كلما كانت الشجرة مثمرة أكثر ستنحني أغصانها بسبب ثقل الثمار لذلك يقال كلما كثر علم الشخص و معرفته سيزداد تواضعه و ينحني ولكن ليس عجزا أو ذلا بل هذا الانحناء هو عنوان لعلمه و علو درجته و فهمه التواضع هو انكسارٌ للنفس يمنعها من أن ترى لِذَاتها الفضل على الغير.
ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله): من يتواضع لله درجة يرفعه الله درجة، حتى يجعله في عليين.
النتيجة ستكون من جنس العمل فلا يمكن أن يحدث غير ذلك بعد ادراك هذه الحقيقة والايمان بها نعرف لماذا رفع الله ام البنين سلام الله عليها و كيف وصلت الى هذا المقام الرفيع و كيف أصبحت بابا للحوائج؟
لا شيء يأتي هباء في هذا الكون
و الحقائق ثابتة ، كلما تقرب الشخص الى الله و عمل بصدق واخلاص سيعلو مقامه و تُرفع درجته
ام البنين كانت في غاية التواضع و المعرفة حيث عرفت ما يجب عليها فعله عندما دخلت الى بيت اميرالمومنين طلبت من الامام ان لا يذكر اسمها امام اطفال سيدة نساء العالمين رفقا بمشاعرهم وناداها اميرالمومنين بام البنين ورزقها الله اقمارا فرسانا يفتخر بهم العالم مدى الدهر كما ذكر اصحاب المقاتل شيئا عن بطولة اولاد ام البنين ومواساتهم للامام الحسين عليه السلام وكيفية استشهادهم فقالوا:
انه لما رأى العباس كثرة القتلى في اهله واصحاب الحسين بالنسبة الى عددهم القليل قال :(لاخوته الثلاثة عبدالله وجعفر وعثمان يابني امي تقدموا للقتال بنفسي انتم فحاموا عن سيدكم حتى تستشهدوا دونه وقد نصحتم لله ورسوله ).
فهم تلك الثمرة المباركة التي تنقذ العالم من الهلاك و أصبح العباس عليه السلام عنوانا للنجاة و مغيثا للسائلين و باب سيد الشهداء الذي يؤتى منه.
نعم لا يتوقع من امرأة جليلة كأم البنين أولاد غير هؤلاء الشجعان فأدب وتواضع تلك الوالدة الجليلة عند الدخول الى بيت سيدة نساء العالمين فاطمة سلام الله عليها تناقل الى نفوس هؤلاء الشجعان ليقدموا كل شيء في سبيل امام زمانهم ويحترموا سيد شباب اهل الجنة ليكتبوا اسماءهم واسم والدتهم في صفحة التاريخ كي يتجدد شذاه كل لحظة عندما يُذكر اسم العظماء ..... نقرأ في زيارتها (إِذ ضَحّيتِ بِأَولَادَكِ دُونَ الحُسَين بنَ بِنتِ رَسُولِ الله، وَعَبَدتِ اللهَ مُخلِصَةً لَهُ الدِّين بِولائكِ لِلأَئِمَّةِ المَعصُومِين عَلَيهمُ السَّلام، وَصَبَرتِ عَلَى تِلكَ الرَزيَّةِ العَظِيمَةِ، وَاحتَسَبتِ ذَلِكَ عِندَ الله رَبّ العَالَمين) .
كما قال نبينا الكريم صلى الله عليه واله
إذا تواضع العبد رفعه الله إلى السماء السابعة وها نحن اليوم امام شجرة مثمرة عملاقة التي اصلها في الارض و فرعها في السماء حيث تجود علينا بالعطاء في كل مرة نعجز عن التفكير في مشاكلنا و نقترب الى الهلاك وتنقذنا من المخاطر بفاتحة.
فسلام على تلك التضحيات وذلك الخلق الرفيع و تلك البساطة التي دلت على تواضعها وعلو شأنها
ورحمة الله وبركاته.
اضافةتعليق
التعليقات