• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

سماحة السيد محمد علي الشيرازي: تكوين الفرد يبنى على العلل الأربع

ضمياء العوادي / الأحد 04 تشرين الاول 2020 / تربية / 1997
شارك الموضوع :

من الغايات التي يجب أن تكون في المؤسسات تشجيع الأطفال على التفكر والتدبر وطرح الأسئلة المختلفة

عُقِدَتْ جلسة الكترونية ثقافية مع ثلة من المؤمنات من كافة دول العالم، الثلاثاء 15-9-2020 المصادف 27 محرم 1442، تحت عنوان (دور المؤسسات في تنمية وتطوير الأبناء) وباستضافة سماحة السيد محمد علي الشيرازي دام ظله.

حيث استهل سماحة الشيرازي الجلسة قائلا:

بما أن الانسان موجود يرتبط بمحيطه ولا يعيش عيشة انعزالية يتأثر ببيئته ويؤثر فيها، فهناك وسائط للتأثير، تأثيرا إيجابيا وسلبيا، هذه الوسائط المعبر عنها بالمؤسسات توجب تكوين الفرد ولتكوين الفرد نتكلم عن العلل الأربع في تكوين الفرد، وهي العلة الصورية والغائية والمادية والفاعلية.

ثم فصّل الشيرازي الغائية تعني الهدف أو ما ينقدح بالذهن وآخر ما تحقق بالخارج، فمثلا الانسان الذي يريد سكن أولا يفكر في ضرورة وجود سكن يأوي إليه بعد ذلك يذهب إلى المقاول ويجلب الأدوات ثم آخر شيء يتحقق هو المأوى، والعلة الغائية لوجود المؤسسات أو الهدف من وجود المؤسسات:

1_ التربية وهو أهم هدف، والتربية تعني التنشئة والمالك يسمى رباً لأن يملك تنشئة المربوب، وكذلك ربان السفينة لأن ينشئ تدبير السفينة، والتربية قد تكون بالمعنى الأعم وقد تكون بالمعنى الأخص، والتربية بالمعنى العام هي ما يساعد على تشكيل عقل الفرد وخلقه وحسب الأهداف المرسومة، والتربية بالمعنى الأخص جعل المعلومات والمهارات المعرفية في الفرد، فحاصل الكلام أن المؤسسة يقومون بصناعة هوية الطفل وشخصيته صناعة عقلية أو قلبية أو بدنية، ونقول صناعة لأن تربية الطفل هي فعلا أقرب إلى الصناعة، لذلك قال الله عز وجل: (وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي) لأن النبي موسى يُصنَع الله يصنعه، إضافة إلى التربية، التزكية.

2_ التزكية توجب طهارة الفرد ليكون زكيا فالمؤسسة التي نبنيها أو التي نريد أن نضع أطفالنا فيها يجب أن يهتموا بتربية الطفل أولا وتزكيته، وأن يكون طفلا صالحا.

3_ والهدف الثالث، التعليم وهناك بون بين التربية والتعليم، فالتعليم إيجاد المعلومات في ذهن الابن، وهذا في مختلف المدارس، لكن التربية تنشئة الطفل وغرس ما يكون بصلاح الطفل من معلومات، ولذلك فقد ورد في الروايات من شؤون أهل البيت التنشئة كما من شؤونهم التعليم، ورد في قوله تعالى: (وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ) وفي آية أخرى (وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ).

كان البعض يأتون ويسألون الأئمة عليهم السلام عن مسألة، الامام يجيب بجواب آخر، لأنه يرى أن هذه المسألة لا ينفعه جوابها بل يحتاج إلى جواب يربيه من خلاله، فمثلا يأتي طفل إلى أمه يسالها عن ولادة الطفل فتخبره الأم مثلا بأن هناك حمامة تأتي به من السماء فالجواب هنا خلاف الواقع لكن فيه تربية إذ ليس من مصلحة الفرد أن يعرف الإجابة.

