إن المسئولية من علامات النضج، ولقد شجعناها في أطفالنا منذ أن كانوا صغاراً، وقمنا بتنمية إحساسهم الناشئ بالمسئولية مع كل عام يمر من حياتهم والآن وقد أصبحوا مراهقين نريدهم أن يقوموا بتنمية إحساس داخلي بالمسئولية لكى يستطيعوا عمل ما يجب نريدهم أن يختار وفعل ما هو صحيح حتى عندما يكون من الصعب القيام به ، وما هو مناسب في أي موقف، وفقا لقيمهم وعليهم القيام بذلك.
بينما ينضج المراهقون يملى عليهم إحساسهم بالمسئولية مجموعة كبيرة بداية من كيفية التعامل مع الأموال وحتى كيفية من السلوكيات تعاملهم مع علاقاتهم الشخصية وهم غالبا ما يحصلون على قدر أكبر من من المسئولية، الحرية والامتيازات عندما يبدأون في إظهار قدر أكبر مكانة وإحساس مراهقينا بالمسئولية سيؤثر على مدى سير حياتهم اليومية سواء كان بسلاسة، أم بالانتقال السريع من كارثة أو أزمة إلى أخرى.
على مراهقينا أن يتعلموا أن كونهم مسئولين يعنى أن يقيموا الأمور جيداً، وخاصة عندما يعتمد عليهم الآخرون وقد يستغرق منهم الأمر وقتاً حتى يدركوا أن أفعالهم تؤثر على الآخرين أو أن الآخرين يعتمدون عليهم، والاشتراك فى مشروعات جماعية في المدرسة، وممارسة أنواع الرياضة الجماعية طريقتان لإعطائهم الفرصة لكي يعملوا مع الآخرين لتحقيق أهداف أكبر من مجرد تحقيق رغباتهم الفردية. إن المشاركة في جماعة تعلم المراهقين أن يكونوا مسئولين عن بعضهم البعض بالإضافة لمسئوليتهم عن أنفسهم ولأننا نريد أن ينمي مراهقونا الاستقامة الداخلية التي هي جزء أساسي من كون الإنسان مسؤولاً، علينا أن نتساءل هل نحن أنفسنا نمدهم بقدوة من خلال المعيشة وفقاً لهذه المعايير.
رغم كل شيء، عدد الكبار الذين يتصرفون دائما بطريقه مسئولة حقا - مع أنفسهم وتجاه لا يمكننا أن نجبر مراهقينا أن يصبحوامسئولين بمجرد أن نطلب منهم أن يكونوا كذلك، فيجب أن يشعروا من داخلهم أن ذلك هو الصحيح فعندما يواجه الطفل قراراً صعباً تزيد احتمالية - إذا كان قد نشأ على التفكير والتصرف السليم - أن يفكر كالآتي : " هذه هي الطريقة التي نفعل بها الأشياء فى عائلتنا " ثم يستجمع قواه لعمل ما هو صحيح وفقاً لمعرفته الداخلية الآخرين؟
بينما يتقدم مراهقونا فى مرحلة المراهقة سيزيد احتياجهم للاعتماد على أنفسهم، وغالباً بدون أن نعرف تفاصيل ما سيقدمون على فعله فكلما أصبح إحساسهم بالمسئولية داخلياً ونابعاً من داخل ذاتهم، ومستقلاً عنا، أو عن السلطات الأخرى، بل حتى عن أقرانهم، سيزيد اعتمادهم على أنفسهم وقد يؤدي الإحساس القوي بالذات بدوره إلى قدرة متزايدة على العمل مع الآخرين، ومعرفة متى يطلبون النصيحة، أو الإرشاد، أو المساندة، أو المعلومات.
الذهاب للمدرسة هو "عمل" المراهق، المدرسة عادة هي أول مكان للطفل خارج الأسرة حيث يتعلم الأولاد أن يتحملوا مسئولية أنفسهم والآخرين وفي المدرسة تزداد مسئولية الأطفال عاماً بعد آخر سواء كانت الزيادة في عدد المسئوليات أو تعقيدها وعندما تبدأ مرحلة المراهقة غالباً ما يكون بالمدرسة الكثير من التحديات: الاختبارات أصعب، والمدرسون يكلفونهم بمزيد من الواجبات المدرسية، وتكون الأبحاث أكثر توسعا وتتطلب تخطيطا على نطاق واسع وليس المدرسة الإعدادية لذا فتجد أن بعض الأولاد يتكيفون بسهولة بينما كل مراهق مستعدا ًللمسئولية الأكاديمية الأكبر التي تلقى على عاتقه في البعض الآخر يعانون مشاكل أكثر .
