السادس الاعدادي هذا الصف أو المرحلة الدراسية التي يعتبرها الواصل إليها المطب أو اللعنة التي تحل عليه.
رغم كل ما يحيط بالطلاب في كل المراحل الدراسية من الابتدائية إلى الاعدادية إلا أن السادس الاعدادي وبفرعيه الأدبي والعلمي يبقى محور الخوف وتأزم الحالات النفسية والعصبية للطالب.
بالاضافة إلى وجود عدد من المعاناة التي لاعد لها ولاحصر من حالات نفسية وتوفير مستلزمات الدراسة وامكانيات مادية للمدرسين الخصوصيين ووجود مدرسين جيدين لكي يستوعب الطالب شرحهم الى غيرها من الأمور التي يعاني منها طالب السادس الاعدادي.
في استطلاعنا هذا ركزنا تركيزا مباشرا على أغلب المعاناة أو الشائعة منها وقمنا بسؤال عدد من الطالبات والطلاب في السادس الاعدادي عن معاناتكم؟ وهل لكم حلول لها؟
فبدأنا بالطالبة أريج خير الله طالبة في الصف السادس العلمي هي مهجرة تركت الدراسة العام الماضي بسبب العصابات الارهابية التي هددت بقتلهم إذا لم يغادروا بيتهم فأضطرت العائلة إلى المغادرة وتركت على أثرها الدراسة تقول: إن ماأعانيه هو بالاضافة إلى تغيير المكان والمدرسة والمدرسات إلى التفرقة والتمييز بين الطالبات على الاساس الطبقي أي إن فلانة من عائلة غنية، أو إن فلانة والدها في المجلس المحلي فالمدرسات يقدرونها بسبب حالتها المادية، أو أحد أقاربها في منصب ما ممكن أن تكون هنالك مصلحة مشتركة بين المدرسات أو الادارة. وهذا ينعكس على حالة الطالبات الأخريات إذ إنه بالطبع سوف يؤثر ذلك على حالتهن النفسية. وهذا شيء غير لائق. وأما الحل فهو القضاء على أشكال التمييز والتفرقة وفي كل المجالات وبما إننا في دولة مسلمة والاسلام أكد تأكيد صريح على إلغاء الامتيازات الطبقية والعرقية والمذهبية لذا لابد من الالتزام بذلك والتعامل مع الطالبات على أساس اجتهادهن وأداءهن لواجباتهن وبشكل صحيح وجيد.
أما الطالبة هبة حاتم طالبة في السادس العلمي ولقد قام أهلها بوضع مدرسين خصوصيين لها في العطلة الصيفية الفاصلة بين الخامس والسادس. تقول: إن الخوف الذي يعتري الطالب عند دخوله السادس هو خوف لايمكن وصفه، فمثلا أنا حافظة المنهج الدراسي تقريبا عن ظهر قلب لأن مدرسين في العطلة ومدرسين بعد العطلة وتحضير يومي وأسئلة خارجية واسئلة وزارية لسنوات ماضية كل هذا يجعلني أحصل على معدل جيد يؤهلني إلى كلية جيدة، لكن في داخلي خوف من أداء الامتحانات النهائية لعدم ثقتي بنفسي مثلا ..أو الضغوط التي يلاقيها طالب السادس من الأهل من جهة أو المدرسة من جهة أخرى أو حتى من المجتمع أو إن الوزارة تفاجئنا بأسئلة خارجية أو ............الكثير .
والحل بنظري هو أولا الثقة بالنفس وهذا مهم جدا وقبلها الاتكال على الله لأنه هو الوحيد الذي ينجينا من كل المصاعب والمحن وكذلك تشجيع الأهل ودعمهم للطالب ورفع الروح المعنوية له كأن يقال له أدي الذي عليك واترك الباقي على الله وأعتقد هذا شيء مهم.
