يسعى الانسان في هذه الدنيا ويسير نحو نهاية رحلة حياة تدعى بخط النهاية، ويثابر ويبقى يكد ويتعب حتى يكون وجها لوجه في مواجهة خاتمة مرسومة، الجميع بلا استثناء يرغب بخاتمة جميلة لحياته، والجميع بلا استثناء يرغب كذلك بترك بصمة تذّكر الاخرين به ولو بعد حين.. فأي خاتمة ترغب بها ايها القاريء الكريم؟ وأي نهاية سترسمها ريشتك في الحياة؟.
لا أحد بالتأكيد يعرف الخواتيم، وليس من أحد يدعي معرفته بما سيؤول اليه مصيره، تبقى الأقدار طي الكتمان ومهما حاول الناس كشف المستور، أو معرفة ما خبأه الله سبحانه للناس، فإنها محاولات فاشلة ويائسة ولن يكتب لها النجاح مهما تكهنّوا.. لأنها ببساطة شديدة رجم بالغيب ليس إلا.
هناك من الناس من يجزم مدعيا أنه بامكانه رسم خاتمته بنفسه، وهو ادّعاء باطل ويعوزه الدليل لإثبات صحته.. فكم رأينا أناسا ممن تعايشوا معنا كانوا يتمتعون بسيرة وسلوك جيديْن، لكنهم ما إن تغيرت ظروفهم حتى انقلبت حياتهم رأسا على عقب فكانت خاتمتهم يرثى لها..
إذن لا يمكن الجزم بخاتمة معينة لشخص ما مهما كانت نوع البدايات.
ربما قرأتم كتاب المؤلف الشهير (ديل كارنيغي): (كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس) لقد قيل عنه: انه مات وهو وحيد تماما.
أما الكاتب بنيامين سبوك مؤلف الكتاب الشهير: (الطفل والعناية به) أراد أولاده أن يضعوه في مأوى للعجزة!.
كذلك الكاتبة الكورية مؤلفة الكتاب الشهير: (كيف تغدو سعيدا؟) فقد قيل عنها: أنها شنقت نفسها بعد نوبة كآبة حادة مرت بها!.
إذن النهايات لا يمكن التنبؤ بها، أو التكهن بقرب حدوثها، بل إن الخواتيم لا تأتي وفق الأماني الفارغة أو التمنيات النفسية والأمزجة البشرية.. بل هي أقدار تأتي للبشر عاجلا أم آجلا وليس أمام الانسان السوي سوى أن يحث الخطى للسير في الطريق المستقيم ثم التوجه إلى الله سبحانه وسؤاله حسن الختام.
وإذا أراد الله بعبد خيرا أرشده إلى صلاح دينه ودنياه وختم له بخير، كأن يموت وهو في مجلس علم.. أو ساعيا في حوائج اخوانه، أو مجاهدا في ساحة حرب، أو أي ميتة خيّرة يرتضيها لعبده فيقال عنه: رحم الله فلانا لقد كانت خاتمته سعيدة.
فكل امرئ مرهون بعمله، إن خيرا فخير، وإن شرا فشر، وقيمة عمل المرء في حسن خاتمته وعن
النبي (ص) أنه قال: (إنَّما الأعمالُ بخواتيمِها).
ومن أسباب حسن الخاتمة: الاستقامة على العمل الصالح، وهي أن يَلزم الإنسان طاعة الله في كل أحواله، فمن عاش على شيء مات عليه، قال سبحانه: ﴿يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ﴾ (إبراهيم: 27).
كما إن حسن الظن بالله تعالى من أهم الأسباب التي يُوَفَّقُ بها العبد لحسن الخاتمة، وهو أن يرجو الإنسان سعةَ رحمةِ الله تعالى، وكرمِه في مغفرة ذنوبه، قال صلى الله عليه وآله: (لَا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلَّا وَهُوَ يُحْسِنُ الظَّنَّ بِاللَّه ربه).
اضافةتعليق
التعليقات