يقول الإمام الصادق (عليه السلام): إذا زرتم أبا عبد الله الحسين، فألزموا الصمت إلّا عن الخير) ١.
إن هذا الشرط مهم جداً ومؤثر على العلاقة الروحانية بين العبد والإمام (عليه السلام) فالامتناع عن الغيبة وفضول اللسان والاتجاه إلى الخير بكل معانيه الواسعة الدلائل مهم جداً.
ولا تسل عما كابد أتباع أهل البيت سابقاً والآن في سبيل زيارة الحسين بن علي من الاضطهاد والتنكيل والتعذيب، وما دفعوه من الضرائب المالية والجسدية إزاء ذلك، فقد حصلوا بالمقابل على نتائج كثيرة من غير حدود، والآثار تساعدهم على ذلك العطاء من أجل إحياء الشعائر بالنسبة للسائر في زيارة الحسين.
فإن أية قوة عالمية لا يمكنها أن تحول بين المرء ومعتقداته، لأن مرتكزات العقيدة تنبعث من أعماق النفس الإنسانية، ولا سيطرة للقوی على الأعماق في ذوات الأنفس فـ وجدان الإنسان هو ملك للإنسان نفسه.
وهنا ينبغي التأكيد أن على من عرف منزلة الحسين وعظیم مقامه عند الله تعالى، فتقرب إليه بزيارته ينبغي أن يكون ملتزما تمام الالتزام بأداء الواجبات، والامتناع عن المحرمات من اللغو والغيبة، والتورع عند الشبهات، حتى تتكامل درجة إيمانه، ويتضاعف أجر أعماله، ويزداد قربهُ الروحي وطمأنينتهُ من أهل البيت (عليهم السلام)، وبذلك يكون داعية إلى الله قولاً وعملاً، عسى أن يكون فطنة لقوله تعالى:
(ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إني من المسلمين).
فظاهرة زيارة الإمام الحسين وهي أكثر الظواهر الاجتماعية شيوعا خاصة عند الشيعة في مواكبة ثورة الحسين، تحيي ذكراه، وتكثف الحضور الاجتماعي وتعتبر وسيلة للتوعية وبث علوم أهل البيت الفكرية مع إحياء العزاء كما أن زيارة الحسين (عليه السلام) لا تقتصر على زمن بعينه فهي زيارة مطلقة، لكن محرم الحرام هو الشهر الذي لابد أن نسلط الضوء من خلاله على معاناة أهل البيت، ومدى تضحيتهم في سبيل إحياء الدين، والالتزام العقائدي بشعائرها، وكم تعرض أهل البيت للضغوط، والنضال بتتابع الثورات على الظلم والاضطهاد.
ورأينا ثورته فمن قتل الحسين والنظام لم يكتب لهما البقاء، فباؤوا بلعنة الأجيال واختفوا في حنايا مزبلة التاريخ، بينما بقي الحسين صوتة هادر متجاوب الأصداء في مسمع الدنيا، يهز عروش الظالمين. ونذكر هنا أحد أقوال غاندي المشهورة (تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوماً فانتصر).
فنحن كشيعة وموالين لأهل البيت لابد من الالتزام بأخلاقهم العطرة واحترام حرمة زيارتهم باجتناب المحرمات التي يرتكبها لسان الإنسان بحق صاحبه والتركيز على ما نتفوه به من الكلام ومحاولة عدم تكرار الخطأ وتعليم أطفالنا وأولادنا على حسن الخلق والالتزام الديني، فمعركة الطف هي ليست قاتل ومقتول إنها معركة لتثبيت مفاهيم الدين وتقويم الأخلاق.
اضافةتعليق
التعليقات