الفلسفة الايكولوجية هي نظرة جديدة في فلسفة العلوم الإنسانية وعلاقتها بالبيئة والطبيعة وكجزء مهم من ديمومة التطور والتغير المستمر الذي يمضي بالكون قدماً من المادة الجامدة إلى الحياة، إلى الوعي.
إن المفهوم الذي يشغل من الفلسفة الإيكولوجية مركزَها هو "العالَم كحَرَم" وهذا المفهوم بمثابة بديل عن الرؤية النيوتنية "للعالم كآلة" هذه النظرة الجديدة إلى العالم تشدِّد على الطبيعة الفريدة، النفيسة، والقدسية لكوكبنا وجميع المبادئ الأخرى للفلسفة الإيكولوجية مشتقة من هذا المبدأ.
وتزامنا مع اليوم العالمي للبيئة وهو اليوم الخامس من شهر حزيران سنوضح بعض تفاصيل مصطلح الايكولوجية عند الفيلسوف هانز يوناس.
تنتقد الفلسفة الإيكولوجية عند هانز يوناس الفلسفات التقليدية لأنها كرست فكرة "المركزية البشرية" من خلال تمييزها بين الإنسان والطبيعة واعطته حق السيطرة عليها. كما تنتقد الفعل الإنساني المعاصر الذي زاد تدخله في الطبيعة مستعينا في ذلك بالتقدم العلمي والتكنولوجي. أمام هذا الوضع الإيكولوجي الخطير، أراد هانز يوناس أن يؤسس لأخلاق جديدة تحمي حاضر ومستقبل الطبيعة والإنسانية من أفعال الإنسان مؤكداً على أن الطبيعة ترتبط بالقيمة وتسعى للحفاظ على وجودها مثل الإنسان الذي يجب عليه أن يتحمل مسؤوليته اتجاهها لأنه هو من ألحق الضرر بها، وهذا ما تدعوا إليه "أخلاق المسؤولية" التي تتطلع نحو مستقبل أفضل للطبيعة والإنسانية معاً.
إن فكرة "المركزية البشرية" التي تدعوا إلى سيطرة الإنسان على الطبيعة وسيادته عليها ترجع إلى الكـثير من المواقف الفلسفية التقليدية التي استخدمت بعض الثنائيات حاولت من خلالها التمييز بين الإنسان والطبيعة؛ مثل "الفكر والواقع"، "الأنا والآخر"، "الروح والمادة" وغيرها، وهي الثنائيات التي نجدها خصوصا عند بعض فلاسفة العصر الحديث".
ما يُعرف على موقف فرانسيس بيكون هو تأكيده على أن العلم هو محاولة فهم الإنسان للطبيعة من أجل استغلالها والسيطرة عليها، وهذا ما يُفهم من قوله (الإنسان هو الموكل بالطبيعة والمفسر لها وهو بهذه الصفة لا يملك أن يفعل أو يفهم، إلا بالقدر الذي تتيحهُ له ملاحظتهُ الني قام بها لنظام الطبيعة، سواء كان ذلك في الواقع أو في الفكر.
وقد أدى هذا الموقف إلى اعتبار المعرفة وسيلة في سبيل تحقيق منفعة الانسان وسعادته حتى ولو كان ذلك بإلحاق الأذى بالطبيعة وهي الفكرة التي أثرت في فلسفات العصر الحديث والفلسفة المعاصرة على حد سواء.
أما بالنسبة إلى (ديكارت) فمعروف عنه ذلك التمييز الذي أقامه بين عالم الذات وعالم الطبيعة، مؤكداً على أن المعرفة الحقيقية مكانها النفس الإنسانية وذلك عندما قال: "توجد في ذاتي لانهائية من الأفكار حول كل الأشياء، مع أنها ليس لها وجود خارج أفكاري".
وكما جاءت كثير من النظريات الفلسفية التي قد تتواقف مع الذي ذكر أو قد تخالفها ولكن بالمجمل كان الهدف من ذكر النظريات هو فهم العلاقة بين الإنسان والطبيعة وتوطيد علاقة سليمة بينهما من خلال تبني الإنسان عادات تحافظ على الطبيعة كي تقابلهُ الطبيعة بالعكس خاصةً في ظل هذه المساوئ التي تعاني منها الكرة الأرضية ابتداءً من ثقب الأوزون حتى آخر العواصف الترابية التي نعاني منها والكثير الكثير من المساوئ التي لا يسعنا ذكرها.
اضافةتعليق
التعليقات