في زمن الألم والحرمان نبحث كثيراً عن أسرار ازدياد الرصيد المادي بل وحتى المعنوي في حياتنا والوصول إلى أعلى المستويات والحصول على أفضل الأشياء.
التقدم والحياة الجميلة حلم الجميع، من منا لا يعجبه الحياة الرغيدة وكثرة النعم والخيرات،
جميعنا نتساءل عن كيفية زيادة النعم وجلب المزيد إلى حياتنا ولكن هل الجميع يحظى بزيادة النعم أم انها تطير كسرعة البرق من بين أيدينا ونحتاج إلى سنوات متتالية من العمل الدؤوب كي نحصل على ما نريد.
يا ترى كيف بامكاننا الحصول على المزيد؟
الامام علي بن محمد الهادي عليه السلام يشرح لنا كيفية الاستثمار حيث يقول: "الْقَوُا النِّعَمَ بِحُسْنِ مُجَاوَرَتِهَا، وَ الْتَمِسُوا الزِّيَادَةَ مِنْهَا بِالشُّكْرِ عَلَيْهَا".
كيف نحسن المجاورة؟
من حسن المجاورة أن يعرف الانسان من أين أتت النعم ومن المُنعِم وكيف رحمنا ورزقنا رغم مآسينا و ذنوبنا.
من حسن المجاورة أن يعرف الانسان كيف يتعامل مع النعم وكيف يستفيد منها وكيف يخرج حقوق الآخرين من هذه النعم التي تحت يديه وهو متنعم بها.
من حسن المجاورة أن يعرف الانسان بأن عليه أن يكون حذراً في التصرف كي لا يسيء التصرف بالاسراف واقتراف الذنوب ويضيع النعم.
من حسن المجاورة أن يكون ممتنا ولا ينسى صاحب الفضل الحكيم الخبير.
النعم مراتب
النعم نصيب فالبعض يحصل عليها والبعض ينحرم منها، ربما نستطيع أن نشبه النعم بمراحل الدراسة إذا نجح الانسان في المرحلة الأولى يستطيع أن يتقدم ويرتقي إلى المراحل الأخرى والاستعمال الصحيح يفتح المجال للبركات وزيادة النعمة كما يقول مولانا التمسوا الزيادة منها بالشكر عليها.
الانسان يجب أن يكون يقظاً ليعدد النعم ويعرف قدر النعمة حتى لا يفتقدها بسبب اهماله، عندما يشكر المرء ربه على النعم يبين معرفته وخلقه الرفيع والانسان الشاكر يكون شخصاً إيجابياً لأن السلبيين يتذمرون على الدوام ولا يرون أي شيء سوى البؤس.
الانسان الشاكر يكون مرضياً عند ربه لأنه يعرف أن كل شيء لله سبحانه وتعالى ولديه معرفة وعقل واع والشخص الشاكر يكون مقبولا ومحبوبا بين الناس، يستطيع أن يقرر مدى بقاء النعم عن طريق أفعاله.
الامام يعلمنا نهج حياتي جدا مهم وهو الامتنان والشكر، عندما يتعلم الانسان أن يشكر النعم سوف يكون ناجحاً في مجال علاقاته (مع ربه) و (مع الناس جميعا) هكذا يضمن بقاء النعم والزيادة.
اضافةتعليق
التعليقات