الخجل عندما يكون نوعا من أنواع الحياء يكون مطلوباً على المستوى الاجتماعي والأخلاقي ولكن هناك مشكلة لو تحول إلى مرض يصاب به الأطفال والمراهقين والكبار، وهو يسبب إعاقة شديدة جدا للعلاقات الإنسانية.
ويعتبر من أكثر الأمراض النفسية انتشارا في العالم بعد الاعتماد على العقاقير والإدمان ثم يليه أمراض القلق ثم مرض الاكتتاب ومن المؤكد أن الإنسان عندما يولد لا يكون خجولا أي أن الخجل يكتسب من البيئة ومع نمو الإنسان أو حسب العائلة والتربية "تتمثل مشكلة الخجل في ميل الشخص الخجول إلى تجنب التفاعل الاجتماعي، والمشاركة في المواقف الاجتماعية بصورة غير مقبولة يصاحب ذلك سلوكيات معينة مثل عدم الارتياح والضيق والشعور بالقلق، أو اللجوء إلى الصمت أو الانسحاب من المواقف الاجتماعية وكذلك احمرار الوجه التلعثم وصعوبة التعبير عن الذات عند مواجهة الآخرين والأشخاص الخجولين تعوزهم مهارات الاتصال بالآخرين، والاستمتاع بالتفاعل الاجتماعي مع الآخرين، ويميلون إلى الصمت أو التحدث بصوت خافت أو تجنب الالتقاء البصري في مواقف الاتصال الاجتماعي، ولا يحسنون التعبير عن أفكارهم أو حقوقهم، لذلك فهم أقل مشاركة في الحياة الاجتماعية.
وهذه الأعراض تكون مصدرا زائدا للقلق والتوتر وتؤدي إلى حدوث مواقف محرجة للشخص، والأشخاص الذين يعانون من هذا النوع من الخوف إما أنهم يحاولون تجنب التعرض لمثل هذه المواقف (المواقف الاجتماعية) أو أنها تؤدي إلى زيادة شدة التوتر لديهم وتزيد من الشد العصبي.
وقد أوضحت كثير من الدراسات أن الخجل أو الخوف من المجتمع تظهر بشكل أكبر في فترة المراهقة مع احتمال ظهورها قبل هذا السن، وهناك كثير من المتخصصين فى الأمراض النفسية يؤكدون أن هناك الكثير من الأشخاص يعانون من هذه المشكلة في صمت لأعوام طويلة ولكنهم لا يطلبون المساعدة إلا في حالة تزايد الحالة لدرجة أنها قد تسبب بعض المشاكل الكثيرة والأزمات في الحياة.
إن حالات الخوف من المجتمع هي حالة مزمنة تحتاج لعلاج. كما أن حوالي نصف المرضى الذين يعانون من هذه المشكلة يعانون أيضًا من بعض المشاكل النفسية الأخرى مثل الهلع أو الاكتتاب.
العائلة دون شك هو المكان الأول الذي يعمل على تكوين شخصية التلميذ وتوجيهها وجهة متكاملة، إلا أنه بجانب المنزل توجد وحدات.
(المدرسة) وقد كانت النظرة إلى المدرسة حتى عهد قريب على أنها مكان للدراسة وتلقين المعلومات وعرض المشكلات الخاصة بالمنهج والبحث عن أنجح الوسائل لنقل المواد الدراسية المختلفة من عقول المدرسين إلى الأطفال، تلك كانت وظيفة المدرسة التقليدية.
أما رسالة المدرسة الآن فتخلتف اختلافًا كبيرًا عن رسالة المدرسة التقليدية، فرسالتها ليست قاصرة على تعليم الطفل عن طريق تلقينه بعض المعلومات بل لها رسالة أخرى لا تقل أهمية عن الرسالة السابقة وهي العمل على تربية التلميذ وتكوين شخصيته من جميع نواحيها.
يميز علماء النفس بين الخجل والانطواء حيث يرون أن الخجل مرحلة سابقة الانطواء وبناء على ذلك فإن مشكلة الانطواء أكبر في حجمها من مشكلة الخجل، فالخجول يمكن أن يكون لديه القدرة على التفاعل مع إخوته وبعض أقاربه لكن ضعيف في تفاعله الاجتماعي مع الآخرين أما الفتاة المنطوية فهى تعاني ضعفا شديدا في التفاعل الاجتماعي .
المواقف السيئة.. فبعض العلماء كانوا يعانون من الخجل عندما كانوا أطفالا يشتغل كثير من العلماء في البحث العلمي حيث يقومون بالاكتشافات الجديدة مثل الأدوية الجديدة أو الطرق الجديدة للتنبؤ بالطقس أو اكتشاف الأشياء الجديدة التي تجعل حياتنا أفضل.. ويكونوا سعداء في العمل في هذا المجال.. وأحيانًا ينجح الأشخاص الخجولين في مثل هذه الأعمال لأنهم يشعرون بالراحة عندما يشتغلون بمفردهم بدلا من أن يشتغلوا في مكاتب كبيرة بها كثير من الناس.
بالخجل الشديد عند مقابلة الغرباء. إن الأشخاص الذين يعانون من الخجل إلى هذه الدرجة الكبيرة يحتاجون إلى التحدث مع أشخاص آخرين حول الموضوع، والناس الذين يمكن التحدث إليهم هم الآباء والمعلمين والأطباء، وإذا كان الشخص يعتقد أن الخجل يسبب له مشكلة، فعليه التحدث إلى هؤلاء الأشخاص.
وبالرغم من أن الخجل لا يعد من الأمراض العصبية فهو ظاهرة نفسية تترك آثارا سيئة على نفسية من يصاب به وتسبب له مشاكل كثيرة. إذ يجد صعوبة في خلق العلاقات الطيبة مع أقرانه وأصدقائه وكل من حوله ويمنعه من عقد الصداقات معهم، وقد يقضى به إلى الخوف والرهبة والاضطرابات العصبية والنفسية ويؤدي الشعور بالخجل إلى خوف الشخص الخجول من تأدية أي مهارة أو عمل خوفًا من الفشل بسبب ما يجده من صعوبة في التركيز على ما يجرى من حوله ويعجز عن مواجهة أي طارئ أو حادث بمفرده ويهتم علماء النفس بهذه الظاهرة التي تترك آثارها في حياتهم المستقبلية.
اضافةتعليق
التعليقات