كل شيء في الكون يتبع النظام والقوانين وهناك أسباب ومسببات لكل شيء يحدث هنا وهناك، الكوارث لا تحدث عن طريق الصدفة والدمار الناجم للملايين من تلك الكوارث الطبيعية كانت ولا زالت من أهم التحديات التي تواجه الانسان.
تعني الكارثة في اللغة العربية النازلة العظيمة والشدة وجمعها كوارث ويقال كرثة الكوارث أي أقلقته وكرثة الأمر أي اشتد عليه وبلغ منه المشقة *1.
كيف تحدث الزلازل؟
قرأت في مكان ما شرح عملي لما يحدث عند الزلزال فقد وصف أحدهم هذا الأمر بتجربة كسر المسطرة ويقول: يشابه هذا تجربة كسر المسطرة، حيث تمسك المسطرة البلاستيكية من الطرفين، ويتم الضغط للأسفل فيرتفع منتصف المسطرة إلى الأعلى قليلاً ويلاحظ حدوث تشققات صغيرة وارتجافات بالمكان محسوسة تدريجياً حتى تأتي لحظة النهاية عندما تنكسر المسطرة فتحدث ارتجافاً قوياً، هذا تصوير عملي لما يحدث عند الزلزال بيد أنّ الضغط ليس عامودياً دائماً بل يمكن أن يكون أفقيّ أيضاً كما في حركة الصفائح المتجاورة، لكن الضغط العموديّ يحدث عدد أكبر من الزلازل، إذن لا أثر للصدفة!.
كيف يثور البركان؟
يقول المختصون: إن هناك عوامل مختلفة تُسبب ثوران البركان ولكن من أكثر العوامل حدوثاً هي طفو الماغما، وضغط الغازات الذائبة في الماغما، وإضافة دفعة جديدة من الماغما إلى غرفة مليئة بماغما قديمة، يقول مارك تينغاي وهو عالم جيولوجي أنَّ الثوران البركاني يصبح أشد حدة عندما تكون الحمم لزجة للغاية فتعمل على حجز الغازات تحت ضغط معين، مما يؤدي إلى حدوث انفجار، إذن لا أثر للصدفة!.
كيف تحدث ظاهرة البرق؟
كما يقال: في الأيام التي تتلبد فيها السماء بالغيوم، ينتج هذا الضوء من اصطدام سحابتين إحداهما تحمل الشحنة الكهربائية الموجبة والأخرى تحمل الشحنة الكهربائية السالبة أو من تفريغ كهربائي يحدث من سحابة إلى أخرى أو بين أجزاء السحابة الواحدة أو من سحابة من السحب إلى الأرض وفي هذا التفريغ الكهربائي تتولد شرارة قوية تظهر على هيئة ضوء نراه فجأة ثم سرعان ما يتلاشى وبعدها بمدةٍ وجيزة يصدر صوت مرتفع يسمى الرعد.
من الأفضل أن نكتفي بهذه الأمثلة، لنرجع إلى حياتنا الأسرية وما يحدث فيها من زلازل وبراكين ورعد وبرق، يا ترى هل فكرنا بالأسباب؟
لماذا يحدث كل هذا؟
ماذا يجب أن نعمل بعد ذلك؟
الحياة الزوجية لا تخلو من المشاكل فكما قيل سابقاً الجدال ملح الحياة إن كان بسيطاً ولم يستمر لمدة طويلة ويحدث فجوة في العلاقة أو يقضي عليها كاملاً!.
فإن كانت الحياة كلها حب وفرح لم نعرف إننا في سعادة بل الأشياء تعرف بأضدادها فلن يوجد معنى للسعادة إلا بعد المرارة ولا يوجد معنى لليسر إلا بعد العسر ولا معنى للنور إلا بعد أن يذهب الظلام.
ولكن هناك أمور تزيد الأمر سوءاً، يجب أن نعرف بأن هناك أمور تضغط بقوة على مسطرة الحياة الزوجية من جانبين لترفع الجانب الوسط وتحدث زلزال لا يرحم!.
لذلك علينا أن نبتعد كل البعد عن الضغوطات النفسية، لو عرف كل من الزوجين ما يثير الجدل ويضغط على العلاقة وابتعد عنه سيقلل من حدوث الزلازل.
لو عرفا أن هناك أمور تتراكم فوق بعضها كصمت دائم وصبر مستمر وعدم الكلام عما يزعج الشخص في العلاقة بين الحين والآخر والتخلص منه و..... ستقل المشاكل ولم يثور أي بركانٍ في البيت وسيعيش الجميع بسلام.
لذلك لنراجع بين الحين والآخر علاقاتنا ونرى كيف حالها وهل تعاني من ضغط ما أو إنها بحالة جيدة؟!
لنتكلم عما يؤلمنا قبل أن يتراكم ويحدث ضجة كبيرة ويخرب علاقتنا، فالكوارث لا تحدث عن طريق الصدفة!.
اضافةتعليق
التعليقات