• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

من أين تنشأ صراعاتنا الداخلية؟

رقية الاسدي / الأربعاء 27 آذار 2024 / تطوير / 1348
شارك الموضوع :

ربما لم نعد بحاجة للتوجهات العصابية التي اكتسبناها أثناء طفولتنا، واستطعنا الاستفادة من كل قدرتنا

إن معيشة المرء لحياته ولديه صراعات داخلية مكبوتة تؤدي إلى تدمير هائل لطاقاته الإنسانية لا تنتج عن الصراعات الداخلية نفسها فحسب، بـل وعـن المحاولات الهائلة للتخلص منها.

أحيانا ما يبدي الأشخاص العصابيون تمسكاً مثيراً للفضول بأهدافهم فالرجال قد يضحون بكل شيء حتى كرامتهم لتحقيق طموحاتهم، والنساء قد لا تريد من الحياة شيئا إلا الحب، والآباء قد يكرسون حياتهم بالكامل لأبنائهم. إن هؤلاء الأشخاص يقدمون نماذج على صدق العزيمة، ولكن الحق أنهم كما أوضحنا يسيرون خلف سراب يبدو لهم أنه يقدم حلا لصراعاتهم، وصدق العزيمة الواضح لديهم دليل على اليأس لا على تكامل الشخصية .

ربما لم نعد بحاجة للتوجهات العصابية التي اكتسبناها أثناء طفولتنا، واستطعنا الاستفادة من كل قدرتنا إذا تحررنا من تلك التوجهات.

كانت كارين هورني في منتصف مرحلة المراهقة عندما صدر كتاب من تفسير الأحلام، وقد اشتهرت "هورني" فيما بعد بـ (نسونة)مجال علم النفس الذي سيطر عليه الرجال، ومع ذلك فلم تنشر أول كتاب لها إلا بعد تلك الفقرة بخمسة وثلاثين عاما تزوجت خلالها، وأنجبت ثلاثة أبناء، وحصلت على الدكتوراه.

لقد تحررت كارين" هورني من اتباع مدرسة "فرويد" في علم النفس بعدة صور مهمة وقد اختلفت "هورني"مع توجه "فرويد" بقولها إن الناس ليس من الضروري أن يكونوا دائما أسرى لعقولهم الباطنة أو ماضيهم. وكانت تريد أن تجد السبب الأساسي للمشاكل النفسية، ولكنها وجدت أن هذه المشاكل ترتبط بالحاضر ويمكن حلها، وقد كان لتوضيحها البسيط الواضح لأنواع العصاب أثر هائل على الأساليب المعاصرة من العلاج النفسي، وكان أسلوبها التفاعلي في العلاج وتأكيدها على اكتشاف الذات الحقيقية بكل قدراتها الهائلة مؤثرات مهمة. على علم النفس من المدرسة الإنسانية الذي يتبعه "كارل روجرز" و "أبراهام ماسلو".

وفي النهاية كانت"هورني"تريد أن تجعل عملية التحليل النفسي مفهومة لدرجة تجعل الناس قادرين على تحليل أنفسهم، وبذلك بشرت بضم العلاج النفسي المعرفي إلى حركة مساعدة الذات. وكان كتابها صراعاتنا الداخلية: نظرية بنيوية للعصاب يعتبر كتابا موجها لغير المتخصصين وفي حين أن المعالجين النفسيين المتخصصين ينبغي أن يتعاملوا مع الأمراض العصابية الحادة، فقد كانت "هورني" تعتقد أيضا أننا نستطيع بأنفسنا من خلال الجهود الكبيرة أن نقطع شوطا كبيرًا فى علاج صراعاتنا الداخلية ولذلك الملاحظة الدقيقة لدفاعات العقل الإنساني. ومن المؤكد أن قارئ الكتاب سيكون السبب، فإن كتابها بمثابة كتب مساعدة للذات رغم أنه قائم على أربعين عامًا من شخصا فوق العادة إن لم يجد لديه جزءا واحدًا على الأقل من الأوصاف الثلاثة التي تذكرها "هورني" في الكتاب لوصف التوجهات العصابية.

ترى"هورني" أن كل الأعراض العصبية توضيح لصراع داخلي مكبوت ورغم أن هذه الأعراض تسبب صعوبات للشخص في حياته الواقعية، فإن الصراع هو ما يؤدي فعلا للاكتئاب والقلق والتبلد، واللامبالاة، والتعلق المرضي والاعتمادية الزائدة.. والصراع الداخلي يتضمن عدم اتساق لا يلحظه الشخص بوجه عام وعلى سبيل المثال:

-قد يشعر المرء بإهانة شديدة من تشهير به في حين أنه لم يشهر به أحد.

-قد يقدر المرء صداقته مع أحدهم، ومع ذلك يسرق منه.

