وكأننا بحاجة لمعوقات فوق التي خلقتها لنا الظروف لنزيد من تعقيد أيامنا وتقييد هممنا فلا ننفك متمسكين بأفكارٍ واهية ومعتقدات مبنية على الخرافات ويحسبها البعض محذورات ومكروهات لا يسمح بتجاوزها أو إنكارها، فـ(عطسةٍ واحدةٍ) معناها عند البعض إن المشروع الذي يرومون القيام به لا يكون بصالحهم أما إذا (عطستين) فهذا تنبؤ لهم بالتوفيق، ناسين كلام الله (فَإِذَا عَزَمتَ فَتَوَكَّل عَلَى اللَّهِ إن اللَّهَ يحِبُ المُتَوَكلِينَ) ويذكرني هذا بموقفٍ لصديقتي حين قالت: عطسةٌ واحدةٌ فصلت بيني وبين فرصة ذهبية. قلت: تقصدين خطوة واحدة فصلت بينك وبين فرصة ذهبية؟. ردت متنهدة: أبدا هي ما قصدت عطسة واحد لأمي التي اعتبرتها دوما فأل سيء منعتني بسببها من الخروج ما يقارب النصف ساعة وحين وصولي مسرعة قال لي شخص من خلف مكتبه كلمات تأسف باردة: (للأسف إنباع البيت لو جايه قبل نص ساعة؟!).
ومنهم من يستعذ بالله من شر ضحكاته وكأن هناك من سيعاقبه عليها بالرغم من أن الفرح والضحك للمؤمن محمود، وذكره الله بآياتٍ منها: (فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون) (وجوه يومئذٍ مسفرة ضاحكة مستبشرة) وما زال الكثير يؤمنون بخرافة إن الطفل إذا جز أسنانه وهو نائم نذير شؤم إما يموت أبوه أو أمه فيسرعون الى ايقاظ الطفل وهناك من يضع (الجت) بفم الطفل لمنعه، ناسين ومتناسين قوله تعالى (قُل يتوفَّاكُم مَلكُ الموتِ الذِي وُكل بِكُم ثُم إِلَى رَبكُم تُرجعُون).
ولم يزل الكثير يتشاءم عند رؤيته وجوه معينة في الصباح يعدونها تجلب النحس وأخرى يرونها تجلب الحظ ويذكرنا هذا المفهوم الخاطئ بقوله تعالى (مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصابكَ مِن سيئَة فَمِن نفسِكَ) وغيرها من الخرافات التي تساهم بخلل المسارات و لو وضعت على طاولة البحث العلمي وعبر الاحتكام العقلي والديني لما كان لها وجود، ولعل تفسيرها يكمن في كلام وتحليل علم النفس والطاقة الحيوية معتبرين إن المؤمنين بالخرافات يبعثون لعقل اللاوعي رسائل سلبية لتحفيز العقل الواعي بحدوث امر سيء سيحدث وكلما زاد القلق والتشاؤم وعدم التوكل على الله اقتربت منهم أكثر.
ولكن هناك ما يخافه الناس ويحذر منه ويستعذ بالله منه وهو حقيقة مثل الحسد الذي ذكره الله بقوله (ومن شر حاسد إذا حسد) ومؤخرًا ظهرت تجربة الفوتونات الحيوية والتأثير عن بُعد، وهذه تجربة مُثبتة علميًا في كلية سايبروك بجامعة بيل الأمريكية، التي اثبتت قطعا وجود قدرة على التأثير السلبي عن بُعد بمجرد التركيز الثاقب أي (عين الحسود).
اضافةتعليق
التعليقات