تمت تسمية اليوم الثاني من أبريل/ نيسان من كل عام من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة بنهاية عام (2007) كأول يوم عالمي يخصص لمرض التوحد، ويعتبره البعض انه يوم محزن ويراه البعض الاخر بانه ثمرة علاج لهذا المرض.
ماذا يعني التوحد؟
مرض التوحد (أو الذاتوية - Autism): هي أحد الاضطرابات التابعة لمجموعة من اضطرابات التطور المسماة باللغة الطبية "اضطرابات في الطيف الذاتويّ" (Autism Spectrum Disorders - ASD)، ويقصد باضطراب النمو العصبي الذي يتصف بضعف التفاعل في المجتمع، فيكون ضعيف التواصل اللفظي وغير اللفظي، وبأنماط سلوكية مقيدة ومتكررة، وتتطلب معايير التشخيص ضرورة أن تصبح الأعراض واضحة قبل أن يبلغ الطفل من العمر ثلاث سنوات، ويؤثر التوحد على عملية معالجة البيانات في المخ وذلك بتغييره لكيفية ارتباط وانتظام الخلايا العصبية ونقاط اشتباكها؛ ولم يفهم جيدًا كيف يحدث هذا الأمر.
ويعتبر التوحد أحد ثلاثة اضطرابات تندرج تحت مرض طيف التوحد (ASDs)، ويكون الاضطرابان الثاني والثالث معًا متلازمة أسبر جر، التي تفتقر إلى التأخر في النمو المعرفي وفي اللغة، وما يعرف باضطراب النمو المتفشي (يختصر عادة باسم PDD NOS) ويتم تشخيصه في حالة عدم تواجد معايير تحديد مرض التوحد أو متلازمة أسبرجر.
أسس وراثية للتوحد، على الرغم من أن جينات التوحد معقدة، وأنه من غير الواضح ما إذا كان يمكن تفسير سبب التوحد من خلال الطفرات النادرة، أن من خلال وجود مجموعات نادرة من المتغيرات الجينية المشتركة، وفي بعض الحالات النادرة، يرتبط التوحد بقوة شديدة مع العوامل المسببة للتشوهات الخلقية، وتحيط الخلافات بالمسببات البيئية الأخرى، مثل المعادن الثقيلة والمبيدات الحشرية، ويفحص الباحثون، في الآونة الأخيرة، احتمال أن تكون عدوى فيروسية، أو تلويثا بيئيا (تلوث الهواء، تحديدا)، على سبيل المثال، عاملا محفزا لنشوء وظهور مرض التوحد.
يصاب بمرض التوحد حوالي 1-2 من كل 100 شخص في جميع أنحاء العالم، ويصاب به الأولاد 4 مرات أكثر من البنات وأفادت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) أنه تم إصابة 1.5% من أطفال الأمم المتحدة (واحد من كل 68) بالتوحد، وذلك اعتبارًا من عام 2014، بزيادة بلغت نسبتها 30% عن عام 2012، حيث كان يصاب فرد، ولقد زاد عدد المصابين بالمرض بشكل كبير منذ الثمانينات، ويرجع ذلك جزئيًا إلى التغيرات التي حدت في تشخيص المرض، وإلى الحوافز المالية التي خصصتها الدولة لتحديد أسبابه.
أسباب التوحد
يعتبر العامل الوراثي سبباً مهماً لظهور مرض التوحد، لا سيما القرابة بين الوالدين والتشارك الوراثي بينهما، كما أن العائلات التي لديها طفل من مرضى التوحد، لديها احتمال أكبر لولادة طفل آخر مصاب بنفس المرض، هذا بالإضافة إلى عوامل جينية قد تتفاعل مع عوامل بيئية، مثلاً التقاء الالتهابات التي تعاني منها الأم الحامل مع الأسباب الجينية يزيد من احتمال إصابة الجنين بالتوحد، إذا كان لديه استعداد لذلك، فضلاً عن الولادة المبكرة أو المتعثرة.
