تتنوع عادات الشهر الفضيل من بلاد لأخرى ابتداءً من بلدنا الحبيب العراق حيث تهطل على أرواحنا زخات من الخير لينتزعنا من غفلة الحياة والجري خلفها ليطهر به العقل والقلب رغم تقلبات الزمان وغياب الكثير من العادات إلا أننا مازلنا نحتفظ ببعضها مثل تعليق الفوانيس الرمضانية وتحضير الركن الرمضاني وتجهيز الختمة القرآنية سواء في الحائر الحسيني أو العباسي والبيوتات الكربلائية.
(بشرى حياة) تنقلنا بجولة رمضانية عن جمال الشهر الفضيل..
تسرد الحاجة أم ياس تجربتها قائلة: هذه السنة الرابعة التي التحق بها للحرم الحسيني للمشاركة في الختمة الرمضانية السنوية، وانا سعيدة جدا فالأجواء داخل الحرم لها طابع ديني خاص بنكهة رمضانية مميزة.
فيما اعتادت سناء الياسري (موظفة) على تجهيز الركن الرمضاني في بيتها ايذانا بحلول الشهر المبارك حيث ابتاعت مقتنيات خاصة بهذا الجانب.
اما ام رفل فهي من محبي تحضير وجبات الطعام المختلفة اذ اعتادت على تحضير الحلويات والمعجنات والفطائر لتشارك بتحضير الوصفات عبر منصات التواصل حيث تشاركها الحديث والتحضيرات والوصفات العديد من النسوة العرب والمغتربات ايضا.
رمضان حول العالم
وان اختلفت الاماكن والعادات غير ان رمضان بطقوسه يبقى ذو نكهة خاصة لها عبقها الذي لا يبرح الذاكرة اذ تقيم جميع الدول الاسلامية عاداته لإحياء لياليه المباركة مثل القرقيعان والدق على الطبول وقت السحر وهناك اقامة مناسك الصلاة واحياء ليالي القدر والاعتكاف في العشر الأواخر، وأيضًا دعوة الآخرين على الإفطار وإقامة موائد للإفطار كما يوجد العديد من المظاهر التراثية التي ارتبطت بهذا الشهر كالفانوس والزينة ومدفع رمضان وأيضًا شخصية المسحراتي والحكواتي، وتجهيز المأكولات وبعض الحلوى والتي يتم تناولها عقب الإفطار. حتى الذين يقطنون في بلاد الغربة يواكبون تلك الشعائر بكل قدسية وفق ما اعتادوا عليه، اذ يسعى الجميع بالحفاظ على العادات الراسخة منذ امد بعيد وتناقلها عبر الاجيال وذلك ينطبق على كل الشعوب الاسلامية، وبالرغم من وجود بعض الاختلافات التي قد تحدث إلا أن المجتمع الاسلامي حول العالم ما زال يرتبط بتلك الطقوس الجميلة في جميع البلدان فعلى سبيل المثال تبدأ دولة الإمارات الاحتفالات بقرب شهر رمضان في دبي بدءاً من ليلة 15 شعبان وهو الشهر الإسلامي الذي يسبق شهر رمضان وهو تقليد شعبي اسمه حق الليلة وهو جزء لا يتجزأ من الثقافة والهوية الإماراتية، حيث يساهم في التوعية بشهر رمضان المبارك وايضا الفوانيس الرمضانية وبالتأكيد هي ليست ثقافة دينية إلا أنها سمة مميزة من سمات الشهر الكريم، اذ يحمله الأطفال في مصر وفي العديد من الدول ليتجولوا بها وينشدون أروع الأغاني الشعبية ويطلبون الحلوى من أقاربهم ومعارفهم.
وهناك القرقيعان في الكويت وهو احتفال شعبي تقليدي يهدف لتعليم الأطفال كل المعلومات المهمة حول أهمية رمضان ويكون في منتصف الشهر المبارك ويمتد لمدة 3 أيام يتجولون في الشوارع بملابس تقليدية.
وايضا النفار في المغرب حيث يبدأ الشباب عزف النفار بالمدينة أي آلة النفخ لإيقاظ النائمين لتناول السحور ومن العادات العراقية لعبة المحيبس وهي لعبة تتكون من حلقات يعرفونها العراقيين ويحبونها، أما عن المشاعر الدينية في إيران فلها مذاقها الخاص ففي يوم التاسع عشر والحادي والعشرون من رمضان تبدأ العديد من الجماعات الدينية في إيران مراسم تأبينها لإحياء ذكرى استشهاد الإمام علي (عليه السلام) إذ يقوم المشاركين بإقامة مراسيم العزاء التي تتخللها العديد من العادات كتقديم الطعام المجاني والمشروبات الفارسية التقليدية التي نجدها على الطاولات تزين شوارع كل مدينة.
وهناك طبال السحور في تركيا ومسحراتي بادوسان ونيكار في إندونيسيا حيث تحتضن إندونيسيا الكثير من التقاليد الشعبية والاحتفالات وايضا التجمعات النسائية في بنغلاديش والهند وباكستان والاحتفال بليلة عيد الفطر إذ تعد هذه الليلة من أروع العادات الشعبية لتبادل وجبات الفطور الرمضاني والحلوى الشعبية الشهيرة حيث تذهب النساء للتسوق بعد الإفطار لشراء الأساور ورسم تصاميم الحناء على أيديهن وأقدامهن وعادة ما تكون الأسواق والبازارات مزدحمة بالمتسوقين حتى الصباح الباكر من اليوم التالي، وهناك ايضا طقوس خاصة تقام في سيريوالاس في الهند وعادات جزر القمر في جنوب أفريقيا فمن التقاليد الرمضانية الشائعة في العديد من البلدان الاحتفال برؤية الهلال الأول للقمر، اما في بلادس في ألبانيا يحتفلون بشهر رمضان على طريقة الغجر حيث يتم الإعلان عن الصيام والإفطار على أنغام القصص التقليدية.
كانت هذه بعض من عادات وتقاليد الكثير من الشعوب حول العالم في احياء ليالي شهر رمضان المبارك وهناك المزيد ولكن لا يسع للمقام ذكرها.
اضافةتعليق
التعليقات