إن الناجحين قوم استطاعوا أن يجعلوا العادات الإيجابية المفيدة (عادات الفاعلية والتأثير) جزءاً من حياتهم اليومية. إنهم قومٌ يحركهم شعور داخلي قوي نحو تحقيق أهدافهم وغاياتهم.
كُن مبادراً
بادر ولا تنتظر، إن الناجحين قوم مبادرون، ينمّون في أنفسهم القدرة على (اختيار ردود أفعالهم) تجاه المواقف والأحداث، ويجعلونها ثمرة للقيم التي يحملونها، والقرارات التي يتخذونها، لا تابعة لأمزجتهم وأوضاعهم. إنهم يتمتعون بـ (الحرية) في اختيار مواقفهم حيال أي وضع داخل أنفسهم أو خارجها.
إنك كلما مارست حريتك في اختيار مواقفك واستجاباتك و ردود أفعالك أصبحت أكثر مبادرة وإيجابية. وسبيل ذلك:
أ-أن تكون هادياً لا قاضياً.
ب-أن تكون مثالاً يحتذى لا ناقداً.
ت-أن تكون مبرمجاً لا برنامجاً.
ث-أن تغذي الفرص وتجيع المشكلات.
ج-أن تحافظ على الوعود لا أن تختلق الأعذار.
ح-أن تركز على الدائرة الضيقة للتأثير الممكن، لا على الدائرة الواسعة للأمور التي تهمك ولا سيطرة لك عليها.
* ليكن هدفك واضحاً منذ البداية
هذه عادة القادة الناجحين. ابدأ يومك بأهداف واضحة تريد تحقيقها، وأعمال محددة تسعى لإنجازها. إن (الناجحين) يعلمون أن الأشياء توجد في (الذهن) قبل أن توجد في (الواقع)، لذلك فهم يكتبون أهدافهم ويجعلونها (مرجعاً) عند اتخاذ قراراتهم المستقبلية. إنهم يحددون بدقة وعناية (أولوياتهم) قبل الانطلاق لتحديد أهدافهم.
أما (المخفقون) فيسمحون لعاداتهم القديمة، ولأناس آخرين، وللظروف المحيطة بهم أن تملي عليهم أهدافهم، أو تؤثر في أولوياتهم، إنهم يتبنون القيم والأهداف السائدة في مجتمعهم، وتقاليدهم، وثقافتهم، دون فحصها للتأكد من صحتها، أو مناسبتها لهم، ويشرعون في تسلق (سلم النجاح) الذي يتخيلونه، فإذا وصلوا إلى آخر درجة فيه اكتشفوا أنه مستند على غير الجدار المطلوب!.
خماسية الهدف الفعال:
إنها فروع خمس تصب مياهها في مصب واحد، مصب الأهداف الفعالة؛ حتى تتحقق الأهداف بشكل جلي، ويكون لها تأثير إيجابي، ولأن الأهداف هي الخطوة الأولى على طريق التخطيط الفعال، فكان لابد لهذه الأهداف أن تحوز تلك السمات الخمس، وهي:
1-المشروعية.
ونعني بها أن يكون الهدف متوافقاً مع القيم والمبادىء السامية للخير والجمال.
2-الدقة والوضوح.
بأن يكون هدفك واضحاً ومحدداً، لا غموض فيه ولا لبس، (ومن وضوح الهدف أن يكون إيجابياً لا سلبياً؛ أي أن تحدد ما تريده بوضوح، إذ إن من الأخطاء التي يقع فيها كثير من الناس عند سؤاله عن هدفه أنه يذكر لك ما لا يريده، أما ما يريده فهو غير واضح في ذهنه، أو لم يفكر فيه أصلاً، ومن وضوح الهدف أيضاً أن تتخيل أكبر قدر ممكن من تفاصيله كأنه منجز متحقق حاصل بين يديك).
3-القابلية للتقويم والقياس.
فلا قيمة لهدف لا يمكن تقويمه أو قياسه، إذ كيف سيمكنك أن تعرف مدى تقدمك نحو هدفك.
4-القابلية للتحقيق.
وذلك بأن يتسم هدفك بالواقعية والطموح في آن واحد.
5-مراعاة الزمن.
يجب أن تكون لأهدافك نقاط بدء ونقاط انتهاء، وذلك بوضع فترات زمنية محددة لتحقيق هذه الأهداف...
-تبدأ عملية تحديد الهدف بخاطرة سريعة عن الأهداف المستقبلية، اعلم أنه لا حدود للخواطر، وحينما يخطر ببالك شيء اكتبه مباشرة أياً كان.
اكتب كل ما يخطر ببالك ولا تستبعد أي شيء. افترض توافر كل المصادر لديك واضمحلال كل العقبات أياً كانت.
والشيء المهم الآن أن الصعب سوف يكون ممكناً في فترة ما، ولكن استبعد بعض الأفكار التي من الممكن أن تحول بينك وبين تحقيق هدفك.. هذه المرحلة تسمى مرحلة كتابة الخواطر.
وبعد كتابتك للخواطر قم بتصنيفها حسب الأولوية وكن دقيقاً في تفكيرك قم بالفصل بين الأهداف الحقيقية والأفكار والتي هي مجرد وسيلة للوصول للهدف الحقيقي.
-حدد أولوياتك.. يخطىء الكثيرون عند رسم الخطط حينما يعتقدون بأن الأمور الملحة يجب أن توضع في قمة الأولويات.. وهؤلاء يعتقدون أنهم ينجزون حينما يعملون تحت ضغوط وحينما لا يكون هناك بد من عمل الشيء.
التخطيط كأي علم من العلوم يحتاج بطبيعة الحال إلى تركيز شديد وخاصة في مرحلة وضع الأهداف ولكن التركيز يحتاج أيضاً إلى مزيد من الإصرار والمثابرة ولا تكفي الخطط على الورق بل لا بد من الجهد البشري وتطبيقها على أرض الواقع.
الإصرار مهم جداً لتحقيق النجاح... أديسون قال كلمة جميلة جداً "أعرف أكثر من 250 طريقة لا يمكن بها اختراع مصباح!" مقولة جداً رائعة فلم يفقد الإصرار ولم يمل ولم يتحطم معنوياً مع تلك المحاولات التي ربما قد تكون فاشلة وإنما حول الفشل إلى معرفة وهذا أقصى درجات الثقة بالنفس..
وأعجبتني مقولة أخرى لأحد المفكرين حينما قال: "ليس هناك شيء يمكن أن يحل محل الإصرار"، فالموهبة لا يمكن أن تحل محل الإصرار فكم من موهوب فاشل، والتعليم لا يمكن أن يحل محل الإصرار، فالعالم مليء بالمهملين المتعلمين.
فالإصرار والعزيمة وحدهما هما الباقيان، ولقد كان وسيظل شعار "امض قُدماً" حلاً لمشاكل البشرية.
اضافةتعليق
التعليقات