في اليوم العالمي للتسامح نقتطف قليلا من شذرات كتاب (التسامح أقوى علاج على الاطلاق) لكاتبهِ جيرالد جي جامبولسكي حيث عرَّف الكاتب التسامح على أنها عملية تحويلية من داخلنا يمكن أن ندع النموذج الذي يقول إنه ينبغي أن نبحث خارج أنفسنا عن السعادة الحقيقية وبتغيير بسيط في رؤيتنا للأمـور يمكن أن نحـرر أنفسنا من إقناع الأنا إيَّانا بأننا لكي نشعر بالأمان يجب أن نؤمن بأننا ضحايا ونتصرف بصورة دفاعية وهنا يكمن السجين الحقيقي.
فإن الخروج عن هذا المفهوم واجتيازه علينا أن نتوقف عن إلقاء اللوم على الآخرين اعـتـقـاداً منا بأنهم سبب تعاستنا، فيمكن أن نحتضن جوهرنا الروحي الحقيقي، لنكتشف في الحال أن ذلك كان دائماً منبع حبنا وسلامنا وسعادتنا، فما حدث ليس أكثر من هفوة بسيطة ولا داعي للتحقيق في الأمر وتضخيمه.
ومن المهم القناعة بأنه يمكننا أن نتعلم التـسـامـح في أي سن ومن أي شخص حتى مواقف صغيرة يمكنها تعليمنا فقط وسع حدقة العين خاصتك، وذلك بغض النظر عما يؤمن به سـواء أكان الماضي الذي مر به أم الطريقـة التي عامل بها الآخرين من حوله.
وجدير بالذكر أن هذا الكتاب تم اختيارهُ في (تحدي القراءة) الذي أقامتهُ جمعية المودة والازدهار الكترونياً واليوم العالمي للتسامح هو فرصة لإظهار آراء المشتركات في هذا الكتاب، حيث أفادت الفائزة الأولى أميمة السندي من تونس بأن: هذا الكتاب هو أحد الكتب التي يمكنها تغيير حياتنا بالكامل، فكلنا محتاجين لهذه الأداة العجيبة وهي التسامح لكي نتجاوز آلام الماضي، سواء كانت تلك الآلام تختلج في صدورنا بسبب خطايانا أو ظلم الناس لنا، فعلماء النفس اجتمعوا على أهمية التسامح والتراحم والتوادد والحب لكي تستمر الحياة بسلام في ظل هذا الكم من المشاكل.
وقالت الفائزة الثانية ضحى لعيبي من البصرة: يبعث هذا الكتاب عبير الحب والتسامح بين طيات أوراقه كل من يشعر أن التسامح ضعف سوف يغير نظريته عند قراءة هذا الكتاب فإن الكاتب جيرالد يتمتع بأسلوب كتابي سهل ومباشر يسهل على القارئ فهم الفكرة ويذكر الكتاب أسباب تجعل الناس غير مسامحين مع أنفسهم أولاً ومع الناس ثانياً ويشرح طرق التخلص من هذا الأسباب.
فلا شك أننا بحاجة أن نسامح ونتسامح فيما بيننا فالإنسان المتسامح تتحرر روحه من هموم وسلبيات قد تكون تافهة بعض الأحيان.
وأفادت الفائزة الثالثة زهراء إبراهيم من كربلاء: عندما تقرأ الأخبار حول العالم تصاب بالإحباط لكثرة المشاكل والحروب والإجرام ولو بحثنا واجتهدنا لعرفنا أن جميع المشاكل حول العالم أو في مجتمعنا قائمة على الإنفعال أو الكبت لمشاعر الغضب والإنزعاج وعدم التحمل فالمشاعر لو أخرجناها في وقتها لتسببنا في كثير من المشاكل وندمنا عليها في المستقبل ولو كبتناها لأثر على صحتنا، إذا أنت من الأشخاص الذين يكبتون مشاعرهم فستجد الحل في كتاب التسامح أعظم علاج على الإطلاق.
