعاقب بعدم مشاهدة التلفاز إلا بعد الترتيب وهكذا..
وفي اليوم الأخير للدورة قدمت الجمعية للمشتركات شهادة مشاركة وباستبيان أعدته الجمعية لتعرف آراءهن بالدورة ومدى استفادتهن نستعرض بعض الاجابات على ما جاء فيه:
- ماذا أضافت لك هذه الدورة، وماذا تعلمتِ منها؟
كانت اجابة احداهن (أضافت لي معلومات مفيدة عن كيفية التعامل مع أولادي).
وقالت أخرى (تعلمت كيفية التعامل مع الأولاد وتعرفت على الأمور السلبية في التربية وأهمية اجتنابها).
بينما قالت أخرى (تعلمت أن أكون أم حازمة ومستمعة جيدة).
- ما مدى تأثير هذه الدورة على تعاملك مع أطفالك؟
أجابت احداهن بأنها (غيرت كثير من السلوكيات الخاطئة في تعاملي معهم).
وأجابت أخرى (طبقت بعض الأمور وشاهدت نتيجة من أول مرة).
وأخرى قالت (أثرت الدورة على تعاملي مع أولادي بشكل كبير جداً)
كما كان هناك يوما للاستشارة كورشة عمل لطرح المشكلات وحلولها حيث تم ارشادهن للتخفيف من المشاكل التي يُعاني منها الطفل كمشكلة العدوانية ومشكلة العناد ومشكلة الخوف ومشكلة نقص التركيز ومشكلة الانعزالية ومشكلة التبول الليلي ومشاكل النطق ومشكلة الالحاح على المطالب المادية.
وكما بينت لهن أهمية التواصل مع المدرسة والمعلمة بالنسبة للأم والطفل ومدى تأثيره على سلوكه، لتعرف ماذا يحدث في المدرسة ويشعر بذلك بالدعم من قبل أمه، فتستفيد الأم بمعرفة اسلوب وتصرفات الطفل في المدرسة ومعرفة ما يُعانيه من مشاكل، فتهتم به وتساعده وهو يشعر بذلك بالفخر والاهتمام ويساعده بتحسن مستواه الدراسي.
جدير بالذكر ان جمعية المودة والازدهار النسوية تهدف الى توعية وتحصين المرأة ثقافياً لمواجهة تحديات العصر والعمل على مواجهة المشاكل التي تواجهها واعداد العلاقات التربوية الواعية التي تُعنى بشؤون الاسرة وكذلك دعم ورعاية الطفولة بما يضمن خلق جيل جديد واع وتسعى الجمعية لتحقيق اهدافها عبر اقامة المؤتمرات والندوات والدورات واصدار الكراسات واعداد البحوث والدراسات المختصة بقضايا المرأة والطفل.
اضافةتعليق
التعليقات