حلقت بأجنحة النجاح لتحط في ارض الفرح والتفوق، غمرتها سعادة لاتستطيع وصفها بكلمات، عبرت عنها بدموع غامرة قد أغرقت خديها وهوت ساجدة باكية تشكر الله على ثمار تعبها الذي جنته بعد سنوات من دراستها، استطاعت ان تأسس لنفسها كيانها الخاص وان تتذوق طعم الفرح بنكهة التفوق الذي أحرزته، غير مكترثة لمن يحاولوا ان يحبطوا من عزمها، تجاهلت كل الم كاد ان يهدم صبرها محاولا اجهاض تفاؤلها، فهي تمثل الصلابة بتفانيها وصبرها وتردد غدا سيكون اجمل..
مرت الايام، تغيرت حياتها، وكذلك حياة رفيقاتها اللاتي كن معها، منهن من تزوجت واُخرى أنجبت وغيرها قد خُطبت، بدأت الأسئلة توجه اليها من الذين كانوا معها، لم الى الان انتِ غير متزوجة؟! الم تجدي رجلاً مناسباً؟! الم يقدم احد لخطبتك؟! فقد فاتك القطار ومر العمر كالبرق دون الشعور به وأصبحت عانس لايرغب احد بالزواج من فتاة متقدمة في العمر مثلك!!
سمعت الحديث الذي دار بين زملائها في العمل، وحزنت لكنها لم تبدِ ذلك الحزن بل اخفته بين ملامح وجهها البشوش وابتسامتها دائمة الحضور، لان قلبها قد تعود على وتيرة الحزن وسئمت من سماعها المعزوفة الحزينة.
عندها بدئت بالتفكير وأخذت تتساءل مع نفسها، ترى لماذا لم يقدم احد لخطبتي؟! هل لأنني قبيحة وملامح وجهي غير جميلة؟! ام لأَنِّي ذات بشرة سمراء ام لأنني تقدمت في العمر؟! اعلم اني سيئة حظ!! كلما ارادت ان تبتسم يصفعها الحزن، عندها جلست في احد أماكن الاستراحة في مكان عملها وأخذت تبكي دون ان يراها احد، ثم رفعت رأسها للسماء تنظر اليها بنظرات خجولة وعيون غارقة بدموعها، بعدها التفتت الى احد جوانبها لترى كتيب صغير عنوانه: معاجز الامام علي (عليه السلام).
جذبها العنوان، التقطته وبدأت تتصفح اوراقه، عندها استوقفتها ورقة عنوانها "حقيقة ياعلي مدد" أخذت تقرأ تلك السطور بتمعن وابتسامة، قد غمرها الأمل والنور عندما عرفت ان المدد هو الامام علي (ع)..
تقول الحكاية: عندما قل عدد الجنود في معركة احد وتكاثر المشركون بغية قتل الرسول فقام (صلى الله عليه وآله وسلم ) ودعا ربه فقال: يارب مدد.. واذا بتراب يشق عباب المسلمين ويعلوها ويضرب ذات اليمين وذات الشمال وعند اقترابه تبين للنبي ان الفارس الذي أتاه هو الامام علي (عليه السلام) فقال الرسول انت المدد ياعلي.
عندها مسحت دموعها وشقت حزنها بابتسامة مليئة بالامل و نهضت لتستأنف عملها، وأخذت تردد ياعلي مدد في جميع مقاصدها، وأصبحت لم تأبه لكلام احد لانها قد غرقت في عشق إمامها وسلمت أمورها بيد الله وإمامها..
مرت الأيام وهي على حالتها تدعو وتردد ياعلي مدد.. حتى طرق الفرح بابها وأخذ بيدها وسكبت طيات السعادة الالهية فرحا لتجعل قلبها يتراقص مع نسمات هادئة واشعة الشمس تتمايل مع أنغام فرحها، ثم بعد ذلك اقدمت فيه على دراسة الماجستير وأخذت الامتياز وبعدها عملت أستاذة جامعية وكانت أيضاً متميزة في عملها وتمكنت من احراز النجاح في حياتها كعادتها ليس فقط العملية وإنما حياتها الشخصية أيضاً..
بعد ذلك تقدم اليها استاذ معها في الجامعة لتبدأ رحلتها في التغيير بعد التقدم الباهر في عملها لتنتقل الى المرحلة الثانية، وأنجبت طفلا أسمته علي وعاشت سعيدة ببركة ماقرأته عن حقائق الامام علي (عليه السلام). وعندها أخذت عبرة ودرس ان من تمسك بأهل البيت لم يخب قط..
السلام عليك ياابا الحسن يا أمير المؤمنين.. سيدي ماخاب من تمسك بكم وأمن من لجأ إليكم.
اضافةتعليق
التعليقات