فالتعليم فهم الأشياء بحقائقها، وهذا ليس من مختصات المؤسسات الوسيطة، فمن المفترض أن نقتصر على المؤسسات التعليمية لنقول هذا الطفل يعرف الكثير، فكم من العلماء ابتعدوا عن التربية الصحيحة فأصبحوا علماء سوء وأصبحوا وعاظا للسلاطين، فمن يريد أن يجعل ابنه في مؤسسة لا يفكر فقط في تعليمه، المشكلة الآن الناس تسعى وراء المظاهر فتبحث عن أفضل مؤسسة للتعليم وبالتالي ينشئ الطفل تنشئة إما صالحة أو سيئة، فهذا ما يؤثر فيه فالغاية تربية العقل والتفكير يعني إيصال الطفل إلى مرحلة يتمكن من توظيف عقله وليس فقط ادراك صرف الحقائق من فهم الكمال والنقص والحسن والقبيح بل المهم هذه يستثمرها إيجابيا للسيطرة على النفس أن يقود نفسه للوصول إلى الكمال، فمعالجة المعلومات وتحليلها وترتيبها حتى تمكنه من إيجاد أفكار جديدة منظمة وحل المشكلات هذه من الغايات للمؤسسات التربوية وأيضا مواجهة الصعوبات بمهارات مختلفة فالحياة غاصة بالمشاكل، يقول الامام الصادق عليه السلام: "فبالعقل عرف العباد خالقهم، وأنهم مخلوقون، وأنه المدبر لهم، وأنهم المدبرون، وأنه الباقي وهم الفانون، واستدلوا بعقولهم على ما رأوا من خلقه".

أكمل سماحته: ولذلك من الغايات التي يجب أن تكون في المؤسسات تشجيع الأطفال على التفكر والتدبر وطرح الأسئلة المختلفة لذلك ترى التربية أشرف مسؤولية على عاتق الانسان وهي مهمة الأنبياء والأولياء والصالحين.

أما المحور الثاني العلة الصورية، يجب على الانسان أن يعرف أن الأبناء قد خُلِقوا لزمان غير زمانهم، لذلك يجب أن تكون طريقة البيان وطريقة التأثير عليهم الطريقة الصورية، كيف نؤثر عليهم وكيف نجذبهم، فالأبناء لا يأتون بالضغط عليهم، في القرآن الكريم: (فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)، وعندما نأتي إلى لقمان في القرآن الكريم عندما حاور ولده: (وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ)، وحتى إبراهيم عليه السلام في قضية ذبح اسماعيل لم يأمره مباشرة بل قال له: (يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ)، فالعقوبات والالزام والضغط هذا من التعليم وليس من التربية بشيء، ورسول الله صلى الله عليه وآله زكاهم وعلمهم وغيّر كثيرا من المسلمين.

في أمريكا قبل مائة سنة أو أكثر الحكومة منعت الخمر وجعلت قوانين تصل إلى حد الإعدام، غرامات مالية ثم السجن ثم الإعدام وأعدموا الكثيرين، بعد عشرين سنة فشلوا في هذا المنع لأنهم أرادوا بالقسر الخارجي أن يقضوا على الخمر، فرفعوا المنع وقالوا افعلوا ما تشاؤون، لكن رسول الله صلى الله عليه وآله _ومع العلم أن المجتمع الجاهلي تواق لشرب الخمر_ استطاع بآية واحدة (إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ)، في التاريخ جرت أزقة الكوفة بالخمور، فكل من كان له حمل من الخمر رماه في الزقاق، عندما نعود إلى هاتين الآيتين نعرف كيف يتعامل الأنبياء مع الناس، فالمؤسسات الوسيطة بالإضافة إلى الحوار والاقناع الفكري من المفترض أن تستخدم أساليب العاطفة، فلقمان الحكيم استخدم المرونة مع ابنه، ويحاول أن يربط كلامه بالله عز وجل حتى لا يفهم أن لقمان يريد أن يتسلط عليه أو يتحكم به، فأخبره أن لو تركت هذه التصرفات تقربت إلى الله عز وجل، وخلاف ذلك تحصل على البعد عن الله، وكذلك إبراهيم يستطيع أن يجعله أمرا قاطعا والسلام، لكنه استخدم العكس من ذلك، حتى لا يهرب الشاب فكم من شاب فر من أبيه أو من عقيدة أبيه، فالاكراه إما يجعل الشاب لا يستجيب أو يستجيب مكره، فنرى نتيجة ذلك إسماعيل أجابه: (يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ)، في الرواية قال إبراهيم لزوجته اذهبي إلى البيت وطوفي فيه، ثم خرجوا وقال لابنه ائتيني بسكين وحمار، وعندما سأله أخبره أنه يريد أن يذبح قربان، يقول أبو عثمان صاحب الرواية سألت أبو البصير ماذا أراد بالحمار والسكين ماالذي يريد أن يذبح، يذبح شاة؟ أجابه أنه أراد أن يذبح ابنه ثم يحمله على الحمار ليأخذه بعيدا ويدفنه حتى لا تراه أمه، ثم جاء بالحمار والسكين فسأل أباه يا أبت أين القربان، قال ربك أعلم به، والله أنت ذلك القربان، إن الله أمرني أن أذبحك فانظر ماذا ترى؟ فقال له يا ابت افعل ما تؤمر، ثم قال له يا أبت شدَّ وثاقي كما يشد الشاة، فقال له الوثاق مع الذبح والله لا أجمعهما عليك اليوم.