-قد تزعم أم بأنها تكرس حياتها لأبنائها، ومع ذلك تنسى أعياد ميلادهم.

-قد يكون الشخص متسامحا مع الآخرين، ولكنه قاس جداً على نفسه.

إن مثل هذه الأشياء توضح انقساما في الشخصية. وفيما يخص الأم في الأمثلة السابقة تقول"هورني" إن هذه الأم ربما كانت أكثر تكريسا لنموذجها ومثلها الأعلى بأن تصبح أما مثالية بعيدا عن الأبناء أنفسهم أو ربما كان لدى هذه الأم توجه سادي غير واع بأن تفسد على أبنائها بهجتهم.

والمهم هنا هو أن المشكلة الظاهرة غالبا ما توضح صراعًا داخليا عميقا، فكر مثلا في الزيجة التي تثور فيها المجادلات على شيء بسيط.

 

هل موضوع المجادلة هو المشكلة الحقيقية، أم أن هناك شيئا وراءه؟

كيف يتطور الصراع؟

كان"فرويد" يعتقد أن الصراعات الداخلية ناتجة عن دوافع غريزية تتعارض الضمير المتحضر وهو ما لا يستطيع الفرد تغييره أبدا.

أما هورني فقد كانت مع تری أن الاضطراب الداخلي ناتج عن تعارض تصوراتنا بشأن ما نريده فعلا. وعلى سبيل المثال، فقد يرغب الأطفال الذين نشأوا في أسرة عدوانية في الحب مثل أي شخص آخر، ولكنهم يشعرون بأنهم مضطرون للعدوانية حتى يتوافقوا مع بيئتهم.

وعندما يبلغ هؤلاء الأطفال الرشد تتعارض هذه الاحتياجات الحقيقية لديهم مع حاجتهم العصابية للسيطرة على المواقف والأشخاص والمؤسف أن الشخص الذي يشعرون بصورة مرضية بأنهم مضطرون لأن يصبحوه هو نفس الشخصية التي لن تمنحهم أبدا ما يريدونه، وتصبح السلوكيات التي يقومون بها هي شخصياتهم الفعلية رغم أنها شخصية منقسمة.

وترى هورني ان الامراض العصابية لدى الراشدين تنبع من عوامل اخرى مثل ضعف الحب، أو نقص التوجيه أو الانتباه أو الاحترام للطفل، أو الحب المشروط  له، أو عدم اتساق القواعد التي تطبق عليه، أو عزله عن بقية الأطفال، أو نشأته في جو عدواني، أو السيطرة عليه.. إلخ.

إن كل هذه الأمور تشعر الطفل بضرورة تعامله مع شعوره بانعدام الأمان بصورة معينة فينمي لديه إستراتيجيات أو توجهات عصابية يحملها معه حتى مرحلة الرشد.

من كتاب (علم النفس) للكاتب توم باتلر-باودون
الشخصية
السلوك
علم النفس
المجتمع
صحة
الطفل
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    يقظة قلب

    تغلّب على الغضب وانسجم مع الحياة

    هل للولادة القيصرية مخاطر على صحة الأم والطفل؟

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان

    عطش الغرقى ..

    فيض الغدير

    آخر القراءات

    الضوضاء البيضاء: هل هي حقا وسيلة نافعة؟

    النشر : السبت 29 نيسان 2023
    اخر قراءة : منذ 12 ثانية

    أشخاص مميزين

    النشر : الأربعاء 19 حزيران 2024
    اخر قراءة : منذ 14 ثانية

    ماهي فوائد البوتاسيوم وأين يتواجد؟

    النشر : الثلاثاء 03 تشرين الثاني 2020
    اخر قراءة : منذ 19 ثانية

    تربية الفكر الثقافي بين الابداع والتجديد

    النشر : الخميس 22 شباط 2018
    اخر قراءة : منذ 22 ثانية

    مهر ملكوتي!

    النشر : الأحد 14 كانون الثاني 2018
    اخر قراءة : منذ 31 ثانية

    علي عليه السلام.. السر الأعظم

    النشر : الأثنين 11 حزيران 2018
    اخر قراءة : منذ 37 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1048 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1022 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 993 مشاهدات

    الإنسانية أولاً.. والاختلاف لا ينقضها

    • 437 مشاهدات

    خوف من المستقبل: لماذا يطاردنا.. وكيف نواجهه؟

    • 385 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار تُنظم ملتقى "خادمات المنبر الحسيني" الثالث

    • 357 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3879 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3444 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1048 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1022 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 993 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 986 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    يقظة قلب
    • منذ 3 ساعة
    تغلّب على الغضب وانسجم مع الحياة
    • منذ 3 ساعة
    هل للولادة القيصرية مخاطر على صحة الأم والطفل؟
    • منذ 3 ساعة
    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان
    • الأحد 15 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة