إن العيش باطمئنان وسعادة من ضروريات الحياة لكل انسان لذا يجب على الإنسان البحث دائما عن الاستقرار والراحة، ولا توجد حياة دون المشاكل والخلافات فهذه هي التوابل التي تعطي للزواج مذاقه الخاص، ولكن التعامل السليم مع هذه المشاكل هو الذي يجعل الزواج يستمر ويدوم، ولأهمية هذا الموضوع ارتأت بشرى حياة ان تناقش ذلك مع الكاتبة فهيمة رضا، فكانت بداية طيبة افتتحناها بمعرفة بسيطة عن حضرتها، فقالتْ:
طالبة علوم دينية وسنة أولى علم النفس، من مواليد 88، مدربة تنموية بإذن الله.
ثم سألناها: برأيكم ماهي النقطة الاساسية التي تنطلق منها المشاكل الزوجية؟
-لتجيب لنا، عدم المعرفة، فجميع مشاكل الكون تبدأ من عدم المعرفة والجهل عندما يكون الانسان جاهلا سوف يقع في المشاكل أينما كان!.
-ثم اتبعنا ذلك بسؤال:
كيف يمكن درء مشكلة عدم المعرفة بين الزوجين والتي كثيرا ما تؤدي الى انحدار هذه العلاقة المقدسة؟
-لتجيب، للأسف مجتمعنا يخاف أن يتعلم ويكون عنده ثقافة في مسألة الزواج، فكثير من العوائل تستحي ان تتكلم عن الزواج لذلك يدخل الولد أو تدخل البنت الى عالم الزواج وهما لا يعرفان أي شيء، هكذا يدخلان في مأزق كبير وانحطاط ومن ثم الانفصال.
-كثيرا ماتحدث مشكلات بأسباب مثل تدخل العوائل، كيف يمكن ان توفق المرأة بين رغبات زوجها ورغبات الافراد الذين يسكنون معها؟
-من كان مع الله كان الله معه، عندما الانسان يتعلم ان يعمل كل شيء خالصاً لوجه الله، الله سبحانه وتعالى يساعده في المقابل ويكون عونه في أحلك الظروف، يجب ان نعرف ان رضا الناس غاية لا تدرك فدائما هناك من لا تعجبه أفعالك مهما فعلت لأجله لذلك يجب ان يجعل الانسان رضا الباري أمام عينه كي لا يقع في الهاوية، فأهل البيت عليهم السلام أفضل قدوة حيث يعلمنا أمير المؤمنين سر النجاح في العلاقات حيث يقول: لا تكن يابسا فتكسر ولا ليناً فتعصر.
-تعاني بعض الزيجات وكذلك الازواج من فتور في التعامل بينهما حيث تشكي الزوجة من اهمال زوجها وكذلك الزوج فبرأيكم كيف يمكن معالجة هذه الحالة؟
-العلاقة الزوجية كبذرة تحتاج الى رعاية مستمرة، ان اردنا ان تنمو وتعطينا الثمرة يجب ان نهتم بها، عدم الافراط والتفريط يجب أن يكون هناك تناغم بين الزوجين أي الانسجام وعدم التنافر بين قطبين أو طرفين، عاطفة المرأة رمزها وعقل الرجل علامته الفارقة، بتوافق العاطفة والعقل يتم وضع الأسس الأولية لصنع أسرة متميزة، من الجميل أن يشعر الإنسان بالاهتمام والحب، فالكائن البشري بطبيعته يبحث عن الاهتمام وينجذب نحو من يعطيه الرعاية.
لو يعرف كل من الشريكين وظيفته لن تحدث أي مشاكل وأكثر هذه المشاكل مفتاحها بيد المرأة حيث إنها تستطيع أن تفعل كل شيء لتصل إلى مبتغاها.
-الخيانات الزوجية موضوع اصبح سائدا اليوم في الكثير من العلاقات التي انتهت بالطلاق وحتى تلك التي لم تنتهي، فما العلاج لهذا المرض الفتاك وكيف يمكن ان تتعامل الزوجة مع هذا الموضوع؟
-عندما تعاني العلاقة من فراغ وفجوة بالتأكيد ينتهي الأمر إلى ما لا يعجبنا بالتأكيد فالخيانة الزوجية أحيانا تكون بسبب مرض نفساني "في قلوبهم مرض" ولكن كثير من الأحيان بسبب إهمال أحد الزوجين عندما لا يوجد الحب في العلاقة سوف يتدمر كل شيء ولكن هناك نماذج كثيرة توجد في المجتمع مع المشاكل والعوائق الكثيرة الزوج متمسك بزوجته والزوجة كذلك ولكن عندما يختفي الحب وتصبح الحياة روتينا متعباً سوف يهرب كل من الطرفين إلى ملجأ أمان في أحضان الغرباء ليحصل على قليل من الحب والعاطفة ويشعر بأنه لا زال مرغوباً، وعدم الإيمان بالمبادئ يجعل الانسان يفعل كل شيء!.
-وكيف يمكن التصرف في هذه الحالة؟ خصوصا مع حساسية المرأة من ذلك وقد يؤدي انفعالها الى اصرارها على الطلاق فكيف تنقذ العلاقة؟
-بالتأكيد من أهم عطايا الله للإنسان كرامته، ففي هذه الحالة تشعر المرأة بعدم الثقة بنفسها
وإنها مهانة، لذلك يجب أن يدقق الرجل في هذه الخطوة ويجعل هذا الأمر أمام عينه بأنه بهذه الأفعال سوف تنكسر زوجته ومن المستحيل أن ترجع كما كانت ربما تبقى ولكن تبقى مكسورة لا تستطيع أن تعطي الحب والحنان كما في السابق.
هذه القضية صعبة جدا فلا نستطيع أن نعطي آراء إلا إذا عرفنا كل شيء عن العلاقة والأمور التي أدت إلى الخيانة ولكن الطلاق أبغض الحلال كما ورد في الروايات!
لا أقول أن تصبر المرأة وتسكت عن حقها ولكن باستطاعتها اللجوء إلى مراكز المشاورة الأسري وتتكلم وتأخذ حقها.
اضافةتعليق
التعليقات