اعتَمدت الأمم المتحدة اليوم الخامس من شهر يوليو/سبتمبر من كل عام، باعتباره اليوم العالمي للعمل الخيري، وقد تمّ اختيار هذا التاريخ، في اليوم المصادف لوفاة الأم تيريزا، الحاصلة على جائزة نوبل للسلام عام 1979م، تقديراً منهم لجهودها الخيرية والأعمال الإنسانية التي قدّمتها لمقاومة الفقر وآثاره.
وتكمن أهمية اليوم العالمي للأعمال الخيرية، من مركزية القضية التي يهتم ويحتفي بإحياءها، إذ يحمل في طيّاته رسائل توعوية مهمة لمختلف المجتمعات بضرورة مساندة المحتاج، ويوفر لذلك المنصات الموثوقة لتقديم الدعم والتبرعات من مختلف دول العالم، كما يعتبر مهرجان عالمي لتقدير جهود المتطوعين والقائمين على الأعمال الإغاثية في جميع أنحاء العالم، بحيث يمكن أن يكون اليوم العالمي للعمل الخيري فرصة لبداية رحلة التطوع وتقديم العون لمن يحتاجه، المنظمات الخيرية تنظم حملات تطوعية بشكل دوري لمساندة الفقراء والمناطق المتضررة جراء الكوارث الطبيعية، وكذلك كبار السن يحتاجون للمساعدة في شؤون حياتهم، كما يظل باب الدعم المادي مفتوحاً في كل وقت.
تتيح العديد من الجمعيات والمؤسسات الخيرية في هذا اليوم، بعض الأعمال البسيطة والمؤثرة للمتطوعين، مثل:
تنظيف الحدائق العامة، والمناطق الطبيعية.
قراءة الكتب للأطفال الصغار.
تعليم ورعاية ذوي الإحتياجات الخاصة.
والكثير من الأمور التي تساهم في جعل العالم مكاناً أفضل، من خلال التبرع بوقتك أيضاً، وليس أموالك فقط.
وتٌعد الأعمال الخيرية -وهي الأعمال التي يقوم بها فرد أو مجموعة أفراد، سواء كان ذلك العمل بدنيًا أو فكريًا أو اجتماعيًا أو ماديًا، بقصد التقرب إلى الله عز وجل، والحصول على الأجر والثواب من عنده تعالى- من أهم الأعمال التي يدعو إليها الإسلام ويوجبها على المسلم، لما فيها من عظيم الثواب من الله تعالى، والنفع والخير للمجتمع وأفراده، والمساهمة في استقرار المجتمع واستمراره، وحصول المحبة والمودة والوئام بين المسلمين، وتحقيق احتياجات أهل العوز والمحتاجين.
وكان العمل الخيري الذي أرسى قواعده الأنبياء والرسل والأولياء والصالحون أحد أهم وسائل نشر الدعوة الإسلامية، فكما إن المسلمين مطالبون بالعبادات مثل الصلاة والصوم والزكاة والحج وغيرها من أوجه العبادات فإنهم أيضا مطالبون بالدعوة إلى الخير وعمل الخير. فقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بالدعوة إلى فعل الخيرات، حيث قال: (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ، وأولئك هُمُ الْمُفْلِحُونَ) وقوله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).
ومما يؤكد أهمية العمل الخيري ذلكم الربط العجيب بين فعل الصلاة وفعل الخير، حيث يقول الله تعالى موبخًا أهل النار: (مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ، قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ، وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ) يعني: أضعنا حق الله بإضاعة الصلاة، وأضعنا حق المسكين بعدم إطعامه. فالإسلامُ لا يكتفي بالدعوة إلى إطعام المسكين؛ بل إنه يحض على إطعام المسكين، قال تعالى: (أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ، فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ، وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ) وقال تعالى: (كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ، وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ).
اضافةتعليق
التعليقات