فإشراك الشباب في القرارات يعطي دعما معنويا لهم وبأسلوب لطيف وجذاب ينسجم مع عواطفهم ومنطقهم، هذه الأساليب التي يجب أن نتعامل بها معهم، تخلق أجواء للحوار وبهذه الطريقة ننفذ إلى قلوب الشباب والأطفال، فعلمه الاصغاء ثم اطلب منه الإجابة، علمه أن يفكر وينمي مهارة التفكير وآنذاك يكبر رصيده الروحي، وعندما يكبر سيفكر ويتعامل وفق ذلك.

أحد التجار أعطى أمواله إلى أبنائه وأخبرهم أن يعطوا هذه الأموال إلى وكيل المرجع، يعلمهم على الاعطاء وهم كانوا في العاشرة لذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وآله: رحم الله والدا أعان ولده على بره قلتُ كيف يعينه على بره، قال: يقبل ميسوره ويتجاوز عن معسوره ولا يرهقه ولا يخرق به، فليس بينه وبين أن يصير في حد من حدود الكفر إلا أن يدخل في عقوق أو قطيعة رحم.

ثم قال (صلى الله عليه وآله وسلم): الجنة طيبة طيبها الله عز وجل طيب ريحها يوجد ريحها مسيرة ألف عام ولا يجد ريح الجنة عاق ولا قاطع رحم.

المشكلة أن الكثير من الآباء والمؤسسات تنفر الشباب وهذا ما أردنا توضيحه في العلة الصورية.

وفصّل الشيرازي في العلة الفاعلية قائلا: فهي على محورين: المحور الأول في الفاعل، المحور الثاني في القابل. الفاعل في القوة الفاعلية الأسرة.

أولا: يعني ماهي تلك المؤسسات التي تؤثر على الأبناء المؤسسة الأولى الأهم التي يفتح الابن عينه عليها، الأخ والأخت الأسرة التي يعيش في كنفها ثم المدرسة والأصدقاء والمؤسسات الأخرى، نتكلم عن هذه إن شاء الله باختصار المهم في بحث تربية الأبناء أن الآية المباركة تقول: (قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ) البعض يخطط للآخرين يفتح روضة أو مدرسة يترك أبناءه وهذا خلاف الآية المباركة ربِ نفسك وأهليك ومَنْ يحيط بك أنت هذه مسؤوليتك، بعض الأحيان ابنٌ من عائلة طالحة من أبٍ منافق بالتربية الصحيحة يخرج محمد بن أبي بكر وبعض الأحيان ابنٌ من أبٍ عظيم يخرجُ كافراً منافقاً كابن نوح وما أكثر هؤلاء، إذا كانت التربية صحيحة من الأم أو من أحد أفراد الأسرة نرى قاسم بن هارون العباسي هذا الرجل الشاب الذي ابتعد عن والده وعن تجملات الدنيا في قضيةٍ معروفة.

أعرف أحد الأصدقاء يسكن في الغرب، جداً رجل طيب أحد أبنائه أصبح داعيةً لإنسانٍ مبتدعٍ منحرف عن المذهب، وابنه الآخر أخرجه من البيت بعد أن ضربه وكسر يده رجلٌ منحرف يشرب الخمر معروفٌ بالفسق والفجور، ترى لماذا؟ في بعض الأحيان تقصير من الوالدين، وبعض الأحيان غير مقصرين هذا الابن منحرف وهم تعبوا عليه لكن ما باليد حيلة.

المهم ألا يكون الإنسان مقصراً إن انحرف أحد أبنائه والعياذ بالله، كذلك أحد الخطباء المعروفين أحد أبنائه معروف بالفسق والفجور لماذا؟ إما لتقصيرٍ منه أو لا لأن البيئة أفسدت أو يمكن أن رعاية الأب ضعيفة وفي الحقيقة تربية الابن حسنة حسن أبيه وقبحه ينحسب على أبيه وعلى عائلته، لا يمكن أن نعطي الأبناء لأي جهة.

