يُعرف التعاون حسب علم الاجتماع بأنّه آلية متميّزة يتشارك بها عدد من الأفراد من أجل الحصول على نتيجةٍ مشتركةٍ وفعّالة وإيجابية وهذا التعاون يشمل جميع مجالات الحياة.
بينما يفسر البعض أن التعاون عند الصغار سهلاً وعادة ما يكون من دون طلب أو تحفيز فترى الأطفال يسرعون في مساعدة الأب أو المعلم أو بقية الأطفال بينما الكبار هم بحاجة إلى تحفيز وتشجيع وأحيانا يكون من أجل هدف أو مصلحة وهذا طبعاً ما يكون متعارف عليه في الوظائف والموارد المالية أو المناصب القيادية بينما نجد أن ثمرة التعاون عظيمة جداً وتبرز آثارها في وقتها .
ونجد أن أساس نجاح الدول المتقدمة في تعاون شعبها مع النظام والقوانين لذلك وإن أخطأ فرد منهم يتعاون الجميع على إصلاح ما فسد .
بينما الأمم النامية والتي تعاني من أزمة التعاون المشترك وبناء روح الأمة بالتعاون المشترك ويبدأ من الطفولة المبكرة، فذلك يزيد من قوة المجتمع ويجعله في قمة عالية من الأخلاق.
وهناك آيات قرآنية وأحاديث حول أهمية التعاون فقد حثّ القرآن الكريم وأهل البيت (عليهم السلام) على مسألة التعاون والتكاتف والتراحم بين المسلمين والمؤمنين، قال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} وقد قسّم القرآن الكريم التعاون على نوعين البر والتقوى. والقسم الثاني التعاون على الإثم والعدوان.
وفي كلام آخر يؤكد الإمام علي (عليه السلام) لزوم الجماعة والتعاون فيقول:
"وَالْزَمُوا مَا عُقِدَ عَلَيْهِ حَبْلُ الْجَمَاعَةِ".
و الكثير من أقاويل الحكماء التي تحثّ على التعاون وقيمة هذا العمل و "يمكن للقوة فقط أن تتعاون، أمّا الضعف فلا يسعه إلا أن يتوسل".
فكيف يمكن أن أعلم صغيري على مهارة التعاون ؟
يمكن من خلال التعاون المباشر والذي يتمّ بين الأفراد وجهاً لوجه عن طريق مبادرة أهل الحي في تشجير المنطقة وزراعة الأشجار ومشاركة الطفل في هذه المبادرة ليتعلم .
ترتيب الغرفة الشخصيّة، وتنظيفها، وتهويتها باستمرار، ومساعدة الأم في أعمال المنزل المختلفة، وتلبية طلباتها أيضا يعتبر درساً في التعاون الأسري.
مساعدة الجيران في قضاء حوائجهم ، تعاون التلاميذ فيما بينهم وترتيب الصف عند دخول المعلم .
وهناك نوع آخر وهو التعاون غير المباشر والذي يتم عبر تقديم المنتجات والأدوات المختلفة لأفراد المجتمع. كدفع الأموال للمستحقين. شراء كسوة الشتاء والتبرع فيها للمحتاجين. رفع حجر من الطريق.
كل هذه دروس أخلاقية يتعلمها الصغير من الأسرة ويطبقها في المجتمع.
فالتعاون سبيلٌ لمحبّة كل فرد للفرد الآخر، وتقديم له جميع السبل الممكنة لمُساعدته فدائماً نرى أنّ المجتمعات المُتعاونة تكون أكثر تطوّراً علميّاً وتكنولوجيّاً، وأفرادها يكونون على مستوى عالي من المعرفة، ومثال على ذلك المجتمع الياباني.
كسب رضا الله تعالى وخاصّةً إن كان التعاون ناتجاً بقصدٍ ديني، وبذلك يتمّ بناء مجتمع إسلامي أخلاقي قادر على مواجهة جميع الفرقة والأنانية وتشجيع مساعدة المحتاجين أينما وجدوا في الشارع، والمدرسة، والمؤسسات المختلفة.
اضافةتعليق
التعليقات