قال تعالى: (ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه).
لقد صور الله جل ذكره الغيبة في صور تقشعر منها النفوس والأبدان. إذ أن الميتة من الحيوان تنفر النفس منها إلا إذا اضطررت إلى أكلها فكيف والحال هذه مع أن يتصور الإنسان نفسه وهو ينهش في لحم أخيه الميت.
فإذا كانت نفسه تنفر وتقشعر من هذه الجثة الهامدة فليغسل نفسه ويصقلها بالإبتعاد عن اغتياب أخيه المؤمن سواء كان العيب في البدن، أم في النسب، أم في الخلق، أم في الفعل، أم في القول، أم في غير ذلك فليتقِ الإنسان اغتياب أخيه المؤمن وليبتعد عن هذه الصفة المذمومة وليطهر قلبه وينظف روحه من جميع الشوائب التي تغضب الله ورسوله.
إذ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (إياكم والغيبة فإن الغيبة أشد من الزنا)، لو تأملنا الحديث الشريف وتبينا موضع الشدة لعرفنا إن الزاني قد يتوب إلى الله فيتوب عليه، وصاحب الغيبة لا يغفر له حتى يغفر له المغتاب، فضلاً عن أن المستمع هو الآخر يؤخذ في ذلك، فعليه بعدم الإستماع إلى الغيبة، فإن لم يفعل ذلك خذله الله تعالى في الدنيا والآخرة، كما ورد ذلك عن الرسول وأهل بيته الأطهار (عليهم أفضل الصلاة والسلام).
وحين يرد ذكر الغيبة يرد في ذهن المؤمن مصطلح شرعي حرمه الإسلام وهو النميمة، فقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (ألا أنبئكم بشراركم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: المشاؤون بالنميمة المفرقون بين الأحبة)، إذ أن النميمة هي من الآفات الضارة بالمجتمع لأنها تؤدي إلى تفككه.
فالنمام يسعى لتكدير صفو العلاقات بين المؤمنين ويحاول أن يهدم أسس الإنسجام والحب والتعاون بين المؤمنين التي تعمل على رُقي المجتمع وسعادة أفراده، فقد ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام): (الجنة محرمة على المغتابين المشائين بالنميمة).
علينا أن نربي أنفسنا وأجيالنا على قول الصدق والحق، والتمسك بالوضوح والصراحة، وإنماء المحبة، وعمل الخير، كي لا نقع في مصيدة النميمة. أعاذنا الله وإياكم شر أخلاق حطب جهنم..
اضافةتعليق
التعليقات