ليس أصعب على أي أم وأي أب من أن يبتلى بإبن عاق, يعامله بقسوة, وغلظة, ويتأفأف, وينظر إليه بحدة وعبوس, إذا ماطلب منه فعل أي شيء, أو مساعدته في إتمام أي عمل, خاصة لو كان مريضاً وفي حاجة إلى العون, والدعم..
فهذا أمر جد محبط, ومحزن, وممزق للروح والقلب, ويؤدي إلى الندم, والأسف للزواج من الأساس, وولادة هذا الأبن العاق, القاسي..
فمع وصول الأولاد, والبنات إلى سن المراهقة, وشعورهم بأنهم كبروا, يبدأ معظمهم في التمرد, ورفض الانصياع لرغبات وأوامر آبائهم, وأمهاتهم؛ ظناً منهم أن ذلك يؤثر سلباً على شخصياتهم التي يريدون أن تكون مستقلة وليست تابعة لأحد كائناً من كان!..
فتجد بعضهم يشيحون بوجوههم عنهم وهم يحدثونهم, أو يقاطعونهم بشكل غير لائق, ويكذبونهم, ويجادلونهم جدالاً مرهقاً لا جدوى منه.. ومنهم من يرفضون تنفيذ ما يُطلَب منهم بطريقة غير مهذبة, ومنهم من يرفع صوته على أمه أو أبيه, وينهر, ويشتم, بل ويترك البيت من دون استئذان, أو إعلامهم إلى أين سيذهب!..
فالبنون زينة الحياة الدنيا, لو كانوا بارين, محسنين, أتقياء, مطيعين أمهاتهم, وآبائهم, ويخفضون لهم جناح الذل من الرحمة, ومساعدتهم, خاصة في الظروف, والأوقات الصعبة..
أما من هم خلاف ذلك من الأولاد الذين يتعبون والديهم, ويعصونهم, ويبخلون عليهم بالمشاعر, والوقت, والمال, ويهملونهم حال احتياجهم إليهم, أو يهينونهم, ويتطاولون عليهم بالسب أو الضرب كما يفعل الكثير منهم في زماننا هذا, ومع كل الأسف؛ فهؤلاء يعتبرون بلاءً ونقمة, ووبالاً على أمهاتهم وآبائهم, ولا أبالغ إذا قلت إنهم كارثة يصعب تحملها طويلاً, الأمر الذي يدفع العديد من الأمهات والآباء إلى الدعاء على أنفسهم, أو الدعاء عليهم للخلاص من ويلات ما يعانون بسببهم..
قال تعالى: { وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفًّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً* وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلَّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبَّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً}. (سورة الإسراء- آية 23,24).
رفقاً بالوالدين أيها الأولاد وأيتها البنات أتقوا الله في أبويكم.
اضافةتعليق
التعليقات