أحد الأخيار في الكويت من المتدينين قال بأن أبي رحمه الله لم يكن متديناً فأعطاني لعائلة بريطانية وأنا صغير حتى أتربى على طريقتهم فهذا الأب في الحقيقة بعيد كل البعد عن القيم والمفاهيم حتى العادات والتقاليد كيف يأخذ ابنه من الكويت إلى بريطانيا حتى يتعلم القيم والتقاليد البريطانية لتلك العائلة المسيحية..

طبعاً هذا الطفل بعد ذلك عندما كبر، كانوا الأصدقاء المحيطين به أثروا عليه إيجابياً فعاد إلى الجادة وأصبح من الأخيار، تأثر الأبناء بوالديهم أكثر من الآخرين كما في رواية: كل مولود يولد على الفطرة حتى يكون أبواه يهودانه أو ينصرانه. الأبناء لهم عيون ثاقبة تسجل كل شيء، المهم التزام الوالدين بالأوامر الدينية الابن يتعلم منهم صدوق الأب والأم أم كذوب يفعل الخير أم الشر يخون أو يؤتمن في عباداته في معاملاته في ارتباطاته الابن يسجل كل شيء فأول مؤسسةٍ توجب التربية والتوعية للشباب الأسرة.

الإمام الصادق سلام الله عليه يقول: (لا يزال المؤمن يورث أهل بيته العلم والأدب الصالح حتى يدخلهم الجنة جميعاً حتى لا يُفقد فيها منهم صغيراً ولا كبيراً ولا خادماً ولا جارا). المؤمن يؤثر حتى على جاره، المرحوم الأخ كان له جاراً في الكويت جار مخالف بعد وفاة المرحوم تشيع، حسب ما نقله البعض قالوا بأنه جاء للمسجد في وفاة المرحوم ترى لماذا؟ لأنه كان يحسن إلى جاره.

الإنسان يحسن بهذه الطريقة وتكملة الرواية (ولا يزال العبد العاصي يورث أهل بيته الأدب السيء حتى يدخلهم النار جميعاً ولا يُفقد منهم صغيراً ولا كبيراً ولا خادماً ولا جارا) حتى الخادم وحتى الجار يوجب انحرافه هذا تأثير الأسرة.

وبعد ذلك يكون التأثير للمدرسة حيث الابن يكون مع زملائه في الدرس ويتأثر بهم تأثيراً كبيرا التأثير مع الأصدقاء، البيئة التي يعيش فيها ذلك الصديق الحسن يُنقذ الإنسان من الضلالة والصديق السيء يوجب وقوعه في النار والعياذ بالله.

أحد التجار في طهران تلك المدينة المنفتحة يقول رأيت ابنتي لا تتقيد بالحجاب مع أننا من عائلة ملتزمة تأثرت بزميلاتها في الجامعة لا تعتقد بالحجاب فلا تتقيد بالحجاب ف احترت كثيراً إلى أن ذهبت إلى إحدى المؤسسات الدينية وعرضت عليهم مشكلتي فقالوا في أية جامعة نجعل معها صديقة، فالنتيجة كانت هذه المرأة الثانية التي تدرس بتلك الجامعة أيضاً تربت في تلك المؤسسة الدينية فأتت وارتبطت ببنت هذا التاجر، أثرت عليها أيما تأثير، فينقل الأب أنها التزمت بالمستحبات وبالعبادات وأصبحت من الملتزمات المتدينات. هذا تأثير الصديق فيجب ألا نغفل عن أصدقاء أبناءنا.

نعم نقول دور الموضوع هو المؤسسات لكن من أهم المؤسسات التي تؤثر على الأبناء هم أصدقاء الأبناء، البيئة التي يعيش فيها أصدقائه في المدرسة في أي بيئة يتواجد الطفل مع أصدقائه.

