• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الناس أعداء ما جهلوا!

حنين حليم / الخميس 10 تشرين الثاني 2022 / ثقافة / 3472
شارك الموضوع :

شبابـه صاروا يتأثرون بمختلف الثقافات الدخيلة والركيكة ليفقدوا البوصلة التي يمضي بها قدماً..

لطالما ردَّد والدي على مسامعنا منذ الصغر مقولته الشهيرة: (الناس أعداء ماجهلوا) بين الحين والآخر، حينها لم أستوعب ما المغزى الذي يريد إيصاله لنا وما إن كبرت وتوسعت مداركي وبدأتُ المسير بين أروقة الحياة ومعتركاتها ومايزال هذا القول كأنه محفور في ذاكرتي وأنا أرى المجتمع من حولي بات ضائعاً في أمواج التيه والابتعاد رويداً رويداً عن المبادىء والقيم وكأنه مسلوب الهوية والارادة ..

فشبابـه صاروا يتأثرون بمختلف الثقافات الدخيلة والركيكة ليفقدوا البوصلة التي يمضي بها قدماً .. متناسين أنَّ الانسان الناجح اليوم يجب أن يعي جيداً لخطواته وكيف يجب أن تكون مدروسة مضبوطة على مؤشر الهدف الواضح والحقيقي بعيداً عن منال الأمنيات والخيال، ومتى ماكان كذلك فلينطلق ولا يقف أبداً لأن من حوله قد يجهلون مايريد عمله ونتيجة جهلهم يطلقون الأحكام من هنا وهناك فيضعوا العثرات أمامه ..

الحياة فرصة تستحق الاغتنام ليفر بالعاقبة الحسنة

فأخذ العبرة ممن حولنا هو صمام الأمان لتلك الرحلة الشاقة فمولى الموحدين صلوات الله عليه بحكمته الشريفة يقول: (الناس اعداء ما جهلوا) يُبين الطبيعة البشرية للناس والتي نتيجة للجهل العام أو الجهل بموضوع ما يعادون كل مايصدر لمن حولهم من حركة أو فعل أو توجَّه وذلك لأسباب كثيرة منها الخوف من الفشل وعدم حب الغير والأنانية والتقاعس وعدم تحمل المسؤولية وربما طلباً لسهولة العيش والتعوَّد على الروتين والكسل بمستوى واحد دون تطور ..

وهنا يجب أن يدرك المرء خطورة الموقف لأنه ابن المجتمع الذي يحارب بجهله كل تطور وسعي وهو صاحب مسؤولية (فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) وعليه أنَّ يتسلح بقوة المعرفة والعلم وحمل المسؤولية لإحداث التغيير في مواجهة مجتمعه دون أن يلتفت لآراء المحبطين من حوله  ..

ضرورة وجود الأسوة

بينما نحيا ببركة الوجود المقدس لسادات الورى فهم الأسوة لكل ما نود عمله بعد أن وضحوا لنا طرق الإستقامة التي يجب سلوكها ووضعوا أهم الارشادات التي توصلنا إلى الروح والرضوان في الدنيا والاخرة فـ رسولنا الأكرم (صلى الله عليه واله) عانى من جهل أُمته ما لم يعانيه نبي من قبله حتى قال "ماأوذي نبي مثل مااوذيت" وما إن صدع برسالة ربه وأعلن ثورته الإلهية على واقع الوثنية والشرك حتى انقلبت أوضاع حياته رأساً على عقب حيث لم يكن من السهل على أولئك الناس الذين ألفوا عبادة الأصنام أن يتخلوا عن عاداتهم وممارساتهم المتجذرة في حياتهم وعاداتهم الجاهلية كما أن الزعامات ترى في الرسالة الجديدة تهديداً لمصالحها فكانت رحلته مليئة بالأذى والإهانة لمقامه الشريف من الأقرباء قبل البعيدين حتى تضور جوعاً وحاولو خنقه من رقبته وأُغمي عليه صلوات الله عليه من شدة الضرب وعانى من السخرية والتحقير.

ولعل من أشد الأيام وأصعبها على رسول الله (صلى الله عليه وآله) هو يوم الطائف حيث سافر إليها من مكة بعد أن تصاعدت عليه الضغوط وأحكم حوله المشركون الحصار والمناوءة وإستفردوا به حينما مات ناصره والمحامي عنه عمه أبو طالب (عليه السلام) وكذلك ماتت زوجته الحنون خديجة (عليها السلام) فأصبح مكشوفاً أمام أعدائه يحيط به الأذى من كل جانب لذلك سافر إلى الطائف وقصد هناك زعماء ثقيف أهم قبيلة في الطائف وكانوا ثلاثة أخوة: عبد ياليل ومسعود وحبيب فعرض عليهم الإسلام فرفضوا دعوته بجفاء وغلظة وقال له أحدهم: هو يمرط (أي يمزّق) ثياب الكعبة إن كان الله قد أرسلك!

وقال الآخر: أما وجد الله أحداً يرسله غيرك ؟

وقال الثالث : والله لا أكلمك أبدا لئن كنت رسولاً من الله كما تقول لأنت أعظم خطراً من أن أردّ عليك الكلام ولئن كنت تكذب على الله ما ينبغي لي أن أكلمك!

