هل تابعت المسلسل الكرتوني الشهير "توم أند جيري"، بماذا يذكرك ؟
أما أنا كلما شاهدت هذا الكارتون يخطر في ذهني صراع العرب مع الإنترنت،
قد اختلف معك في وجهة نظري لكن عندما تكمل الموضوع سترى كلامي قريباً من الواقع.
ففي الوقت الذي يسعى العالم العربي إلى إنشاء شبكات اخطبوطية لا يمكن أنظمة التهكير حظرها، أو سرقة معلوماتها، وفي المقابل تحظر ما تريد حظره من المواقع، مع لصق زر أعجبني أو أزعجني، وإبقاء ما تريد إبقاءه، وخفي الأصدقاء ونشر ما تريد نشره.
عالم عجيب يجمع فئات غريبة من نوعها العربي والاجنبي الهندي والكردي، باللغات شتى وحرية التعبير ونشر الصور وسيلفي. ...و الخ.
بعد هذه الدوامة العميقة هل تجيد الخروج منها من دون تأثير؟
أو تقليد أو إعجاب؟
في هذا الصراع اليومي حول الإنترنت؟ من هو "توم" ومن هو "جيري" ؟!!!
قبل فترة شاهدت أحد الأطفال لايتجاوز الخمس سنوات معتكفا على نفسه، وبيده جهاز لوحي أكبر من يده، اصبعة الصغير لايتوقف عن التصفح، فضول يدغدغ فيني، تبادلت الحديث مع والدته وهي الأخرى تمسك الجهاز الايفون وتحدثني.
سؤالي كان كم ساعة يجلس هذا الطفل على الانترنت، اجابتني ورأسها يكاد أن يدخل شاشة التلفون، آه علقت على صورتي! أسفة حبيبتي هذه صديقتي علقت على صورتي الشخصية، سؤالك كان عن طفلي صح، حبيبي من الصبح حتى ساعة الواحدة ظهرا، لا اسمع له صوت ولا حركة يجلس على الجهاز يتابع كارتون وقصص ملونة.
لاعجب حبيبتي؟ إذا كانت الأم تمسك الجهاز والأب بيدة الجهاز، فحال الطفل ليس غريباً!!
إلى أي مدى يمكن أن يؤثر الانترنت في حياة الإنسان؟!
ربما يجدر بنا أن نلقي نظرة على حياتنا اليومية وكم ساعة نستغرق في عالم الانترنت؟
وكم ساعة نجلس فيها مع أطفالنا واسرتنا؟
من يملك الوقت أكثر الأسرة أم عالم الإنترنت؟ سؤال يجدر طرحه في ظل المطاردة المستمرة بين التوم والجيري؟!
مررت بأزمة صحية قبل فترة ودخلت في اثرها للمستشفى لمدة أربعة أيام، ماشاهدته قد لايكون غريباً لكنه يدمي قلب الغيور، عند المساء دخلت الممرضة وبيدها اليمنى جهاز التلفون، واليسرى تمسك العلاج ! تمرر أصبعها لتزرع مزرعتها هاي دي، اذهلتني كثيراً ما تراها تتكلم قط، تمسك الجهاز وتلعب ساعة تبعث توم ليكمل عملها مقابل ليرات من لعبة.
والأخرى لم يمنعها انقطاع الكهرباء عن مشاهدة المسلسل التركى فقد قامت بتحميله من اليوتيوب ، حتى وصل البعض عنده الإدمان على الإنترنت.
وغير ذلك بكثير هل لاحظتم أحبتي، انا لست عدوة للإنترنت، لا، ولا جاهلة، ولست في زمن القديم لكن يا اختي وصديقتي، هل قضينا وقتنا في العبادة، صلاة أو تسبيح، دعاء أو مناجاة، نعم أعلم أن الإنترنت فيه الأعمال والأدعية، والزيارات، وفيه الخير أيضا. فقدنا لذة الكلمات وحلاوة الإيمان، على سجادة الصلاة موجود، وبين رف الكتب الدينية موجود، في الأماكن المقدسة موجود، لاتتعجبي أن وصل الأمر في ليلة القدر ترفع جهاز الموبايل بدل القرآن الكريم، وتعلق أن الجهاز فيه برنامج القرآن الكريم.
نعم قد ترفضين كلامي، وهذا من حقك كامرأة، ولكني أعلم جيدا ان من داخلك تؤيديني، فهذا واقع أمه كاملة.
أبحروا في شبكة الإنترنت، ولكن لاتضيعوا وقتكم، وليكن ابحاركم يرسي على بر الأمان، فنحن في زمن الفتن والضياع ، القابض على دينه كالقابض على جمرة من نار.
ملاحظة: ان التوم هو إسرائيل، والجيري هم العرب.
تفعل إسرائيل كل ماتستطيع فقط من أجل قتل العرب وضياعهم بين ملذات وشهوات الحياة، ولعل الملتزمون في دينهم يتغيرون بالدخول الى هذه الاغراءات والصور، في بيتهم وتحت يد أطفالهم، في زمن نحتاج فيه إلى طفل صالح ليكون رجلا في المستقبل يقود أمه،
فكيف نربي جيلا صالحا والايبادات تملأ البيوت؟!
عزيزتي المؤمنة، ان ترك أطفالك مع هذه الأجهزة كتركهم على بئر قد يغرق وقد ينجو بسلام، وهذه الدرجة نتمنى أن لانصل إليها حتى لا نغلق الباب على أنفسنا، في عصر أصبح الانفتاح فيه على الآخرين ضرورة وواقعا وقدرا لا يمكن الهروب منه إلا بارتداء سترة الإيمان.
اضافةتعليق
التعليقات