التطور السريع الذي أحدثتهُ كورونا في مجال التعليم والتحويل من الدراسة الحضورية إلى الدراسة الالكترونية بدون أي بنى تحتية مركزية من غير النقص الحاصل في النظام الحضوري والمدارس ونقص الكتب وغيرها فإن جميع هذه العوامل أدت إلى خمول الطالب وكرهه للمدرسة والتعليم والتطور عامةً وهذه مشكلة كبيرة لها أبعاد وآثار على المدى الطويل للفرد والمجتمع على حدٍ سواء.
والكوادر التدريسية في المدارس يجنون مساوئ تردد قرارات وزارة التربية وتردي الوضع الدراسي من ألفهِ إلى يائه أما الأسوأ من ذلك هم ضحايا هذه الأخطاء المتراكمة على مدى سنوات طويلة فحالياً النسبة الأكبر للشاب العراقي يكرهون المدرسة والدراسة وإن كانوا على نسبة عالية من التفوق والطموح فإن الخريجين الذي يطالبون بحقوقهم في الحصول على وظيفة يثبطون من الرغبة في الدراسة علاوةً على وجود المحسوبيات التي جعلت الكثيرين يعملون في غير الأماكن التي يستحقونها فهذه كلها عوامل ومؤثرات تؤدي إلى هدم العملية التعليمية.
وفي هذا السياق كان لـ (بشرى حياة) استطلاع رأي للكوادر التعليمية عن التغييرات التي طرأت على الطلبة:
فقالت لنا شفا علي/ معلمة: إن الطالب قبل كورونا ليس كما هو عليه الآن فأصبح أكثر خمولاً وأقل تفاعلاً يستصعب كل الواجبات سواء كانت سهلة أو صعبة وبات يكره الأسئلة التي تحتاج لكتابة أو شرح باحثاً عن الاختيارات والصح والخطأ كونهُ لم يعد يتحمل الكتابة ولا الحضور للمدرسة أساساً وإن القرارات الأخيرة التي أحدثت خللاً كبيراً على الطفل أو الطالب في المتوسطة والاعدادية فصارت الواجبات العادية معضلة كبرى وكارثة لا يمكن حلها.
كما وذكرت لنا وسن سعيد/ معلمة: أصبح الطالب اتكالياً جداً مهما حاولنا نحملهُ مسؤولية واجباته فإنه سيحصل على الحلول من أحد أصدقائه بالتالي فإن مهمة البحث عن الحل ونقلهِ أسهل بكثير من مهمة التفكير وإيجاد الجواب، جدير بالذكر أن العقل أشبه بعضلة هذه العضلة إن لم يتم تمرينها وتشغيلها باستمرار فهذا يؤدي إلى التلكأ والبطء ووصولاً إلى توقف هذه العضلة فتصبح أسهل وأبسط القرارات له هي بحد ذاتها مشكلة لأن العقل يكون متوقف كلياً عن العمل إنها أشبه بمطالبة شخص يعاني من زيادة الوزن بشكل مفرط أن يركض ركض عداء فاز بالأولمبياد وهذه تحتاج إلى معجزة وحل هذه المشكلة هي إعادة تأهيل عقلية الطالب.
وأفادت فاطمة جمال/ مرشدة تربوية: التعامل مع سيكولوجية الطالب المستحدث بعد كورونا في ظل هذه العولمة التي لم تُستخدم بشكل صحيح ودون مراقبة الأهل صعب جداً فنفسية الطالب لم تعد تسمح بأي أسلوب للتعامل إنما يجب أن ننتقي الأساليب بحذر وعناية شديدين وهذا يُعتبر ثقل كبير جداً على الكوادر التعلمية، إضافة إلى مشكلة ضعف الشخصيات لدى الطلبة كانت أحد الآثار التي خلفها التطور التكنلوجي والانفتاح فالكل بات رقيقاً ومهشماً ويحتاج إلى رعاية خاصة وتعامل منفرد وهذا أحد طلبات أولياء الأمور ويفترض على المعلم والمدرس أن يراعي الفروق النفسية والمشاعر لأكثر من مئة طالب أو طالبة وهذا ثقل كبير جداً مقابل الرواتب والأجور القليلة للكوادر التعليمية.
أكدت الكثير من الدراسات الحديثة أن التعليم الالكتروني قد سبب ركودا فكريا كبيرا وبطء في اكتساب المهارات لدى النسبة الأكبر من الطلبة وكان تعليم الطلبة في أسفل سلّم الأولويات، فينبغي للحكومات أن تحدث الحل بأقصى سرعة ممكنة وهذا يعتبر تحدي كبير.
اضافةتعليق
التعليقات