أما الطالب سيف عدي السادس الأدبي يقول: نحن في السادس الأدبي لانحتاج إلى مدرسين كما هو حال السادس العلمي لكن يبقى الخوف والتردد وأمور أخرى مثلا الاسئلة الوزارية يعتمد على اسلوب معين في كل سنة لها اسلوب يختلف عن السنة الماضية والطالب تعود على أسئلة روتينية مثل عدد، اكتب، اشرح، ماتعليل، لكن في السنين الحالية يختلف الأمر حيث بدأ اسلوب الاسئلة التفكيرية التي تعتمد على اسلوب استنباط الجواب من السؤال ،أو ما نسميه فيه( فيكة) معينة أو(لوفه) فالحل بنظري ولو إن بعض المدرسين
بدأوا في تعويد الطالب على نمط الاسئلة الوزارية من البداية واعتماد أساليب تدريسية حديثة لتحريك مخ الطالب وحثه على اسلوب التفكير الجيد والتوصل إلى الجواب المناسب ومن تلقاء نفسه وترك الاسئلة التقليدية التي تجعل من الطالب عبارة عن حافظة معلومات صماء تسرد الأجوبة وبدون تفكير.
ورأي الطالب سلام عصمت في السادس العلمي لايختلف عن إخوته ويضيف: بعض الطلاب يضعون مدرسين خصوصيين من خارج المدرسة لكي يساعدونه في توصيل المادة ومدرسي المدرسة نفسها لكي يضمن نجاحه في تلك المادة. وهذا شيء خطأ حيث ليس بمقدورهم دفع مبالغ عالية للمدرسين لان المدرس الواحد إذا أخذ 100 الف دينار للمادة الواحد فما بالك بالدروس جميعا؟ ومدرسين من داخل المدرسة ومن خارجها! فأنظري كم يحتاج الطالب لاكمال واستيعاب المادة. والحل هو القضاء وبشكل تام على مسألة المدرسين الخصوصين ومراقبة مدرسي المواد المختلفة وحثهم على اعطاء مادة الدرس حقها وشرحها بشكل وافي وكامل لضمان وصول المعلومة إلى كافة طلاب الصف وبشكل متساوي ومنصف. فاليوم الرواتب جيدة ولايحتاج المدرس كما هو الحال في السنين الماضية إلى الدرس الخصوصي.
وتضيف السيدة أم أنور رأيها وتقول: أنا عندما كنت في السادس الاعدادي عند ادائي للامتحان النهائي عدت السنة الأولى بسبب الرياضيات، والسنة الثانية بسبب الكيمياء، وضاعت علي فرصة إكمال السادس العلمي بسبب تلك المادتين والسبب راجع إلى المدرسات لان عدد المدرسات اللاتي بُدلن في سنة واحدة يتجاوز الثلاث مدرسات مثلا في مادة الرياضيات فكل مدرسة طريقتها في توصيل المادة يختلف عن الأخرى وهذا السبب الأول والثاني بالاضافة الى الظروف الطارئة التي تحيط بالطالب كلها تؤثر عليه مما جعلني لم أكمل السادس ونصيحتي لكل من يدخل السادس من أبنائي وأبناء اقاربي هو أداء الامتحان مهما كانت النتيجة وحتى بمعدل قليل للخلاص من المطب أو( الحفرة) هذة. وخصوصا وجود كليات أهلية تمكن الطالب من الحصول على شهادة جامعية مناسبة له.
فكل أعطى رأيه بما يراه هو وبما يعانيه وهذه المعاناة هي كجزء من مشاكل أخرى يعاني منها طلابنا في السادس ولعل الحلول التي طرحوها هي من صميم المعاناة والمشاكل التي تلاحقهم. ولكن يبقى هناك مدرسين يعطون المادة حقها ويبقى هنلك طلاب لاينتهون عن الشكوى فالطالب أيضا له دور أساسي في تقبل المادة الدراسية بمواظبته ودراسته المستمرة والبحث عن كيفية ايجاد الحلول لكل الاسئلة (المتوقعة وغير المتوقعة) التي تطرح عليه. وفي النهاية نتمنى للجميع أداء امتحاني جيد ومعدل أفضل وقبول يؤهلهم لكل ما يطمحون اليه.
اضافةتعليق
التعليقات