أعراض مرض التوحّد
انغلاق الطفل على نفسه، ويُفضّل اللعب لوحده ولا يستجيب عند مناداته، ولا يحب التواصل البصري المباشر، التأخير في النطق مقارنةً مع الأطفال الاخرين، ولا يستطيع نطق جملةٍ كان ينطقها في السابق فيتواصل مع الآخرين بصرياً أو يتحدث بكلامٍ غير مفهوم حينما يريد شيئاً، ويتحدث عادة بصوت كصوت الإنسان الآلي، وقد يقوم بتكرار كلمات ويقوم بالهز أو الدوران كثيراً، ويرتّب الأشياء أو الألعاب على هيئة أكوام أو صفوف، ولا يحبّ طفل التوحّد تغيير الأثاث أو غرفته.
وكذلك تأخير في اكتساب المهارات اللغوية، خلل في العلاقات الاجتماعية المتبادلة، فيفقد الطفل التواصل الاجتماعي ويعجز عن الكلام، يصبّ تركيزه على أمر محدّد، فينفذ حركات متكررة لا سيما الاهتزاز أو الدوران في دوائر، ينعزل عن محيطه، ويعجز عن تقييم أحاسيس ومشاعر من هم حوله، إن العلاج المكثف والمبكر، بين عمر السنة والنصف والأربع سنوات، يمكنه أن يحدث تغييراً ملحوظاً بنسبة تتراوح بين (37 و40) بالمائة في حياة الأطفال المصابين ذات الحالات غير المتفاقمة. ويعتمد على: علاج النطق واللغة، العلاج الحسي الحركي، تعديل السلوك.
مجموعة من النصائح للتعامل مع أطفال التوحد
مراعاة الحالة النفسية للطفل، فعلى الأم معرفة ما يسعده وما يحزنه والحرص على عدم إبقائه وحيداً لفترةٍ طويلة، والتكلّم معه عما يدور في داخله، الحرص على جعل الطفل يتواصل مع من حوله، وأن يكون التواصل بصريّاً ولفظيّاً، وتشجيعه على ذلك، وتحفيزه بالهدايا وعلى أن يتكلم ويطلب ما يريد، جعل الطفل يتواصل ويلعب مع الأطفال من عمره؛ فأطفال التوحّد يفضّلون التعامل مع الكبار، منع الطفل وشغله عن الحركة النمطية ومعاقبته كلّما فعلها؛ حيث إنّ لكل طفل حركة نمطيّة يقوم بها عند الانزعاج من شيء.
وايضا تشجيع الطفل على القيام بعمل أو مبادرة وزرع الثقة به، وتشجيعه للاعتماد على نفسه، العمل على تعليم الطفل وتدريبه على الدفاع عن نفسه؛ فطفل التوحّد لا يستطيع تمييز مصادر الخطر، أو أن يدافع عن نفسه؛ فمن المهم تعليم الطفل مصادر الخطر وكيفيّة التعامل معها، تدريب الطفل على اللعب لتفريغ الطاقة ولتفريغ الاضطرابات، وتعليمه كيفيّة الاستمتاع باللعب، ويُفضّل مشاركة الأم لطفلها في اللعب حتى يحب ذلك، تسجيل الطفل في مركز أو مدرسة خاصّة للتوحّد، والحرص في المداومة على تتبّع الطفل وزيارته بالمدرسة، ويجب اتّباع نمط واحد في التعامل مع الطفل في المدرسة أو البيت، تدريب الطفل على عدم اتباع روتين معيّن، وتقبّل التغير، وكيفية التعامل معه والتعامل مع الواقع كما هو، وتعليم الطفل كيف، وبالرغم من أن كل طفل يعاني من اعراض مرض التوحد، يظهر طباعا وأنماطا خاصة به، إلا أن المميزات التالية هي الأكثر شيوعا لهذا النوع من الاضطراب: المهارات الاجتماعية.
وحسب الدراسات العالمية أشارت دراسة أمريكية فى شهر مارس 2012 واحد من 88 طفل مصاب بالتوحد وحتى عام 2009 كانت طفل فى كل 91 طفل، واحد في كل 91 طفل في الولايات المتحدة لديه مرض التوحد، وتشير التقديرات إلى أن أكثر من مليون شخص في الولايات المتحدة لديهم مرض التوحد، تُظهر التقديرات أن 6 من بين كل 1000 طفل في الولايات المتحدة يعانون من مرض التوحد وأن عدد الحالات المشخصة من هذا الاضطراب تزداد باضطراد.
اضافةتعليق
التعليقات