تسعى دول لعزل نفسها بفرض قيود جديدة على السفر بسبب المتحور الجديد من كورونا المسمى "أوميكرون". فما مدى خطورة هذا المتحور؟ وهل يمكنه التحايل على جهاز المناعة؟ علماء فيروسات ألمان يحاولون تقديم إجابة.
واصل المتحور الجديد من فيروس كورونا والذي أطلق عليه اسم "أوميكرون" انتشاره في مختلف أرجاء العالم. واكتشف متحور أوميكرون لأول مرة في جنوب إفريقيا ورُصد منذ ذلك الحين في بريطانيا وألمانيا وإيطاليا وهولندا والدنمرك وبلجيكا وبتسوانا وإسرائيل وأستراليا وهونغ كونغ.
المتحور الجديد لم يتم بحثه بشكل كافٍ. ومع ذلك ، فإن المتحور "أوميكرون" يذكرنا بالمرحلة الأولية من متحور دلتا، بحسب ما يقول موقع شبيغل أونلاين الألماني.
في بداية الإصابات بسلالة دلتا لم يكن أحد يعلم الكثير عنها لكن بعد فترة وجيزة تمت السيطرة على أماكن العدوى بها في مناطق عديدة. فهل سينطبق نفس الكلام على متحور أوميكرون أم سيكون هذا الأخير أسوأ من دلتا؟.
من المحتمل أن يكون أوميكرون شديد العدوى لكن الخبراء لا يعرفون بعد ما إذا كان يسبب إصابة أشد أو أقل شدة بمرض كوفيد-19، ولا تزال الأبحاث جارية حول مدى خطورة المتحور على الأشخاص الملقحين وغير الملقحين. وهناك مخاوف على مستوى العالم من أن يكون أوميكرون مقاوما للقاحات وأن يطيل أمد جائحة كوفيد-19 المستمرة منذ نحو عامين. وقد صنفت منظمة الصحة العالمية (WHO) الأسبوع الماضي ذلك المتحور "مقلقا". فماذا يقول الخبراء عن أوميكرون؟
البيانات الواردة من جنوب إفريقيا تسمح بإجراء تقييمات أولية من قبل علماء وخبراء صحة، وبينهم علماء ألمان. أحد هؤلاء هو كريستيان دروستن، كبير علماء أبحاث الفيروسات في مستشفى برلين شاريتيه. ويقول دروستن إنه "على الرغم من أن تحور الفيروس يعني إمكانية تصور معدل إصابة أعلى، إلا أنه لم يتم إثبات ذلك حتى الآن".
ويؤكد العالم الألماني البارز أن الأرقام في جنوب إفريقيا وحدها لا تشير بالضرورة إلى زيادة قابلية انتقال العدوى، أيضًا لأن عدد الإصابات هناك قد انخفض مؤخرًا بشكل كبير، وأن هذا الانخفاض ربما هو ما جعل حالات التفشي الفيروسي الجديدة تبدو كبيرة الحجم، بحسب ما نقل شبيغل أونلاين.
ويقول دروستن إن الأصل الجغرافي لنشأة أوميكرون ليس بالضرورة جنوب إفريقيا، ويوضح: "البلدان المجاورة التي لديها روابط سفر قوية مع جنوب إفريقيا لديها مستوى أقل من مراقبة الفيروسات من جنوب إفريقيا. بالإضافة إلى ذلك يقع مطار جوهانسبرغ في المقاطعة التي ظهر الفيروس فيها لأول مرة في جنوب إفريقيا".
وبالنسبة للحماية من أوميكرون عبر التطعيم يقول دروستن: "بناءً على التقديرات الحالية، ينبغي للمرء أن يفترض أن اللقاحات المتاحة ستستمر في توفير الحماية، فالحماية من الأمراض الخطيرة تكون قوية بشكل خاص ضد التحولات الفيروسية".
اكتشف متحور أوميكرون لأول مرة في جنوب إفريقيا وقد وصفت منظمة الصحة العالمية ذلك المتحور بأنه "مقلق".
ويوضح دروستن: أن التغييرات الجينية تشير إلى أن هذا الفيروس يمكن أن يقوم بعملية تحايل على جهاز المناعة، وأن الأوضاع في جنوب إفريقيا أيضا تجعل من المعقول أيضا أن يكون بمقدور أوميكرون التحايل على دفاع مناعي مبني ضد سلالات سارس-كوف2 الأخرى. والإصابات المكتشفة حاليا تحدث بشكل كبير جدًا بين أشخاص تعافوا بالفعل والعدوى بأوميكرون تقع لأشخاص سبق لهم الإصابة بدلتا أو بمتحور آخر، يتابع دروستن.
أما كارستن فاتسل، الأمين العام للجمعية الألمانية لعلم المناعة (DGfI) فيرى أن إصدار تصريحات حول مسار المرض غير ممكن حاليًا، "فلدينا عدد قليل جدًا من الحالات في الوقت الحالي".
أما لوتار فيلر، رئيس معهد روبرت كوخ (RKI) فيقول إن "كل الأشخاص الذين يتم تطعيمهم لا يبدأون من الصفر عندما يصابون بمتغير جديد. وفي كل الأحوال يكون لديهم مستوى من الحماية بسبب التطعيم، ومن الضروري معرفة ذلك".