ثم وضح الشيرازي: أما المؤسسات الوسيطة في مؤسسات بحثية، أطروحات وأفكار وأساليب، هذه عندما يصل الشاب إلى مرحلة النضوج ينتفع من هذه المؤسسات أو مثل مؤسسات عملية تستقطب الشباب طبعاً المؤسسات بالمعنى الأعم تضم المجالس الحسينية فهي في الواقع خصوصاً هذه الهيئات والمواكب والمجالس فهي تنمي الشباب والأبناء، المرحوم الأخ كان ينقل في الكويت البيوت التي كان فيها مجالس بيتية أو أسبوعية أو شهرية شبابها وشابات تلك البيوت أكثر تديناً من البيوت الأخرى التي ليست فيها تلك المجالس لماذا؟ لأن الشاب يرى نفسه صاحب المشروع وصاحب الهيئة إن كانت هيئة ثقافية أو حسينية أو دينية أو خدمة كأن يذهب للمستشفيات يساعد هذا وذاك فلنجعل أبناءنا أعضاء في هذه الهيئات مع رعايتنا لأن يمكن أن يكون في هذه المؤسسة الخدمية صديق منحرف وهذا قد يوجب الانحراف.

طبعاً نشاطات المؤسسات قد تكون ترفيهية أو ترويحية أو رياضية ثقافية اجتماعية وظيفية فهذه هي المؤسسات الوسيطة التي يجب أن تربي الأبناء فيجب أن نختار المؤسسة الصحيحة أو نؤسس تلك المؤسسة، الآن أبناء الغرب يذهبون إلى المدارس الغربية لكنهم ينحرفون خطوة فخطوة (لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ) ولكن نرى أنه كثير من المتدينين من أهل العلم ومن غير أهل العلم التجار من المتدينين أسسوا مراكز إسلامية لحفظ أبنائهم وأبناء الجالية و وُفقوا كثيراً في هذا الأمر فهذه الأندية والمؤسسات التربوية والاجتماعية والأدبية والفكرية مهمة، ومهمة جداً في بناء شخصية الإنسان هذا الكلام بالنسبة إلى الفاعل في هذه المؤسسات.

قلنا بأن الكلام في العلة الفاعلية تارةً على الفاعل وتارةً على القابل فأما الأسرة والمدرسة والمؤسسات التي هي تكون ضمنها الهيئات والمواكب والمجالس الحسينية والحسينيات وما إلى ذلك مما بيناه.

ثم أضاف سماحته: لابد أن نضيف الجانب النفسي والعاطفي كما قال تعالى: (خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها) حسن التربية الروحية العقلية الجسمية الرقابة على الأصدقاء وعلى المحيط، الاهتمام بمشاكل الطفل من الأمور الضرورية للأسرة إعطاء الأبناء الثقة بالنفس، المسؤوليات المنزلية وفي العمل واستشارتهم وجعلهم في بطن العمل، اعطائهم الخبرات والمهارات الأساسية الأولية هذه من الأمور الضرورية بالنسبة للأمور الحسينية والهيئة والكشافة والمخيمات هذه كلها تكون في تربية وتنمية الطفل كما كانت في الفترة السابقة في كربلاء المقدسة قبل خمسين سنة مجالس الحفاظ والكشافة وحقيقةً كانت حركة عظيمة أثرت وإلى يومنا هذا كثير من الكربلائيين المتدينين الذين تربوا في تلك المدارس في الكويت أيضاً فالكشافة والمخيمات لها دور كبير في حفظ الشباب.

كما أن المدرسة لها شأن كبير في فترة نضوج الطفل تحرره من سلطة العائلة أهميتها أنها تنقل الوعي الإيجابي في مختلف القضايا الفردية الاجتماعية.

الاعلام الذي لا يمكن أن نغفل عنه وهو من المؤسسات التربوية المسموعة المرئية المقروءة الاعلام الآن في الواقع الاعلام قد يكون أهم ما يؤثر على عقلية الأبناء الانترنت التلفزيون المعرض والمتاحف، حقيقة الاعلام أمر يحتاج إلى تفكير جدي هذه الأجهزة الالكترونية النقالات الحواسيب بيد الأبناء حقيقة إن لم نخطط وإن لم نهتم وإن لم نكن رقيبين على أجهزتهم تؤدي بهم إلى مهالك وإلى متاهات ما أكثر القصص من عوائل متدينة وملتزمة إلا أن هذا الاعلام قد أوقعهم في مشكلات.

