ها قد حل عاما دراسيا جديدا مكللا بأمنيات النجاح والارتقاء لمرحلة جديدة إلا أن الفرحة كانت ممزوجة بين حماس الأبناء وقلق الآباء، إذ لم تعد فرحة العودة إلى المدرسة خالصة كما كانت في الماضي، بعدما أثقلت المصاريف كاهل العوائل المحدودة الدخل.
فبين المستلزمات المدرسية بكامل تفاصيلها لكل المراحل، ترتفع قائمة المشتريات لتتحول إلى عبءٍ اقتصادي حقيقي يرافق الأسر في كل عام دراسي جديد.
بهذا الجانب أجرت (بشرى حياة) هذا الاستطلاع...
حل بديل
بدايتنا مع السيدة سناء كاظم الزيدي (موظفة): في كل عام تتضاعف المصاريف فالأسعار بارتفاع مستمر كما أن متطلبات الفتاة أكثر من الصبي خصوصا بعد التحاق ابنتي الكبرى الجامعة أصبحت مصاريفها الخاصة مضاعفة، فضلا عن أجور النقل الخاص (الخط).
وتضيف: أحيانا أبتاع بعض المستلزمات بالتقسيط أو أؤجل بعضها لأن الراتب لا يسد كل الاحتياجات وهو كحل بديل، وذلك لا يشعر أطفالي بالنقص أو أنهم أقل من زملائهم خصوصا أن والدهم يتكفل بدفع مصاريف البيت وأجور الخطوط.
الجانب التجاري
ويوضح اياد نصر الغانمي صاحب مكتبة الجانب التجاري قائلا: إن ارتفاع الأسعار يرتبط بارتفاع سعر الدولار وهذا يعتمد على التجار الأعلى منا إذ يعتبرون أن هذا هو الموسم الخاص للعمل إذ يرتفع سعر كل البضائع التجارية من القرطاسية المدرسية والحقائب والملابس والأحذية.
ويشير إلى أن الإقبال يتركز قبل أسبوع من بدء الدوام، حيث يضطر الأهالي لشراء كل شيء دفعة واحدة مما يزيد الضغط المالي عليهم.
مرحلة جديدة
من جانبها، تقول الطالبة رهف سمير نعيمة/ طالبة ثانوية: أحيانا تفرض بعض المدارس نوع معين من الزي المدرسي أو الحقيبة وهذا يزيد العبء على الأهل.
كما أني أعتبر أن العام الجديد إنما هو مرحلة جديدة بكل المقاييس لهذا أفضل أن أبتاع كل شيء جديد، الأمر يزيدني بهجة خصوصا أنني سألتقي بزميلاتي في المرحلة السابقة، فضلا عن انضمام صديقات جدد، كما أن لأيام المدرسة ذكريات لا تعوض خصوصا ونحن في مرحلة منتهية ننتقل بعدها إلى مدرجات الجامعة لذلك أحاول المشاركة بجميع النشاطات المدرسية.
من جانبه قال منتظر الوائلي/ طالب جامعة مرحلة ـولى مبتسما: كان أبي وأمي لا يكترثون لابتياع كل شيء جديد ليّ حتى أن بعض ثيابي تكون لأخي الأكبر وكان جل اهتمامهم بأخواتي لأنهن أصغر عمرا كما أن الفتيات تحب أن تبتاع كل شيء جديد، أما أنا لم أهتم يوما لهذا الجانب وكنت أرتدي أي شيء دون نقاش وقد كانت أمي سعيدة جدا بقناعتي وها أنا اليوم طالب جامعي، وقد عملت في العطلة الصيفية لأوفر احتياجاتي الخاصة وأحمل عنهم عبء مصاريفي خصوصا أن والدي يعمل أجير في مجمع تجاري.
رؤية اجتماعية
بهذا الجانب ترى الباحثة الاجتماعية بتول ناصر: أن بعض الأسر باتت تلجأ إلى شراء المستلزمات من الأسواق الشعبية رغم ضعف جودتها لسد الاحتياجات، كما أن الموضوع لا يقتصر على الأسعار فقط، وإنما يشمل الاستغلال الموسمي من قبل بعض التجار الذين يرفعون الأسعار بشكل مفاجئ مع بداية كل عام دراسي.
وطالبت ناصر الجهات المعنية، بالتدخل الجاد وتنظيم معارض مدرسية بأسعار مدعومة أو مراقبة الأسواق بصورة أكبر، بما يضمن تجهيز الطلبة بمستلزمات مناسبة دون أن يشكل التعليم عبئاً إضافياً على ميزانية الأسرة.
مسك الختام
بين فرحة العودة وقلق المصروف تبقى التجهيزات المدرسية هاجسًا يتكرر كل عام، في ظل غياب رقابة حقيقية على الأسعار وضعف الدعم الحكومي للأسر المتوسطة، لتبقى العودة إلى المدارس في نظر الكثيرين ليست بداية عام جديد فحسب، بل اختبارًا جديدًا لقدرة العائلة على التوازن بين التعليم وتكاليف الحياة اليومية.
اضافةتعليق
التعليقات