البابفي داخل كل منا طفل صغير، يفرح يحزن واحيانا يشاغب، كم مرة رأيت طفلك الداخلي.
هي من المسائل التي نحرص على اكتشافها: شفاء الطفل المنسي في داخلنا، فمهما كان سنك، هناك طفل في داخلك يحتاج إلى حبك وقبولك إيَّاه.
فأنت أيتها المرأة المستقلة القوية تملكين طفلة طيبة في داخلك تحتاج إلى مساعدتك وأنت أيها الرجل الجبار ففي داخلك ولد بحاجة إلى دفئ عطفك، هذا الطفل لم يترك يوماً ذاكرتك.
إنه سبب خلال صغرنا، إقتنعنا بأننا نتجنب قصاص الأهل إذا لم نخفق بأمر ما، فكلما رغب الطفل بالحصول على هدية ما ولم تصله يعتقد، ذلك وأنه غير صالح لذلك أو حتى أنه لا يستحقه.
كلما كبرنا في السن، كلما بدأنا بالتخلي عن أقسام من هويتنا ولكن حان الوقت الاعتراف بأنفسنا كوحدة كاملة متكاملة تجمعها عدة أقسام من هويتنا منها السخيفة منها الغبية، منها الخائفة أنا أؤمن أننا نملك طفلاً راشدا في داخلنا، وغالباً ما يسيطر الراشد على الطفل ويقمعه وهكذا تبدأ حربنا الداخلية ونبدأ بانتقاد ومن السهل أن تتحول هذه الحرب إلى نمط متكرر في حياتنا.
علينا أن نبدأ بقبول أنفسنا وألا نخاف على الطفل الراشد داخلنا أن يتفقا وأن يعمل معاً، وبالأخص، على الطفل في داخلنا أن يطمئن، فهناك من يحميه على سبيل المثال، إذا كنت تخاف من الكلاب في صغرك، جراء تجربة أليمة مثلاً، فاعلم أن الطفل في داخلك قد لا يزال خائفاً منها، فاعمل على حمايته والإهتمام به.
هل تم التأهيل بك خلال طفولتك؟
هل أسر أهلك عندما ولدت؟
هل كنت تشعر أنه مرغوب بك في صغرك؟
مهما كانت الأجوبة لهذه الأسئلة، رحب بالطفل في داخلك الآن، أهل به وافرح لوجوده وقل له أجمل العبارات، قل له ما تمنيت أن يقوله لك أهلك في صغرك ثمّ راقب النتائج. إذا كان أهلك مدمنين على شرب الكحول أو إذا كانوا يعذبون جسدياً في صغرك، تخيّلهم أهلاً صالحين طيبين، أعط الطفل في داخلك ما كان يرغبه منذ زمن طويل، فإذا شعر بالفرح والأمان، يثق بك من جديد.
كل ما تعلمته في صغرك ما يزال محفوراً في عقل الطفل في داخلك، فإذا كبرت مع أهل صارمين وقاسين، فلربما مايزال ذاك الطفل يتبع قوانين أهلك ويعيش في خوف دائم.
ربّانا أهلنا في الماضي وفق قناعاتهم، ولكننا اليوم نحن بأنفسنا أهلاً وعلينا التخلّص من كرهنا للماضي، فهذه مسؤوليتنا في الحاضر.
عامل نفسك بالطريقة عينها، كن سعيداً أنك على قيد الحياة وأنك موجود هنا على الأرض، ولكن إعلم أنك لن تحب نفسك بالفعل قبل أن تتعلم حب الطفل في داخلك.
في بعض الأحيان، أشعر بالضعف وأبكي لساعات، خاصة وأني طفلة ضحية سفاح القربة، ولكن سرعان ما أشعر أن الطفلة في داخلي تتألم وتشعر بالذنب أبدأ بالتأمل أثق بالقوة التي تحبني تحميني بكل عظمتها وجبروتها.
لا أروع من العلاقات مع الآخرين، ولكنها في الحقيقة، مؤقتة، نفسك أبدية وتعيش إلى الأبد، فأحب العائلة التي تكمن في داخلك، أحب الطفل والأهل والشباب ما بين الإثنين. تذكر أنك تملك مراهقاً في داخلك أيضا، رحب به ساعده وأحبه كما تفعل مع الطفل في غير أن علاقتك مع داخلك.
كنته من تری؟ اطفلا سعيدا أو حزينا؟ إذا وجدت طفلا خائفا، اسأل عن سبب خوفه وحاول أن تساعده. حاول أن تجلس خلال هذا العلاج، فإذا كنت واقفاً قد يسهل عليك الهروب في حال أصبحت العملية صعبة.
بإمكانك التواصل مع الطفل في داخلك من خلال الكتابة أيضاً، وبإمكانك استعمال قلمين بلونين مختلفين وكتابة السؤال بلون والجواب بلون آخر هذا تمرين شديد الفعالية. بالإضافة إلى الكتابة، بإمكانك الرسم أيضاً، فكنا نعشق الرسم والتلوين خلال طفولتنا إلى أن جاء معلمونا وعاقبونا كلما خرجنا عن حدود الصورة، إسأل الطفل في داخلك عن مشاعره حول حدث حصل في حياتك مؤخراً، ولاحظها من خلال الرسم.
إلعب مع الطفل في داخلك، قم بمشاريع يحبها، عندما كنت صغيراً، ما كانت هواياتك المفضلة؟ غالباً ما يمنع الراشد في داخلنا الطفل من المرح واللعب، فقم أنت الأمور السخيفة التي كنت تفعلها في صغرك، راقب أطفالاً يلعبون، ستعود بك الذاكرة إلى طفولتك مما يساعدك على الإهتمام بالطفل في داخلك.
اضافةتعليق
التعليقات