"في أحد الأيام تلقت الأم نوعية من المكالمات التي يخشاها الآباء من مساعد مدير المدرسة حيث قام ابنها " وارين البالغ من العمر ثلاثة عشر عاماً بتقديم ورقة بحثية للمدرسة قام بتحميلها من موقع على شبكة المعلومات الدولية " الإنترنت " إنه حتى لم يكلف نفسه عناء أن يعيد كتابة أي جزء فى تلك الورقة البحثية - لقد كانت سرقة أدبية واقتباس وعاقبت المدرسة
" وارين " بأن رسب في تلك الورقة البحثية وتم فصله من المدرسة لمدة أسبوعين، ولكن الأم أصرت على الإضافة إلى تلك العواقب، قالت الأم لابنها أثناء الاجتماع مع نائب الناظر وفي حضور المدرس: " أريدك أن تكتب ورقتك البحثية الآن ".
احتج " وارين " قائلا : "أوه يا أمي ، ألا ترين أن كل ذلك كاف؟ لقد اعترفت بكل شيء"
قالت الأم : "لا، ليس هذا بكاف، لقد فقدت الخبرة الناتجة عن كتابة ورقتك البحثية، وأريدك أن تعرف أنه بإمكانك النجاح فى تلك المهمة"
وافقها المدرس قائلاً: " تلك فكرة رائعة، ويمكنك الان وقت إيقافك عن الدراسة لكى تذهب للمكتبة للعمل على إنهاء تلك الورقة البحثية"
شعر "وارين" أن الجميع يتحدون ضده "بخطئك ليس مثل القيام بمسئولياتك، استكملت الأم حديثها قائلة: " هذا ليس عقاباً إن الاعتراف تعرف أنه بإمكانك عمل ما طلب منك"
أضاف مدرس "وارين" قائلاً بها، وسأكون سعيدا لمساعدتك إذا واجهتك مشاكل أعلمني"
كانت الأم على حق فى إصرارها على استكمال "وارين " لبحثه؛ فهي لم تكن تريده أن يفقد فرصة بناء ثقته في قدراته التي سيحتاجها كلما أصبحت المواد الدراسية تنطوي على الكثير من التحديات، وهو يحتاج أن يتعلم الآن أن بإمكانه الاعتماد على نفسه ليقوم بعمل رائع في مشروعات المدرسة . إن تمتعه بالثقة في عمله سيعطيه إحساساً بالاعتماد على النفس ، وتأمل الأم أن ذلك سيقلل فرص أن يكرر سرقته الأدبية أو الاقتباس مرة أخرى.
لاحظ أن الأم ركزت على التصرف والبناء الإيجابي، ولم تتوقف عند حقيقة أنه اقتبس البحث، أو حتى تسأله لماذا فعل ذلك بما أنه لا يوجد بالفعل سبب مقبول لمثل هذا السلوك ، ولا حتى عاقبت "وارين " بحرمانه من بعض الامتيازات في المنزل لقد كانت تلك القضية في المقام الأول مشكلة مدرسية .
وكان إصرار الأم على تحمل "وارين " مسئولياته الأكاديمية بمثابة توضيح أنها تؤيد رد فعل المدرسة تجاه الاقتباس وأنها تؤمن به وبقدراته، إن المسئولية الأولية فى حياة مراهقينا هي أداؤهم في المدرسة، والالتزام بالمتطلبات الأكاديمية من أجل النجاح يجب على مراهقينا أن إذا عاش المراهقون جواً من المسئولية يتعلموا أن يكونوا مسئولين فى إطار النظام الدراسي ويمكننا تشجيعهم، ومساندتهم وهم يفعلون ذلك ولكن يجب أن يتعلموا بالتدريج كيف يتعاملون مع الواجب المدرسي بمفردهم ويمكننا مساعدتهم في عمل ذلك عن طريق أن نهتم بما يفعلونه في المدرسة والتحدث معهم عما يتعلمونه وتقدير أهمية التعليم.
اضافةتعليق
التعليقات