هذا الجانب الخطر فيه ولكن الاعلام والعولمة فرصة حقيقية لتقوية ونشر الدين وفكر أهل البيت، قد يظن الإنسان أن ابنه وبنته على خير يرعى الأصدقاء والمدرسة والبيت ولكن هذا الجهاز يوجب بعدها كل البعد أصلاً هو أشبه بغسيل دماغ لها يجب أن يرعى الإنسان هذا المحور ويستفيد من المؤسسات الإعلامية لأن التأثير الأكبر لها في الجانب الإيجابي والتوعوي.

البعض يريد يتخلص من أبناءه يعطي الابن النقال ويقول له اذهب لا تزعجني ويغفل ساعات أين يذهب هذا الطفل في المؤسسات العلمية الأدبية هذه المؤسسات تارةً يديرها أفراد تارةً يديرها جماعات هذه المؤسسات من أهم الوسائط في تربية الأفراد، يجب على أصحاب هذه المؤسسات التي ذكرناهت من الأسرة إلى المؤسسات أصحاب هذه المؤسسات أن يخططوا لإيجاد توازن للقدرات والغايات والإمكانات حتى يخرج هذا الشاب من خضم هذه المؤسسة برأس مرفوع يكون شاباً إيجابياً طموحاً حركياً له غاية السعادة وإسعاد الآخرين.

أما بالنسبة للقابل، القابل هو هذا الابن يجب أن يقوي عمليته الإبداعية يقوي مواهبه ينمي عقله، كل ذلك يكون أن نجعله متعاوناً مع هذه المؤسسة العملية التربوية إذا أردنا أن تنجح وتسير نحو التفعيل السليم علينا أن نجعله شريكاً اشراك الشباب الشابات الأبناء في صناعة القرار في المؤسسات ،هم خُلقوا لزمان غير زمانكم قلنا الشباب لا يثقون في الكبار لاختلاف نظرتهم للحياة فيجب الاستعانة بهم في المشاريع وفي الأعمال هذه توجب تقوية الشاب يعتمد على نفسه الشاب طاقة إن وُجهة نحو الإصلاح والعمل فبها وإلّا فسد وأفسد الرسول (ص) إذا أتاه شاب وقال لي ليس لي عمل كان يقول له سقطت عن عيني.

إن الشباب والفراغ والجذة مفسدة للمرء، الشاب عنده طاقة يجب أن نستثمر تلك الطاقة وتجعله صاحب قرار ليوافقك لتجعله يدخل في مشروعك لذلك يقول رسول الله (صلى الله عليه وآله): من سعادة الرجل الولد الصالح.

ويقول الإمام الصادق عليه السلام: الولد الصالح ريحانة من الله قسمها بين عباده، بخلاف ولد السوء. يقول أمير المؤمنين عليه السلام: ولد السوء يهدم الشرف ويشيل السلف، ولا يخفى أن حضور الشباب في المؤسسات الخيرية والتربوية والثقافية لا يؤثر على دراستهم ودخولهم في العمل التطوعي لا يؤثر.

أجريت دراسة على مجموعة من طلاب الطب والعلوم الصحية في بعض الجامعات هذه الدراسة تقول أن مشاركة الشباب في العمل التطوعي والأنشطة لها تأثير إيجابي على معدلاتهم أو أقلاً لم تؤثر سلباً عليها بنسبة %76 كان لها تأثير إيجابي على معدلاتهم أو لم تؤثر، لذا لابد لنا ألّا ترى أن هذه المجالات التطوعية أو المؤسسات الخيرية والأعمال الخدمية تؤثر على دراسة الشاب أبداً الشاب له قوة وطاقة هائلة يجب أن نستثمرها في الخير وإلّا استثمرها الشيطان في الشر.

وختم سماحة السيد حيدثه قائلاً:

أما العلة الرابعة وهي العلة المادية واضح بمعنى ما هو غذاء هذه المؤسسات القيم والأخلاق الدين والعادات الصحيحة والاجتماعية.