وأضافت المشاركة معصومة سالم: التسامح يحررنا من أشياء كثيرة فهو يخمد معاركنا الداخلية ويتيح لنا فرصة التوقف عن استحقار الغضب واللوم، إنه يسمح لنا بمعرفة حقيقتنا الفعلية وبوجود هذه الخصلة بقلوبنا يمكننا في النهاية ممارسة الإحساس الحقيقي بالحب، التسامح هو أفضل علاج على الإطلاق يسمح لنا بأن نشعر بالترابط أحدنا بالآخر وبكل أمور الحياة وإن للتسامح قدرة على علاج حياتنا الداخلية والخارجية فبوسعه أن يغير من الطريقة التي نرى بها أنفسنا والآخرين وكيفية رؤيتنا للعالم فهو ينهي بصفة قاطعة وللأبد الصراعات الداخلية التي يعاني منها الكثيرون منا وكانت بداخلنا في كل لحظة وكل يوم.
وذكرت لنا المهندسة فاطمة الزهراء عبد الرسول: يوجز الكتاب الأثر الروحي للتسامح وكيف يكون التسامح وسيلة للحصول على حياة أكثر سعادة وسلام وحرية حيث جوهرنا الحقيقي هو إننا كائنات روحية تسكن مؤقتاً في تلك الأجسام كذلك يوضح أهمية التسامح مع الذات حيث إنه الأساس للتسامح كما إنه يوضح العقبات التي تعترض التسامح ويضع طرقاً لتجاوزها.
وشاركتنا بنت الهدى عزيز رأيها قائلةً: إن من شأن التسـامح أن يفتح أعيننا على مزايا الآخرين بدلاً من أن نحاكمهم أو ندينهم وهو الطريق إلى الشـعور بالسـلام الـداخلي والسعـادة، ومن شـأنه كذلك أن يحررنا من سجون الخوف والغضب التي فرضناها على عقولنا.
فإذا كنا نريد التعرف على قيمة التسـامح أن نسـامح كل الناس وكذلك أنفسنا فإن علينا تغيير أنظمة معتقداتنا ويمكن أن نبدأ بالتخلي عن معتقد الأنا، وإحدى الطرق التي يمكننا أن نتخذها هي تغييـر الطريقة التي نرى بها أنفسنا.
وقالت حوراء حسين عبود: العقل غير المتسامح دائماً يرفض التسامح مع الآخرين بسبب الأفكار الملازمة له التي تفرض نفسها على النفس البشرية وتتحكم بكلامه "فهي التي تُسيرة" والشخص الحقود أو غير المتسامح يشعر دوما بالإنفعالات والأحاسيس السيئة واللوم وهذا ما يسمى "بجلد الذات" وهذا الكتاب يساعدك بالتعرف على هذه المفاهيم وحلول للكثير من المشاكل بينك وبين ذاتك.
وذكرت آمنة عدي: التسامح يسمح لنا بأن نشعر بترابط أحدنا بالآخر وبكل أمور الحياة، إن للتسامح قدرة على علاج حياتنا الداخلية والخارجية فبوسعهِ أن يغير من الطريقة التي نري بها أنفسنا والآخرين وكيفية رؤيتنا للعالم فهو ينهي بصفة قاطعة وللأبد الصراعات الداخلية التي يعاني منها الكثيرون.
وأصافت الكاتبة زينب التميمي رأيها قائلةً:
كان كتاباً رائعاً ومؤثراً لم يأت التأثير على القارئ عبثًا أي ليس كل كتاب نقرأهُ قد نتأثر بمحتواه ومايذكرهُ الكاتب إذ لم يكن الكاتب نفسه قد طبق كل مفردة كتبها على حياتهِ الخاصة فما يخرج من القلب يدخل إلى القلب وما يخرج من اللسان لا يتعدى الأذنان.
ومن يقرأ الكتاب ستتغير نظرته لمفهوم التسامح عموماً وخاصةً مع النفس والذات فهو أكثر ما ركز عليه الكاتب إذ إنهُ يعلم إن الناس قد يُطبقوا التسامح [أي مسامحة الناس] أما مفهوم التسامح مع الذات والنفس فهذا قلَّ ما نجد من يُطبقه.
كما زرع الكاتب في قلب كل قارئ أمل وحب لنفسه وذاته حينما ذكر أن التسامح في معناه الأعمق هو أن نسامح أنفسنا و(الوقت ليس مبكراً على التسامح كما أنه ليس متأخراً لنُسامح).
ختاماً أن تتسامح مع نفسك ومع الآخرين هو اطلاق سجين داخلك فكم من سجين داخلنا يحيا خلف قضبان الحقد، الخوف، الكره، الغضب وغيرها من المشاعر السلبية التي تحرمنا من العيش براحة وهناء. سامح وأطلق سجنائك.
اضافةتعليق
التعليقات