على ضفاف الأمنيات جلست مستندة على جذع الصبر، تلاعبها النسمات بلطف خفي مازالَ القلب منتظرا تلك الأمنيات، لعلها تصل يوما من الأيام إلى قارب أيامها.
فاضت دمعتها وارتفعت حسرتها، تلهث أنفاسها وهي تسير خلف أوهام مخيفة، أقبلت نحو المهد بخطوات ثقيلة، تطأطئ رأسها كأنها تسقط الأحلام من رأسها، تغرق بوعود القدر طالما وعدها بالبقاء، خاوية تلك الوعود ، يرتديها العدم، يحيط به الدم.
اليوم عاد القدر مرة أخرى يأخذ بطرف أحلامها، حتى الريح أخذت تهز المهد، نفضت تراب الانتظار ها هو المهد يتحرك بخوف تترقب كانت الرياح تعد الأرقام معها حتى وصلت إلى رقم 6 . توقفت.
قبلت يدها حامدة لله على هذه الهدية نعم سيكون صبيا، بصمت تعد أيامها خوفا من موت أمنيتها، فقد قالها القدر 6 .
تقدمت بفرحة يملؤها الخوف تبتلع رمق الأسى تناغيه وتلاعبه لا مثيل لجماله تحصنه من المارة ولامة فتقرأ المعوذات .
تحذف الأيام من روزنامة وتبقى خائفة من الوصول إلى رقم القدر .
تنفس الصبح في يومها، عكس نور الشمس على وجهه صغيرها الوردي، فازدادته جمالاً، الأيام سريعة، جاء القدر فقد كان وفياً في وعده فرحة لم تكتمل!
زرع لم يحن موعد قطافه بعد .
تخبئ طفلها بين الحتوف والطفوف، لكن أين موعده قريب جدا، أصبحت الدّقائق والسّاعات حارقةً، كحمامة ذبحت عادوا معه مفتوح القماط، الألم شديد وصرخات اعتلت .
كان بقايا حلم وتشتت، كيف يضم الإنسان بقايا حلمه .
در الحليب قطعت أنفاسها تبحث عنه هناك مهد صغير بعثرته خيول بين جوانبها نار تسري.. حسرة على صغيرها، وماتزال في مكانها ذاك قرب الخيام .
اجترارُ النوحِ وبوح الصراخ هنا شعرت بيد تعانق قلبها وتردد السَّلامُ عَلى الرَّضِيعِ الصَّغِيرِ .
اضافةتعليق
التعليقات