قد بدأ النوم يقتل جفني ليرتدي قيلولة، وكالعادة بات التفكير يدور حول رأسي يبحث عن مسار راحة فيجد الكلا مشغول بهمه يشتغل كعقارب الساعة ينتظر لحظات القضاء فهو هالك التفكير متعب، يشعر بالملل لا يعرف سبيلا للنجاح..
وبعد لحظة أغمض عينيه الناعستين ليجر حسرة من الآهات، قد اعتمت ظلمة بين عينيه، وبدأ التفكير بقوله لا يصل الناس إلى حديقة النجاح، دون أن يمروا بمحطات التعب والفشل واليأس، وصاحب الإرادة القوية لا يطيل الوقوف في هذه المحطات.
فبدأ يقلب نفسه إلى الجهة الثانية من جسده ليرتدي التفكير خياله ويبحر في عقله يقول:- إن الجندي المؤمن يرمق الظلام في جنح الليل بطرف يكاد يخترق سدوله، ويبحث عن ألف حيلة لمقاومة العدو ودحره..
والعامل المؤمن يجفف العرق، وينفي عن نفسه التعب، لأنه ببواعث الحب لا القهر، يريد خدمة أمته ورسالته.
فزع من نومته وجلس وقال:- مثلما يقول الامام الصادق عليه السلام: "إن المؤمن يطير بهمته كما يطير الطائر بجناحيه".
فلا يمكن أن أحقق أي إبداع ونجاح بلا نية وهمة قوية وشروع بعمل حقيقي؛ فخبيات الأمل والفشل هو نجاح بنفسه كما قال:- روبرت لويس سيفنسون:
"ليست وظيفتنا في هذه الدنيا أن ننجح بل هي أن نمضي من فشل لآخر مع الحفاظ على معنوياتنا المرتفعة".
وبعدها قام واقفاً توجه نحو ابريق القهوة وارتشف منها، في كوب أبيض رسم فيه صورته في نجاح له قديم.
وأخذ بالتفكير والتخطيط لهدفه، وكيف يصل مرة أخرى له؟ فللإبداع نهاية يقول الامام علي عليه السلام: "في التجارب علم مستانف".
وجلس على كرسيه الخشبي وبدأ يردد كلماته: سأحاول وسأحاول، وأغلق يده وضرب على كرسيه بقوة فالنجاح هو الفشل؛ والفشل هو النجاح والوصول لهدفي، كيف لا أفقه ذاك، ربما غادر من عقلي لكنه عاد لي الآن لأقوم مرة أخرى واسترجع قواي الخفية، وضع كوب القهوة المرة مذاقها بجانب طاولة، وقام من كرسيه الخشبي ومشى خطوات للأمام، رأى نفسه واقفاً أمام المرآة متحدثاً مع نفسه، وهو يرتب بقميصه الأبيض ذو الأزرار السوداء، وقال لنفسه: الكثيرون لا يتحملون ضربات الفشل المؤلمة، لكن إن استعدت أن أتقبل الفشل، وأن اتعلم منه، واعتبره خطوة إلى الأمام، فإني بذلك أكون قد تعلمت أهم سبب النجاح وخطواته.
فحين تسلق النوم لي ليعلمني درساً مهماً في التفكير، فالقليل من الألم، دفعني للتقدم، والنجاح هو كوكب صعب المنال، أصعد إليه بصاروخ الهمّة، وتزويدِ المركبة بوقودِ الدّعاء، وبذل الهمة، لبلوغ القمة.
خرج من غرفته وأقفل بابها وخرج، وقال لو كان النجاح مجرد كلام لم يبق فاشلاً.
وكما قال ونستون تشرشل: الإجابة الوحيدة على الهزيمة هي الانتصار.
فنحن نسقط لكي ننهض، وننهزم في المعارك لنحرر نصراً كما ننام لكي نصحوا أكثر قوةً، فمحطات التعب والفشل علينا أن لا نطيل الوقوف في هذه المحطات.
فقاموس النجاح لا يحتوي على كلمة (لكن)، ولننتصر على (الأنا) في داخل كل منا.
فاذهب إلى النوم بشعور بأنك ناجح في كل ليلة وراضٍ، وفي النهاية ستنجح في زرع فكرة النجاح في عقلك الباطن، وأنك ولدت لتنجح.
اضافةتعليق
التعليقات