نختم الكلام بهذه الرواية اللطيفة أنه أسعد ابن زرارة وذكوان ابن عبد قيس كانوا من الخزرج في المدينة وكان الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في مكة المكرمة أتوا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى مكة وقالوا يا رسول الله ابعث معنا رجلاً يعلمنا القرآن ليدعوا الناس إلى أمرك، فقال رسول الله لمصعب بن عمير وكان حدثاً شاباً عمره بحدود الثلاث عشر أو الأربع عشر سنة طفل في الحقيقة مترفاً بين أبويه يكرمانه ويفضلانه على أولادهم كان المدلل في البيت ولم يخرج من مكة ودائماً عندهما فلما أسلم هذا الشاب الصغير الحدث المدلل أسلم على يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) جفاه أبواه أخرجوه من البيت كيف تسلم تخرج عن طريقتنا وكان مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في شعب أبي طالب حتى تغير وأصابه الجهد كيف تحمل هذا الشاب العناء فأمره رسول الله (ص) بالخروج مع أسعد إلى المدينة إلى خزرج وكان قد تعلم من القرآن كثيراً فخرج مع أسعد إلى المدينة ومعهما مصعب بن عمير وقدم إلى المدينة وأخبروهم بأمر رسول الله وخبره فأجاب من كل بطن الرجل والرجلان يعني لما كان يذهب البعض كانوا من كل بطن من كل فخذ من كل جماعة كانوا يأتون إليه وكان يخرج في كل يوم ويطوف على مجالس الخزرج ويدعوهم إلى الإسلام فيجيبه الأحداث الشباب مثله كانوا يجيبوه هؤلاء أصبحوا قاعدة رسول الله في المدينة، رسول الله عندما فر من مكة المكرمة إلى المدينة المشرفة هؤلاء كانوا قاعدته إهتم بشاب رباه فبعثه، فهو الذي فتح له المدينة المنورة رسول الله قيادته في المدينة انطلق في مكة آمن بيد رسول الله أكثر من مئتان كما ينقل التاريخ وفي المدينة عشرات الآلاف يدخلون في دين الله أفواجا نسأل الله عز وجل أن يوفقنا في هذا كله وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.

القيم
الفكر
المجتمع
الانسان
#آل_الشيرازي
نشاطات نسوية
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    طموح الذات واحتياجات الأبناء، أيهما أهم؟

    حين يُولد القلب في ساحة حرب

    بسكويت من الشوكولاتة الداكنة قد يساعد على فقدان الوزن

    من كوخ العجوز إلى عرش الرّحمن

    لماذا أنجبتني؟

    أنشطة يومية تقلل من خطر الإصابة بالخرف

    آخر القراءات

    شريحة ذوي الاحتياجات الخاصة.. قلوب منكسرة تبحث عن الأمل

    النشر : السبت 10 شباط 2018
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    دراسة تمنح الأمل لمن يعاني متلازمة تململ الساقين

    النشر : الثلاثاء 11 حزيران 2024
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    ماهو اضطراب عُسر الكتابة وكيف تتم معالجته؟

    النشر : الخميس 10 تشرين الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    عطر العيد

    النشر : الأثنين 25 حزيران 2018
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    النوم وكبح الذكريات المؤلمة: علاقة حاسمة!

    النشر : الثلاثاء 28 كانون الثاني 2025
    اخر قراءة : منذ 8 ثواني

    ماهي أهم المعوقات التي تقف في وجه تفوق المرأة ونجاحها؟

    النشر : الخميس 22 نيسان 2021
    اخر قراءة : منذ 12 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3760 مشاهدات

    كيف أصبح "شات جي بي تي" مرجعاً لحياتنا؟

    • 462 مشاهدات

    أهمية متسلسلة "فوريير" في التكنولوجيا

    • 371 مشاهدات

    السم الأبيض؟ أسباب تجعل السكر خطرا على صحتك

    • 364 مشاهدات

    7 نساء يشاركن نصائحهن للتعامل مع أعراض انقطاع الطمث

    • 320 مشاهدات

    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة

    • 304 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3760 مشاهدات

    يوم الكتاب العالمي: إشعال شموس المعرفة بين الأجيال وبناء جسور الحضارات

    • 1349 مشاهدات

    من كربلاء إلى النجوم... طفل السبع سنوات يخطف المركز الأول مناصفة في الحساب الذهني ببراءة عبقرية

    • 1329 مشاهدات

    جعفر الصادق: استشهاد نور العلم في وجه الظلام

    • 1202 مشاهدات

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 877 مشاهدات

    إنتاج الرقائق.. بترول الحرب العالمية الثالثة

    • 853 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    طموح الذات واحتياجات الأبناء، أيهما أهم؟
    • منذ 5 ساعة
    حين يُولد القلب في ساحة حرب
    • منذ 5 ساعة
    بسكويت من الشوكولاتة الداكنة قد يساعد على فقدان الوزن
    • منذ 5 ساعة
    من كوخ العجوز إلى عرش الرّحمن
    • الثلاثاء 20 آيار 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة