من الظواهر التي استشرت مؤخرا في الوسط الاجتماعي هي ظاهرة التوصيل السريع للأطعمة (الديلفري) وهي شراء المأكولات من المطاعم بطريقة التوصيل إلى المنازل حيث ساهمت هذه الظاهرة بالإسراف المادي وعدم القناعة فضلا عن الأضرار الصحية للبعض منها...
(بشرى حياة) تنقلنا عبر سطورها لمعاناة العوائل بهذا الجانب:
بديل مؤقت
تنقل أم طيبة تجربتها وهي تلوم نفسها قائلة: كنت موظفة وطالبة في الوقت ذاته ولا يسعني تحضير الطعام بعد عودتي مساًء من الجامعة لذى اعتمدت بشكل كامل على شراء الأطعمة الجاهزة (الديلفري) كحل بديل مؤقت، غير أن الأمر خرج عن السيطرة فبعد تخرجي وتفرغي بات الأولاد لا يرغبون بتحضير الطعام في البيت وكثيرو الشكوى لاعتيادهم على الأطعمة الجاهزة، عكس والدهم فقد كان بشوق للطهو في البيت.
فيما قال الحاج أبو عيسى ممتعضًا: أنا أعشق الطعام المطبوخ في المنزل فقد كانت زوجتي (رحمها الله) حريصة على ذلك إلا أن زوجة ابني عكسها تماما، فهي تتذمر حينما تعد الطعام مما يفقده طعمه.
فحتى نكهة الطعام اختلفت عما مضى فقد كانت لسيدة البيت بصمة لذيذة أستطعمها وأعرف من خلالها أن هذا الطعام من صنع يديها اليوم اختفت تماما كلما طلبت زوجة ابني طعام (الديلفري).
وأضاف: ما زلت أستذكر أيامي تلك حينما كنت أنتظر بشغف لتحضير الطعام وأنا أستنشق رائحته المنبعثة من المطبخ لتجلس جميع العائلة على المائدة ننتظر بقناعة ما رزقه الله لنا.
من جانبه قال أبو سيف (موظف): لقد اضطررت لشراء الطعام السريع وأحيانا أبتاع من سيدة تعمل في هذا المجال في زقاقنا وذلك لأن زوجتي لا تجيد الطهي بشكل جيد.
ويشتاق أبو ياسر إلى العديد من الأكلات التي كان يأكلها في السابق فبحسب قوله أن الأطعمة التي تصل بصورة سريعة متشابهة بالطعم فقط الاسم هو ما يوحي بتنوعها.
اعترافات نسوية
وتعترف السيدة أم كوثر (مهندسة) بأنها من أطلقت العنان لهده الظاهرة فقد شعرت بالضيق والملل من تحضير الأطعمة في البيت فكان السبيل لكسر الروتين هو ابتياع المأكولات السريعة غير أن الاولاد باتوا يفضلون الأطعمة الجاهزة ويطلبونها بتكرار، والآن هي تسعى جاهدة لتعيد الأمر إلى نصابه من جديد.
وتشاطرها الرأي أم غيث فهي الأخرى أحبت تجربة بعض المأكولات غير أنها اعتادت على طعمها حتى باتت لا تفضل صناعتها في البيت وإن كانت نفس الوجبة.
مصاريف إضافية
وكانت لنا وقفة مع الباحثة الاجتماعية نور مكي الحسناوي لتحدثنا بهذا الجانب قائلة: تستأصل ظاهرة طلب الوجبات السريعة (الديلفري) كل نظام أسري اجتماعي كان يجمع الأسرة على مائدة واحدة، فضلا عن التكاليف المادية لأنها تعد مصاريف إضافية ترهق كاهل رب الأسرة.
كما تتسبب الوجبات السريعة بالسمنة فهي نظام غذائي غير صحي وذلك بسبب الدهون المكررة الاستخدام ناهينا عن مصادر اللحوم المستهلكة لبعض المطاعم ونسبة النظافة أيضا.
ختمت الحسناوي حديثها: تعود هذه العادات الدخيلة إلى السيدة نفسها فهي التي تشجع على ادخالها إلى العائلة وهي من تمنع ذلك كما يمكن أن توزاي بين الجانبين بخروج العائلة شهريا لتناول الطعام خارجا كنوع من التغيير والترفيه.
أما السيدة التي تفتقر إلى تجهيز وجبات طعام متنوعة يمكنها أن تستعين بمواقع التواصل المختصة بهذا الجانب فهي كثيرة على المنصات الالكترونية وتفي بالغرض من حيث المحتوى وهذا ليس فقط يجمع شمل العائلة على مائدة الطعام بل يحرص على عدم إهدار المال على الوجبات السريعة، فضلا عن تجهيز غذاء صحي ونظيف وآمن.
مخاطر الأطعمة الجاهزة
وختام جولتنا كان مع أخصائي التغذية العلاجية الدكتور أمير الأسدي حدثنا قائلا: نحن نحذر من استهلاك الأطعمة الجاهزة والوجبات السريعة (الديلفري) والسفري وذلك لأنها سبب رئيسي للعديد من المشاكل الصحية منها: السمنة وأمراض القلب والشرايين والسكري والضغط، لاحتوائها على كميات كبيرة من مصادر الكاربوهيدرات (السكريات) لإضافتها صلصات كثيرة و محليات لجعل الوجبات لذيذة والدهون المتحولة بسبب حرق زيت الطعام لأكثر من مرة خلال مرحلة الطبخ والقليل من يتم استبدال الزيت على مدار اليوم.
كما تعد مصدر رئيسي للإصابة بأمراض الالتهابات المعوية وجرثومة المعدة وسرطان القولون والتسمم بسبب عدم التأكد من نظافة الوجبات المقدمة من قبل بعض المطاعم وذلك يعتمد على نظافة طاقم المطبخ (الشخصية وأواني الطبخ ومعدات تحضير الطعام) ولذلك يجب التقليل بشكل كبير من استهلاك الأكل السفري وخصوصا الأطعمة الي تُوضع في أواني جاهزة (بلاستيكية) فإنها تحوي على مادة (بلوليسترين) وهي مادة مسرطنة عند تعرضها إلى الحرارة تتفاعل مع الطعام فيجب الحذر منها جدا لأنها الأساس في زيادة الأمراض السرطانية، لذا ينصح بتقليل استهلاك الأطعمة الجاهزة وتناولها فقط يوما بالأسبوع لتفادي المشاكل الصحية أعلاه، مع تمنياتي للجميع بالصحة والعافية.
اضافةتعليق
التعليقات