فلما يئس من قبولهم الإسلام طلب إليهم أن يجيروه ويحموه لكي يدعو الناس وهو آمن فرفضوا طلبه أيضاً.

فقال لهم أخيراً : إذا فعلتم فاكتموا علي لأنه كره أن تعلم قريش بما حصل فتشمت به وتزداد جرأة عليه.. فلم يجيبوه حتى لهذا الطلب البسيط بل أغروا سفهاءهم وعبيدهم يسبّونه ويصيحون به حتى إجتمع عليه الناس..

قال ابن عقبة : وقفوا له صفين على طريقه فلما مر رسول الله بين الصفين جعل لا يرفع رجليه ولا يضعهما إلا رضخوهما بالحجارة حتى أدموا رجليه وزاد سليمان التيمي : أنه كان إذا أذلقته الحجارة يقعد إلى الأرض فيأخذون بعضديه ويقيمونه فإذا مشى رجموه بالحجارة وهم يضحكون..

قال ابن عقبة : فخلص منهم ورجلاه تسيلان دماً فعمد إلى حائط من حوائطهم (أي بستان) وأتى ظل شجرة فصلى ركعتين ثم قال: « اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس يا أرحم الراحمين أنت رب المستضعفين وأنت ربي إلى من تكلني ؟ إلى بعيد يتجهمني؟ أو إلى عدو ملكته أمري؟ إن لم يكن بك عليّ غضب فلا أبال ولكن عافيتك هي أوسع لي ..

هذا الدرس العظيم طريقة عملية للمطلب المراد إيصاله فلو تأملت بتفاصيل هذه الحادثة التي بلا شك لم تكن الوحيدة بل كانت سلسلة من العقبات والصعوبات التي واجهت نبينا الأكرم في دعوته لتغيير واصلاح أُمته لوجدتها سلاحاً عظيماً لابد للفرد العامل والحامل لراية التغيير أن يتسلح به وها أنا اليوم أسير على خطى والدي وألقنُ أولادي بأن يكونوا أقوى بمواجهة الصعوبات ويحرصوا على تحقيق أهدافهم فأنا أدرك أنَّ اللبنة الأولى للنجاح هي العائلة فهي مصدر القوة للفرد فمتى ماكان قوياً مدعوماً من أفراد أُسرته كان لمجتمعه أقوى وبذلك يكون مثال يُحتذى به !.

الامام علي
نهج البلاغة
الشباب
السلوك
الشخصية
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة

    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟

    مودّة "ذوي القربى" جنّاتٌ خالدة

    رجاء صادق

    لماذا لا نسقط من السرير أثناء النوم ليلا؟

    آخر القراءات

    فوائد تجارب الفشل: اسأل مجرب ولا تسأل حكيم

    النشر : السبت 10 حزيران 2023
    اخر قراءة : منذ ثانية

    المفارقة بين اكمال الدين وإتمام النعمة

    النشر : الأحد 09 تموز 2023
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    كيف يمكن أن نتجنب التشتت اثناء الدراسة؟

    النشر : الخميس 07 آذار 2024
    اخر قراءة : منذ 11 ثانية

    ماهي مسببات تلوث الهواء وكيف نتقي مخاطره؟

    النشر : السبت 18 حزيران 2022
    اخر قراءة : منذ 15 ثانية

    لعبة مريم.. الوجه الاخر للحوت الازرق

    النشر : الخميس 24 آب 2017
    اخر قراءة : منذ 23 ثانية

    اليوم العالمي للملكية الفكرية لعام 2018 بنكهة نسوية

    النشر : السبت 19 آيار 2018
    اخر قراءة : منذ 24 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3315 مشاهدات

    كيف أصبح "شات جي بي تي" مرجعاً لحياتنا؟

    • 426 مشاهدات

    الهندسة الخفية لتعفين العقل

    • 344 مشاهدات

    السم الأبيض؟ أسباب تجعل السكر خطرا على صحتك

    • 343 مشاهدات

    أهمية متسلسلة "فوريير" في التكنولوجيا

    • 341 مشاهدات

    صخب المبالغة: مأساةٌ وجودية!

    • 306 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3315 مشاهدات

    مهرجان الزهور في كربلاء.. إرثٌ يُزهِر وفرحٌ يعانق السماء

    • 2323 مشاهدات

    يوم الكتاب العالمي: إشعال شموس المعرفة بين الأجيال وبناء جسور الحضارات

    • 1341 مشاهدات

    من كربلاء إلى النجوم... طفل السبع سنوات يخطف المركز الأول مناصفة في الحساب الذهني ببراءة عبقرية

    • 1319 مشاهدات

    جعفر الصادق: استشهاد نور العلم في وجه الظلام

    • 1191 مشاهدات

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 853 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي
    • منذ 22 ساعة
    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة
    • منذ 22 ساعة
    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟
    • منذ 22 ساعة
    مودّة "ذوي القربى" جنّاتٌ خالدة
    • السبت 17 آيار 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة