إلى النصف الآخر من المجتمع الانساني، قسيم المرء، أماً او اختا اوبنتا او زوجة.. الى المرأة المسلمة والتي تنتمي الى الدين القويم الذي يضمن لها الكرامة والحقوق المشروعة بأكمل وجه، الدين الذي يبني علاقاته على اساس الفهم والمودة والانسجام مع ابناء النوع البشري الكبير وفي أعلى مراتب الرقي والتقدم..
العلاقه الزوجية رباط مقدس بين الزوجين يقوم على اساس المودة والرحمة والثقة والتقدير والاحترام بينهم، وللمرأة البنت حقوقها الثابتة حيث يقول الحديث: (الولد نعمة والانثى رحمة والنعمة يحاسب عليها والرحمة يشكر عليها).
واما المرأة الاخت فقد امر الاسلام باحترامها والوقوف أمامها في كل مراحل الحياة. ونتطرق هنا لسيدة نساء العالمين سلام الله عليها حين طلب الامام علي (ع) يد فاطمة من ابيها لتكون زوجة له وطلب من الرسول ان يأخذ رضاها في الزواج فدخل النبي (ص) على ابنته الطاهرة فاستقبلته ونزعت نعليه وأتته بالوضوء وغسلت رجليه، فقال: منذ كان علي وعرفت قرابته وفضله واسلامه، إني سألت ربي ان يأتني بخير خلقه واحبهم إليه وقد خطبك مني فما ترين، فسكتت ولم تولي وجهها كما فعلت عندما خطبها غيره. ولم ير الرسول كراهة فقام وهو يقول: الله اكبر سكوتها إقرار.
فأتاه جبرائيل وقال: يا محمد زوج النور من النور فإن الله رضيها له ورضيه لها فأخذ النبي (ص) ببركة الله وباسم الله وادخله على الصديقة بمهر متواضع وهو درعه الذي صرفت قيمته في تجهيز البيت، والمهر ليس بكثرته وانما هو رمز شرعي. وقيمة المرأة هي عظيمة فوق الماديات.
وشقت الزهراء حياتها مع زوجها بكل ثبات وعزيمة وشاركته الجهاد على مصاعبها بأعمال الطحن والعجن والخبز وسد حاجة فقراء المدينة من القوت وتربية اطفالها.
ولكي تتأصر العلاقات المتينة بين الزوجين وتزدهر اوجب الشرع حقوقا وواجبات على كل واحد من قياديي مؤسسة الاسرة القيام بها وإن اي إخلال من شأنه ان يهدم هذه العلاقة المقدسة فيتحول الحب إلى كراهية والصداقة الى عداوة. قال تعالى: (يا ايها الذين آمنوا إن من أزواجكم واولادكم عدو لكم فأحذروهم).
وبما ان الاسلام اهتم بالاسرة لقد وضع التشريعات الناجحة في مجالات الحياة وفي نظام الاسره حفاظا من الانشقاق والشقاء فعلى الزوج ان يقوم بالمؤن والرعاية والعطف. والزوجة عليها ضمان السعادة والانسجام وتوفير حياة مستقرة سعيدة.
واجب الزوجة طاعة الزوج في حدود اوامر الله والاستئذان قبل الخروج من المنزل واستقبال الزوج بكل شوق وحرارة ورسم البسمة على شفتيها لمسح اتعاب الحياة والهموم وتقوية روابط المحبة والمودة.
وحسن تربية اطفالها على تعاليم الدين الاسلامي وطاعة الوالدين واحترامهم، والزوج عليه مطلق المسؤولية في مؤسسة الاسرة وذلك لتكوينه الجسدي ولتحمله الصعاب والمسؤوليات. حيث قال تعالى: (الرجال قوامون على النساء).
وخير قدوة لنا في النساء هي الزهراء سلام الله عليها في صبرها ووقوفها بالشدة مع زوجها، لم تغضبه ابدا في حياتها ولم تختلف مع امره وهي المستجابة لأمر ربها والمتمسكة بحجابها في كل الظروف وحبها لابيها ولزوجها وابنائها.
إن الاسلام يؤكد دائما بأن ننمي في نفوسنا الحب والعطف والحنان بين افراد الاسرة لأن الحب ينبوع العاطفة، والمحور الرئيسي في الاسرة هو الام. كما قيل: الام مدرسة اذا اعددتها اعددت جيلا طيب الاعراقِ..
اضافةتعليق
التعليقات