تزامنا مع موعد نادي أصدقاء الكتاب الشهري ، كان موعد المناقشة هذه المرة يحمل عبقاً مختلفاً وذلك حيث انعقدت الجلسة في المرقد الطاهر للسيدة الطاهرة الشريفة بنت الحسن (صلوات الله عليها)، فكانت المناقشة في المرقد تحمل الروح والريحان ومكللة بألطاف السيدة الكريمة، كتاب المناقشة (الشريفة فاطمة بنت الحسن) لمؤلفها السيد هادي المدرسي (حفظه الله).
الانطلاقة الأولى للسيد هادي المدرّسي نحو تأليف هذا الكتاب بدأت بزيارة السيد إلى المرقد الطاهر للعلوية فاطمة بنت الحسن (السيدة شريفة)، وأكد سماحة السيد حينئذ عندما وجه .إليه سؤال حول مدى صحة انتساب هذا القبر لبنت من بنات الإمام الحسن (عليه السلام)، فقال سماحته: لا أشكُّ بأن الصديقة الطاهرة فاطمة بنت الحسن هي صاحبة هذا القبر، فحينما جاؤوا بالأسرى من الكوفة ثم أخذوهم إلى الموصل، ثم إلى بعلبك وإلى حلب، وبعدها إلى دمشق، وهي أطول الطريق وصولا إليها، عندما مرّ موكب السبايا من هذا المكان (مكان قبر العلوية شريفة) توفيت هذه المرأة المؤمنة الصابرة المجاهدة، التي تحملت كلما تحمله أهل البيت، وغسلها الإمام السجاد (عليه السلام)، لأن الصديقة لا يغسلها إلا صديق ووضعوا علامةً على قبرها باسم (شريفة)، فلم يثبت عندنا تاريخيا أن للإمام الحسن (عليه السلام)، بنتا باسم شريفة لأن الشريفة هي الصديقة وقد ظهرت على أيدي هذه الطاهرة معاجز كثيرة.
اختص الله تبارك وتعالى السيّدة الشريفة فاطمة بنت الإمام الحسن بعد جدّتها الزهراء بخصيصة منحصرة بها دون نساء العالمين، وانتجبها لهذا الشأن العظيم، إذ جعلهـا بنـت إمام، وزوجة إمام، ووالدة إمام، ولكل من هذه الصفــات الثلاثة امتياز كبير وفضيلة عظيمة، فلم يشاركها بهذا الارتباط الثلاثي أحد من أمهات المعصومين ولا بناتهم أو زوجاتهم.
هي بنت السبط الأكبر الإمام الحسن المجتبى علي، ووالدة ثمانية من الأئمة الطاهرين، مما يدل على عظيم مقامها عند الله وقربها الكثير منه سبحانه. وهي بعد ذلك صديقة بنص كلام إمامين؛ السجاد والصادق (عليهما السلام).
إن هذه المرأة الجليلة كان قبرها غير معروف لكثير من الناس لفترة طويلة من الزمن، وإنما بقيت علامة صغيرة على موضع قبرها حتى لا يزول الأثر تماماً، وشاء الله تعالى أن يُظهر كرامته عليها وعلى آبائها وأبنائها بعد القرون المتمادية، لتصبح باباً للتقرب إلى الله وإلى آبائها وأبنائها المعصومين، وينال المؤمنون بزيارتها الخير والبركة في حياتهم وبعد مماتهم.
ومما يشار إليه أن الكتاب موجز في شأن هذه السيدة الجليلة وهو يحمل في طياته ما ينوّر القارئ حول تاريخها ومكانتها وذكر لبعض معجزاتها الباهرة.
وجدير بالذكر أن نادي أصدقاء الكتاب أسسته جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية هادفاً إلى تشجيع القراءة والمطالعة عبر غرس حب الكتاب وفائدته في المجتمع .
اضافةتعليق
التعليقات