كارل لاوترباخ، الطبيب وخبير الصحة بالحزب الاشتراكي الديمقراطي، يرى أنه في ضوء المعلومات الواردة من جنوب إفريقيا فإن علم الأوبئة يتوقع أنه ربما يكون لأوميكرون مسار مرضي بسيط. وكتب لاوترباخ على تويتر: "ستكون هدية مبكرة لعيد الميلاد إذا ما جاء مسار أوميكرون خفيفا" مضيفا أنه "مع وجود العديد من الطفرات سيكون من الممكن تصور ذلك".
وأشار لاوترباخ إلى مقال نشرته صحيفة "تلغراف" البريطانية نقلت فيه كلاما عن الطبيبة الجنوب أفريقية أنجليك كوتزي، رئيس الجمعية الطبية لجنوب إفريقيا، بأن أعراض الفيروس الجديد كانت غير عادية، لكنها خفيفة.
وتقول كوتزي عن نفسها إنها كانت أول من أشار إلى احتمال وجود نوع جديد من الفيروس بعد أن زار مرضى عيادتها في بريتوريا وظهرت عليهم أعراض كورونا غير عادية إلى حد ما، بحسب ما يقول موقع شبيغل.
لكن لاوترباخ دعا في تغريدته أيضا إلى توخي الحذر "لأن هناك مسألة تتحدث ضد هذا" التفاؤل، وهو أن "6 % فقط من سكان جنوب إفريقيا تزيد أعمارهم عن 65 عاما، (بينما) سكان ألمانيا هم الأكبر سنا في أوروبا مع الكثير من المصابين بأمراض مزمنة". حسب dw
"أوميكرون" يوسع انتشاره.. دول جديدة ترصد إصابات بالفيروس
في السياق ذاته، قالت وزارة الصحة الفرنسية، الأحد إنها رصدت 8 حالات إصابة محتملة بمتحور كوفيد الجديد "أوميكرون" في أنحاء البلاد.
وتابعت الوزارة في بيان أن الأشخاص الذي يشتبه بإصابتهم بالمتحور الجديد، قدموا من دول جنوب إفريقيا.
وأعلنت بوتسوانا، الأحد، أنها سجلت 19 إصابة بالمتحورة أوميكرون الجديدة لفيروس كوفيد، منذ رصدها أول مرة.
وقد واصل المتحور الجديد من فيروس كورونا "أوميكرون" انتشاره في مختلف أرجاء العالم، الأحد، حيث تم رصد 13 حالة في هولندا وحالتين في كل من الدنمارك وأستراليا، على الرغم من سعي المزيد من الدول لعزل نفسها بفرض قيود جديدة على السفر.
وأعلنت السلطات الصحية السويسرية رصد "أول إصابة محتملة" بالمتحورة أوميكرون في سويسرا لدى شخص عاد من جنوب إفريقيا.
كما أعلنت كندا أنها رصدت أول حالتَي إصابة بالمتحورة أوميكرون لدى شخصين سافرا مؤخرا إلى نيجيريا.
وقالت منظمة الصحة العالمية إنه لم يتضح بعد ما إذا كان المتحور الجديد من فيروس كورونا "أوميكرون" أشد عدوى مقارنة بمتحور سارس كوف-2، أو ما إذا كان يتسبب في مرض أشد خطورة.
وأضافت المنظمة أن "البيانات الأولية تشير إلى أن هناك معدلات متزايدة من دخول المستشفيات في جنوب إفريقيا، لكن قد يكون ذلك بسبب زيادة الأعداد الإجمالية للمصابين، وليس نتيجة إصابتهم بمتحور أوميكرون تحديدا".
وأكدت أن "فهم مدى شدة متحور أوميكرون سيستغرق أياما أو عدة أسابيع".
وأثار اكتشاف متحور أوميكرون، الذي صنفته منظمة الصحة العالمية الأسبوع الماضي بأنه "مقلق"، مخاوف على مستوى العالم من أن يكون مقاوما للقاحات، وأن يطيل أمد جائحة كوفيد-19 المستمرة منذ نحو عامين.
وفرضت العديد من الدول قيودا على السفر وحظرا على المسافرين من دول جنوب القارة الإفريقية في محاولة لكبح انتشار السلالة الجديدة.
وقالت منظمة الصحة العالمية في بيانها إنها تعمل مع خبراء فنيين لفهم الأثر المحتمل للمتحور على الإجراءات الوقائية الحالية ضد مرض كوفيد-19، بما في ذلك اللقاحات.
وقالت بريطانيا إنها ستعقد اجتماعا طارئا لوزراء الصحة بدول مجموعة السبع، الاثنين، لبحث التطورات المتصلة بالمتحور الجديد.
وتنظر النمسا في أمر حالة مشتبه بإصابتها بالمتحور الجديد. وقال وزير الصحة الفرنسي أوليفييه فيران إن السلالة الجديدة موجودة بالفعل على الأرجح في بلاده.
وأعلنت إسرائيل في وقت متأخر من مساء السبت إنها ستحظر دخول جميع الأجانب إلى البلاد لتصبح أول دولة تغلق حدودها تماما للتصدي لسلالة أوميكرون.
وقال أنتوني فاوتشي، كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة، الأحد، إن على الأميركيين الاستعداد لفعل "أي شيء وكل شيء" لمواجهة تفشي سلالة فيروس كورونا الجديدة أوميكرون.
وأضاف لتلفزيون إيه.بي.سي نيوز: "من السابق لأوانه القول" ما إذا كنا بحاجة إلى عمليات إغلاق أو تفويضات جديدة. حسب سكاي نيوز
اضافةتعليق
التعليقات