في العاشر من محرم سنة 61 للهجرة، وقعت واحدة من أروع ملاحم البطولة والتضحية في التاريخ الإسلامي، عندما وقف الإمام الحسين (عليه السلام) وأصحابه الأوفياء في مواجهة جيش يزيد بن معاوية في كربلاء. كان أنصار الحسين قلّة في العدد، لكنهم كُثُرٌ في الإيمان والثبات، فكتبوا بأرواحهم ملحمةً خالدةً تُذكر إلى يوم القيامة.
من هم أنصار الحسين؟
لم يكن أنصار الحسين مجرد محاربين، بل كانوا نماذج للإيمان الراسخ والولاء المطلق للحق. ضمّوا بينهم:
- أهل بيته مثل أخيه العباس (عليه السلام)، ابنه علي الأكبر، وأطفاله.
- أصحابه المخلصين مثل حر بن يزيد الرياحي الذي انضمّ إليهم بعد توبته.
- أنصار من مختلف القبائل الذين آمنوا بقضيته ورفضوا الظلم.
مواقف تخلّدت في التاريخ
1. الوفاء حتى الرمق الأخير
عندما اشتد الحصار على الحسين وأصحابه، وقفوا جميعاً يُجددون البيعة له، قائلين:
"والله لا نفارقك، ولكن أنفسنا لك الفداء، نَقِيكَ بنحورنا وجباهنا وأيدينا، فإذا نحن قُتِلنا كنا وفينا لربنا وقضينا ما علينا".
فهذا زهير بن القين قال للحسين: "والله لو علمت أني أُقتل ثم أُحيى ثم أُحرق ثم أُذرى، يفعل بي ذلك سبعين مرة ما فارقتك".
2. التضحية من أجل المبدأ
- العقيلة زينب (ع) وقفت صامدة تدافع عن رسالة أخيها بعد استشهاده.
- العباس (ع) حمل الماء لأطفال الحسين، ورغم عطشه الشديد لم يشرب قطرة حتى استشهد وهو يحاول إيصال الماء للعطاشى.
- علي الأكبر (ع) الذي كان شبيهاً بالنبي (ص)، خرج للقتال وهو يقول: “أنا علي بن الحسين، نحن أولى بالله منكم".
3. لحظات الوداع الأخيرة
قبل المعركة، جمع الحسين أصحابه وقال لهم:
"إنّ القوم لا يريدون غيري، فخذلوني واخرجوا من حولي"
فأجابوه بصوت واحد:
"والله لا نتركك أبداً، بل نُفديك بأنفسنا وأرواحنا" .
دروس من كربلاء
1. الثبات على المبدأ مهما كلف الثمن.
2. الوفاء للحق حتى في أحلك الظروف.
3. التضحية ليست بالموت، بل بالحياة من أجل القضية
4. كربلاء ليست ماضياً، بل رسالة لكل الأحرار في العالم.
لقد جسّد أنصار الحسين (ع) أسمى معاني الشجاعة، الإيمان، والولاء، فكانوا أصحاب الموقف الأروع في التاريخ، ولذلك، تبقى كربلاء منارةً لكل من يبحث عن الحق، ودرساً لكل من يريد أن يعيش حراً أو يموت كريماً.
"كل يوم عاشوراء، وكل أرض كربلاء" فهل نكون من أنصار الحق أم من جيش الظلم؟.
اضافةتعليق
التعليقات