رفع الاسلام شعار السلام منذ الوهلة الأولى من نزوله، فتحيته السلام وشعاره السلام، وآخر الصلاة السلام،.. وفي الآية القرآنية الكريمة: "ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خُطوات الشيطان".
وقد كانت حروب الرسول – صلى الله عليه وآله وسلم – كلها دفاعية؛ وكان الرسول – صلى الله عليه و آله وسلم – يمتنع عن الحرب والقتل إلا في الضرورة القصوى، ولذا فقد أسلم الناس، وانضمت إلى حكومته العادلة رقعة شاسعة من الأرض يربو مساحتها على مساحة القارة الأوربية.
والغرب رفع شعار السلام ظاهراً، لكنه في الحقيقة رفع لواء الحرب تحت غطاء السلام، ولذا لما عرف الناس أنهم غير صادقين، انفضوا من حولهم، وحرب الأفيون وفيتنام وهيروشيما وناكازاكي والحربان العالميتان من أبرز الشواهد على أن شعارهم كان بلا محتوى.
وإذا أرادت البشرية الخلاص من هذه الطامة، فاللازم أن ينضووا تحت لواء الاسلام الصحيح الذي ذكر في الكتاب والسنة وطبّقه الرسول الأعظم (صلى الله عليه آله وسلم) وعلي عليه السلام.
إذا أراد العالم الخلاص من شر الحروب فاللازم– أولاً وبالذات – أن يوفر ثلاثة أمور:
الأول: تغيير القوانين التي تهتف بالحرب وتحفز عليها.
الثاني: تغيير مصانع السلاح وميزانياتها إلى مصانع البناء لخدمة الإنسان والحياة، وتلقائياً يكون عمالها عمال بناء بدلاً عن كونهم عمال حرب.
الثالث: إلغاء الأسلحة الفتاكة والمدمرة، والمنع من إنتاجها وادخارها واستخدامها بالمرّة، وتبديلها بالأسلحة البدائية، حتّى إذا وقعت حرب – لا سمح الله – تكون أقل ضرراً على الإنسان وإنجازاته. وإذا تساءل أحدنا: وهل يمكن ذلك؟
فالإجابة تكون نعم: أما الأول ففي غاية السهولة، لأنّ الأول يرجع إلى المقننين، ويفرض من العقلاء المحبين للبشر ولإنجازاته.
والثاني: بحاجة إلى عقد مؤتمرات، ودعوة عدد كبير من الخبراء الذين يحبون المصلحة العامة مع جدولة زمنية للتغيير بحيث لا يوجب بطالة العمّال، ولا توقف في الانتاج والتطور.
وأما الثالث: فيُعرف إمكانه من وقوف العالم ضد الأسلحة المحرمة دولياً، وضد توسعة الحروب الحالية، وضد انتشار الأسلحة، وضد العدوان وإضرام الحروب ومسببيها.
وهذه الروح هي التي تفرض منع الأسلحة الفتاكة، واستبدالها بالأسلحة البدائية الأقل ضرراً، فإنه ليس للإنسان روحان: روح تمنع الأول، و روح تسمح بالثاني، والأمر يحتاج إلى البلورة والتطبيق.
وقد اهتم جماعة من المفكرين بإنشاء الأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية، وجامعة الدول الإسلامية، وجامعة الدول الإفريقية.. وما أشبه ذلك – مع قطع النظر عمّا يرد عليها من المؤاخذات – فما المانع من أن يهتم جماعة من المصلحين، بإنشاء منظمة إصلاحية عالمية للمنع عن إنتاج وامتلاك واستخدام الأسلحة الحديثة، وبذلك يتوفر عامل من أهم عوامل إحلال السلام في ربوع العالم، ويستطيع أن يعيش الإنسان كما أراده الله سبحانه: "في السلم كافّة..."، آمناً مطمئناً..
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ألا أخبركم بخير أخلاق أهل الدنيا والآخرة؟ قالوا: بلى يا رسول الله، فقال: إفشاء السلام في العالم.
اضافةتعليق
التعليقات